أخبار

عملية السلام الكولومبية تدخل في صلب الموضوع في كوبا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بوغوتا: تدخل عملية السلام بين الحكومة الكولومبية وثوار حركة القوات المسلحة الثورية في كولومبيا (فارك) الخميس في صلب الموضوع بكوبا التي تستضيف مفاوضات صعبة على امل تسوية اخر نزاع اهلي في اميركا اللاتينية مستمر منذ نصف قرن.

بعد انطلاقة رمزية في 18 تشرين الاول/اكتوبر في النروج التي ترعى ايضا المفاوضات، يلتقي موفدو المعسكرين في هافانا لفتح مباحثات ما زالت مدتها ونتيجتها غامضة. وتشهد الجزيرة الشيوعية التي تحتضن موفدي الفارك منذ اشهر اتصالات متكتمة تجري منذ اشهر وادت الى اتفاق على فتح هذه المفاوضات في رابع محاولة حوار مع حركة التمرد الماركسية.

وفي حديث مع فرانس برس اعتبر المحلل السياسي اليخو فارغاس الاستاذ في جامعة بوغوتا الوطنية "انه افضل مكان ممكن، لان كوبا تضمن للطرفين فضاء هادئا مع افضل عزلة ممكنة" مشددا على ان حركة التمرد تكن للنظام "احترما كبيرا".

غير ان لهجة زعيمي وفدي التفاوض خلال وجودهما في النروج تنبئ بتوترات شديدة لا سيما دعوة الرئيس السابق اومبرتو دي لا كايي الى "القاء السلاح" وتهجم الرجل الثاني في الفارك ايفان ماركيس على النظام الراسمالي "السفاح".

وتحدد جدول زمني للمناقشات التي ستتناول اولا التنمية الريفية وهو موضوع حاسم في كولومبيا حيث كانت مصادرة الاراضي خلف اندلاع الثورة وتاسيس الفارك في 1964. كذلك هناك مواضيع اخرى شائكة على جدول الاعمال كمشاركة المتمردين في الحياة السياسية وانهاء الاعمال العدائية ومكافحة تهريب الكوكايين في اكبر بلد منتج في العالم واخيرا حقوق الضحايا الذين تعرضوا لتجاوزات ارتكبها الجيش وحركة التمرد على حد سواء.

وقد خلف النزاع الذي شهد ايضا مشاركة قوات شبه عسكرية من اليمين المتطرف نزعت اسلحتها اليوم والتحق العديد من عناصرها بالعصابات الاجرامية، مئات الاف القتلى ونحو اربعة ملايين نازح، حسب الامم المتحدة. ودعا الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس الذي يتولى الحكم منذ 2010، مواطنيه الى "تضميد الجراح" وحض حركة التمرد على "احترام الاجندة المتفق عليها".

ونفى الفارك ان تكون لديهم اي "اجندة موازية او خفية" غير ان الناطقة باسم الحركة تانيا نيميير الهولندية التي التحقت بحركة التمرد بعد دراسات في كولومبيا، حذرت من ان السلام لن ياتي من "صمت البنادق" بل من "العدالة الاجتماعية".

وتوقع فارغاس ان "تكون مفاوضات صعبة ومعقدة جدا وعلى درجة كبيرة من الغموض" غير انه ابدى "مزيجا من التفاؤل والواقعية". وفضلا عن مسالة الاراضي توقع المحلل نشوب صعوبات قانونية حول عمليات "العفو" التي تطالب بها حركة فارك في حين علقت الحكومة نحو 200 مذكرة توقيف بحق موفدي المتمردين.

كذلك تواجه المفاوضات مسألة شائكة اخرى هي عدم التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار حيث ان بوغوتا ترفض ازالة الضغط على حركة التمرد التي ضعفت بعد مطاردة عسكرية دعمتها الولايات المتحدة وادت الى خفض عديد عناصرها الى النصف في ظرف عشر سنوات.

ولم تعد الفارك تعد حسب الحكومة سوى 9200 مقاتل، معظمهم لجأوا الى المناطق الريفية حيث تقع جميع الهجمات تقريبا. وقد تنضم حركة تمرد شيوعية اخرى وهي جيش التحرير الوطني، وهي اقل حجما من الفارك لا يتجاوز عدد مقاتليها 2500، الى المفاوضات مع الحكومة.

وقال فارغاس ان "وقف اطلاق النار مستحب نظريا لكن من المستبعد ان يدوم" حتى لو ان التقدم في المفاوضات قد يسمح بنظره ب"الخفض من حدة النزاع"، على حد قوله. وحددت السلطات التي تخوض سباقا ضد الساعة، "ببعضة اشهر" مدة المفاوضات بينما حذرت الفارك من ان التحدث عن "سلام سريع" هو وهم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف