أخبار

أوباما يعيد تنظيم صفوف الأمن القومي متعثرا بفضيحة بترايوس

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

على وقع استقالة مدير وكالة المخابرات المركزية ديفيد بترايوس التي قد تعقّد عمل إدارته الجديدة، يعمل الرئيس الأميركي باراك أوباما على إعادة تشكيل طاقم الأمن القومي، ويعتبر جون كيري المرشح الأول لحقيبة وزارة الدفاع.

لندن: يفكر الرئيس اوباما في تكليف عضو مجلس الشيوخ جون كيري بتولي وزارة الدفاع في إطار عملية واسعة لإعادة تنظيم طاقم الأمن القومي في إدارته، تشمل إيجاد بديل من مدير وكالة المخابرات المركزية ديفيد بترايوس، الذي استقال بعد انكشاف علاقته الجنسية بكاتبة سيرة حياته.

ورغم أن كيري يطمح في تولي منصب وزير الخارجية، فإن مسؤولين في الادارة مطلعين على خطة التغييرات القادمة، قالوا إن هذا المنصب يكاد يكون محجوزا لسفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة سوزان رايس.

ويتصدر كبير مستشاري اوباما لشؤون مكافحة الإرهاب جون برينان قائمة المرشحين لتولي منصب مدير وكالة المخابرات المركزية إذا أراد، بحسب مسؤولين أميركيين. وإذا مضى برينان بتنفيذ خطته بالاستقالة من الحكومة، فان مدير الوكالة بالوكالة مايكل موريل، هو المرشح المفضل ليكون مديرها الدائم. ولفت المسؤولون إلى أن مناقشات البيت الأبيض بشأن هذه التعيينات ما زالت في مراحلها الأولى ولم يُتخذ قرار نهائي في أي منها. وتسببت استقالة بترايوس الاسبوع الماضي بعد اعترافه بعلاقة خارج إطار الزوجية بتعقيد عملية شائكة أصلا هي اعادة تشكيل طاقم الأمن القومي في الادارة والكادر الدبلوماسي الجديد لولاية أوباما الثانية.

وازدادت العملية تعقيدا بغضب الكونغرس لعدم إبلاغه بأن مكتب التحقيقات الفيدرالي كان يحقق في سلوك بترايوس وعلاقاته، فضلا عن جلسات الاستماع السجالية التي ستُعقد هذا الاسبوع وراء أبواب مغلقة لمناقشة موقف الادارة وإجراءاتها خلال الهجوم على البعثة الدبلوماسية الأميركية في بنغازي في 11 ايلول (سبتمبر) الماضي.

وتتعرض رايس التي تنتمي إلى حلقة المساعدين القريبين من اوباما ورافقته منذ حملته الانتخابية الأولى عام 2007، إلى انتقادات لاذعة بصفة خاصة في قضية الهجوم على البعثة ومقتل أربعة أميركيين بينهم السفير كريستوفر ستيفنز.

وأشار أعضاء جمهوريون في الكونغرس إلى أن رايس ضالعة في ما يقولون إنها محاولة ترتبط بالانتخابات لتصوير الهجوم في البداية على أنه تظاهرة سلمية تحولت إلى مواجهة عنيفة وليس عملية إرهابية مخططة كما تعترف الادارة الآن.

وقال عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الجمهوري ليندسي غراهام، إن رواية رايس بعد أيام على الهجوم بوصفه احتجاجا خرج عن السيطرة، تشير إلى أنها ضللت الرأي العام الأميركي أو انها ليست دبلوماسية كفوءة. وأعلن ان رايس "ستواجه صعوبة بالغة تتعلق بمصداقيتها" في نيل موافقة مجلس الشيوخ على تعيينها وزيرة للخارجية.

ولكن عدة مسؤولين في البيت الأبيض أكدوا أن اوباما مستعد للاصرار على ترشيحها لحقيبة الخارجية، بعد رحيل هيلاري كلنتون التي أعلنت منذ زمن طويل انها لن تخدم إلا ولاية واحدة. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين كبار في الادارة طلبوا عدم كشف أسمائهم أن تصريحات رايس على عدة قنوات وندوات تلفزيونية بعد هجوم بنغازي لم تكن إلا ترديداً للموقف الرسمي الذي كان يستند إلى المعلومات الاستخباراتية المتاحة وقتذاك.

ولكن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي تومي فيتور قال إن البيت الأبيض لن يعلق على قضايا شخصية. واعترف مسؤول بأن جلسات الكونغرس المقبلة والتحقيق المستقل في ملابسات الهجوم على البعثة الدبلوماسية الأميركية في بنغازي، الذي يجري بقيادة الدبلوماسي السابق توماس بيكرنغ، ورئيس هيئة الأركان المشتركة السابق الادميرال مايكل مولين، قد تكشف بعض التقصيرات والثغرات الاستخباراتية والأخطاء الأمنية. ولكنه أضاف أنها قد تؤكد أيضا عدم وجود أي محاولة للتستر.

في غضون ذلك ورد اسم نائب وزير الدفاع آشتون كارتر، بوصفه مرشحاً لخلافة ليون بانيتا في البنتاغون، وكذلك ميشيل فلورنوي نائبة وزير الدفاع السابقة للشؤون السياسية. ولكن توقيت البحث عن مرشح يخلف بانيتا في البنتاغون يكتنفه الالتباس، ولا سيما أنه أعلن الاثنين أنه لا يعتزم التنحي قريبا رغم إشارته إلى أنه من المستبعد ان يبقى حتى نهاية ولاية اوباما الثانية.

