اتجاه لتغيير الخارطة القضائية الفدرالية بعد إعادة انتخاب أوباما

واشنطن: اعادة انتخاب الرئيس الاميركي باراك اوباما لم تؤد الى تغيير كبير في السلطتين التنفيذية والتشريعية الاميركية لكنها ستغير بالتاكيد الخارطة القضائية على المستوى الفدرالي حيث يعين القضاة لمدى الحياة من قبل الرئيس.

وخلافا للنظام القضائي المعتمد في كل من الولايات الاميركية حيث ينتخب القضاة، فان قضاة النظام الفدرالي - 89 محكمة بداية و13 محكمة استئناف والمحكمة العليا- يختارهم جميعا الرئيس لكن بعد مصادقة مجلس الشيوخ.

لكن عدد المناصب الشاغرة تزايد في السنوات الاربع الماضية ليصل الى مئة اليوم بما يشمل كل الهيئات. وفي المحكمة العليا، اعلى هيئة قضائية في الولايات المتحدة، سيكون على باراك اوباما استبدال ما بين واحد وثلاثة من القضاة التسعة الذين تجاوزوا سن الثمانين في 2015.

وقال دوغ كيندال رئيس مركز المسؤولية الدستورية "تقليديا، انها على الدوام الولاية الثانية التي يحاول فيها الرؤساء ترك ارثهم السياسي". وحاليا، تميل المحكمة العليا الى اليمين. وكذلك فان غالبية من القضاة ال179 في الاستئناف و678 قاضيا من محكمة البداية الاولى عينهم رئيس جمهوري خلال العقود الثلاثة الماضية.

وفي محكمة الاستئناف في واشنطن، التي تعتبر اهم هيئة قضائية بعد المحكمة العليا، هناك خمسة قضاة جمهوريين الى جانب ثلاثة ديموقراطيين فيما هناك ثلاثة مناصب حاليا شاغرة. وقالت كارولاين فريديركسون رئيسة الهيئة الاميركية الدستورية للحقوق والسياسة انه "على الرئيس اوباما فعليا ان يكون القائد الاعلى لتنويع التعيينات" معتبرة ان النظام القضائي يجب ان "يكون عادلا ومتوازنا" سياسيا واجتماعيا.

وهذه الخبيرة التقدمية اشادت بخيار اوباما زيادة عدد النساء ومثليي الجنس والاقليات بين القضاة بينهم امرأتان في المحكمة العليا. لكنها اعتبرت ان الحملة الانتخابية الاخيرة اثارت "صرخة تحذير" ازاء حقوق النساء والعائلة بعد التصريحات "المثيرة للصدمة" التي ادلى بها محافظون حول الاجهاض.

واعتبر اندرو بلوتكي مدير مركز التقدم الاميركي ان "القضاة يجب الا يتعاطوا السياسة". وقال "سواء كان الامر يتعلق باصلاح النظام الصحي وحقوق التصويت والتمييز الايجابي في الجامعة، فان المحاكم تلعب دورا مهما ودائما في الحياة الاميركية".

وقال كندال "علينا نصب جدار لضمان عدم تدخل السياسة في التعيينات القضائية" ودعا الرئيس اوباما الى تعيين قضاة "معتدلين" قادرين على الوقوف في وجه "رؤية متطرفة جدا للدستور" لدى بعض المحافظين المتشددين.

وقام سلف اوباما، الجمهوري جورج بوش "باغراق" القضاء عبر تعيين 12 قاضيا في الاستئناف وقاضيين محافظين في المحكمة العليا بينهم رئيسها جون روبرتس. وقال المحلل ايان ميلهيسر "يجب ان يقوم اوباما بدوره" بتعيينات كثيرة لاعادة التوازن الى الخارطة القضائية.

ودعا جون بوديستا المسؤول السابق في البيت الابيض في ظل رئاسة بيل كلينتون الى "اصلاحات" في عملية تثبيت قضاة من قبل مجلس الشيوخ ذات الغالبية الديموقراطية لان اجراءات العرقلة غالبا ما تعقد التعيينات.