"جيش المتطوّعين" يعكس الهوس الأمني المرافق لمؤتمر الشيوعي الصيني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
جنّد النظام الصيني مئات الاف "المتطوعين" من المدنيين والعمال، تحسبا لحصول اي تحرك مشبوه في العاصمة خلال مؤتمر الحزب الشيوعي.
بكين: بلغ الهوس الامني لدى النظام الصيني ذروته خلال الايام الاخيرة في بكين مع تجنيد مئات الاف "المتطوعين" تحسبا لحصول اي تحرك مشبوه في العاصمة خلال مؤتمر الحزب الشيوعي.
والى مئات الشرطيين المنتشرين باللباس المدني او الرسمي الذين يطوقون محيط ساحة تيان آنمين وقصر الشعب الذي سيشهد تسليم السلطة خلال المؤتمر، يضاف حوالى 1,4 مليون "متطوع من اجل الامن العام"، من متقاعدين وعمال نظافة واطفائيين وحراس شخصيين اخرين، مهمتهم الابلاغ عن اي شيء او شخص يشتبه في انه يمكن ان يعكر صفو الحدث.
لكن على رغم كلمة "متطوع" المكتوبة على الشارة الموضوعة على احد اكمام سترة القائمين على هذه المهمة، الا ان كثيرين ينددون بارغامهم على الدخول في جهاز الشرطة الضخم لهذه الدولة البوليسية.
ويقول تشانغ ويلين البالغ 25 عاما وهو احد الحراس المدنيين في مركز تجاري في وسط العاصمة "متطوع؟ لقد توسلوا الي لاكون كذلك"، في تعليق ساخر وهو يرتدي لباسا قياسه اكبر منه بمرتين.
ويروي هذا الشاب في جو شديد البرودة في بكين السبت "شركة الحراسة التي اعمل فيها اعطتنا هذه البذات وجعلتنا جميعا متطوعين من اجل المؤتمر".
وادى الحراك الشعبي الذي استمر في النمو خلال السنوات العشر من رئاسة هو جينتاو الذي من المقرر ان يسلم الحكم لخلفه شي جينبينغ في المؤتمر، الى تعزيز كبير للاجهزة الامنية، الذراع المسلح للدولة الشيوعية التي تشعر بقلق متزايد ازاء ارتفاع النقمة الشعبية منها.
وقد سجلت ميزانية قوات حفظ "الاستقرار الاجتماعي" ارتفاعا هائلا، اذ وصلت الى 111 مليار دولار عام 2011 لتتخطى الميزانية الضخمة ايضا للجيش.
ومنذ قيامه عام 1949، يستند النظام من ضمن ركائزه الى "شبكة امنية" تتطلب من المواطنين العاديين الابلاغ عن كل ما يشكل مساسا، حقيقيا او مفترضا، بالنظام الشيوعي، خصوصا خلال مؤتمرات الحزب الشيوعي الصيني التي تعقد بواقع مرة كل خمس سنوات.
ويروي المدرس المتقاعد هوو هوي هوا الذي يراقب المارة عند قارعة الطريق "اذا ما راينا امرا خارجا عن المألوف، كمقدمي عرائض يحاولون التظاهر على سبيل المثال، نقوم فورا بابلاغ لجنة الحي او نتصل بالشرطة".
وتسمح تقليديا حالة "مقدمي العرائض" او "الشكاوى" التي تعود الى الحقبة الامبريالية، لكل مواطن بعرض شكواه في العاصمة، وهي غالبا ما تكون منددة بمظالم او بتجاوزات ترتكبها السلطات المحلية.
ويقول هؤلاء المحتجون ومعهم منظمات حقوقية انهم غالبا ما يرمون في السجون، يضربون او يضطهدون سرا. وقبل مؤتمرات الحزب الشيوعي الصيني، يتم طردهم من العاصمة.
ويضيف المتقاعد "لا يهم اذا ما كان المشتكي لديه سبب وجيه ليكون هنا. هذا الامر يعود للشرطة البت به".
وتحدثت منظمة حقوقية عن تعرض جانغ ياودونغ، وهو صاحب شكوى من مقاطعة هينان وسط الصين، للضرب حتى الموت على يد مجهولين الثلاثاء، قبل يومين من افتتاح المؤتمر.
وردا على سؤال بشان هذه الواقعة، رفضت الشرطة الادلاء باي تعليق. ومثل هذه الحوادث ليست نادرة في الصين وغالبا ما تشكل شرارة انطلاق تظاهرات عنيفة.
وشاهد مراسلو فرانس برس عددا من مقدمي الشكاوى يتم اقتيادهم من جانب الشرطة منذ افتتاح مؤتمر الحزب الشيوعي. الا ان ايا من "متطوعي الامن العام" العشرين الذين جرى سؤالهم لم يشر الى حوادث تستدعي الاتصال بالشرطة.
وان كانت الاموال تتدفق للانفاق على الجهاز الامني للبلاد، الا ان "المتطوعين" الذين تم تجنيدهم لا يحصلون على شيء منها.
ويقول تشن وهو عامل متقاعد "اذا كانت +الاموال من اجل الحفاظ على الاستقرار+ تدفع في كل المناسبات، فهي تذهب الى لجنة الحي. لا نحصل ابدا على شيء منها".
وعوضا عن ذلك، لن يحصل هؤلاء "المتطوعون" سوى على بذات ومساحيق غسيل او زيوت طبخ لشكرهم على الساعات التي قضوها على قارعة الطريق في برد تشرين الثاني/نوفمبر.
ويعتبر المعارض الصيني باو تونغ الذي كان سابقا مسؤولا رفيع المستوى في النظام ان "الحفاظ على الاستقرار يقوم على جعل الشعب هو العدو. انها اهانة وعار" وذلك في تصريحات لفرانس برس.
اما عاملة التنظيف تشين هويلي فتقول وهي تكنس بقايا السجائر في احد المقار السكنية واضعة رباط "المتطوع" على ذراعها، انها لم تكن تملك اي خيار. مضيفة "كلا، لم اتطوع. انها مؤسستي التي ترغمني على القيام بذلك. هذا لا يقدم لي شيئا سوى العمل الاضافي".