وعندما سُئل بانيتا خلال زيارته لاستراليا إن كان سيبقى في منصبه أربع سنوات أخرى أجاب "مَنْ يدري؟" واضاف "ليس سراً ان بودي العودة إلى كاليفورنيا في وقت ما". ولم يرد كيري على طلبات التعليق بشأن إمكانية ترشيحه لمنصب وزير الدفاع. وقالت المتحدثة باسمه جودي سيث "ان اهتمام السناتور كيري ينصب الآن على العمل بصفته عضوا قياديا في مجلس الشيوخ من ولاية ماسيشوسيتس ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس".

ولكن صحيفة واشنطن بوست نقلت عن مسؤولين في ادارة اوباما أحدهم وصف كيري بأنه "بطل حرب"، أن مؤهلاته لمنصب وزير الدفاع لا تشتمل على خدمته في البحرية خلال الحرب الفيتنامية فحسب، بل تمتد إلى معرفته بالشؤون المالية وخبرته في الدبلوماسية التي أصبحت جزءا متزايد الأهمية من حقيبة الدفاع.

وأضاف المسؤولون أن احتفاظ الديمقراطيين بالأغلبية في مجلس الشيوخ، وزيادتها مقعدين بعد الانتخابات الأخيرة، توفر صمام أمان يسمح بالتفكير في استقالة كيري من المجلس لتولي ادارة البنتاغون. وتوقع مسؤولون أن يبقى مستشار الأمن القومي توماس دونيلون ومستشار السياسة الخارجية دينس ماكدونوف ونائب رئيس الاتصالات الاستراتيجية بنجامين رودس في مناصبهم، على الأقل خلال الفترة الأولى من ولاية اوباما الثانية.

وتردد أن انتوني بلنكين مستشار نائب الرئيس جو بايدين لشؤون الأمن القومي أحد المرشحين لخلافة رايس في الأمم المتحدة، وكذلك سمانثا باور مديرة الشؤون متعددة الأطراف وحقوق الانسان في مجلس الأمن القومي.

وليس معروفا من سيتولى منصب جون برينان، كبير مستشاري اوباما لشؤون مكافحة الارهاب إذا عُين مديرا لوكالة المخابرات المركزية. وكان برينان المرشح الأول لتولي ادارة الوكالة حين انتُخب اوباما في عام 2008 ولكنه انسحب بسبب الانتقادات التي قال انها ظالمة، لدوره في الخروقات التي ارتكبتها أجهزة الاستخبارات في زمن ادارة جورج بوش. ورغم أن هذه الصفحة طويت، فان مسؤولين قالوا إنه لم يشر إلى ما إذا كان يود ادراجه ضمن المرشحين لمنصب مدير وكالة المخابرات المركزية حيث عمل 25 عاما.

وإلى جانب ما تسببه استقالة بترايوس من تعقيد في إعادة تنظيم طاقم الأمن القومي فانها ستحدث هزة على جميع المستويات القيادية في وكالة المخابرات المركزية نفسها.

وكان كثيرون توقعوا ان يبقى بترايوس في منصبه خلال ولاية اوباما الثانية، وأمضى بترايوس نفسه اشهرا في إعداد تنقلات على مستوى المناصب العليا في مقر الوكالة. والآن أصبحت هناك علامة استفهام على المناصب الأربعة الأولى للمدير ونائبه ورئيس جهاز الخدمة السرية ورئيس مركز مكافحة الارهاب.

وفي غضون ساعات من استقالة بترايوس يوم الجمعة الماضي، أُزيلت سيرة حياته من موقع الوكالة ونُشرت بدلا منها سيرة موريل مديرها بالوكالة. وإذا صدر قرار بتعيين موريل مديراً دائماً، سيتعين عليه أن يختار نائبا جديدا واتخاذ قرارات تتعلق بكادر الوكالة كان بترايوس على وشك اتخاذها.

وذُكر اسم مايكل فيكرز نائب وزير الدفاع لشؤون الاستخبارات من بين المرشحين لمنصب مدير وكالة المخابرات المركزية. وكان رئيس جهاز الخدمة السرية جون بينيت أُقنع بالعدول عن التقاعد لتولي رئاسة هذه الخدمة وأشار إلى نيته التقاعد في الاشهر المقبلة، كما أفاد مسؤولون حاليون وسابقون.

كما من المتوقع أن يشغر منصب رئيس مركز مكافحة الارهاب المسؤول عن العمليات التي تنفذها طائرات وكالة المخابرات المركزية من دون طيار. فان رئيس المركز الحالي المعروف باسم "روجر" فقط يتولى هذا المنصب منذ ما يربو على ست سنوات. وقال مسؤولون سابقون في وكالة المخابرات المركزية، إنه يريد ترشيحه لرئاسة جهاز الخدمة السرية، ولكن سمعته بكونه فظا مع مرؤوسيه تشكل عقبة ولا سيما ان بترايوس لم يكن يعتزم تعيينه في هذا المنصب.

وكان موريل يعتبر محللا بارزا في وكالة المخابرات المركزية قبل انضمامه إلى مستوياتها العليا وهو يتمتع باحترام كبير بين زملائه وفي البيت الأبيض. وقال مسؤول في البيت الأبيض إن أوباما يثق ثقة كبيرة بقدرة موريل على قيادة وكالة المخابرات المركزية، لأي فترة تكون قيادته مطلوبة فيها. ويعتبر موريل من المرشحين لتولي مهمة برينان مستشارا لشؤون مكافحة الارهاب في البيت الأبيض.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف