أخبار

موجة الاضرابات تشرف على نهايتها في مناجم جنوب افريقيا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

جوهانسبورغ: اشرفت موجة الاضرابات العشوائية في مناجم جنوب افريقيا على نهايتها هذا الاسبوع بعد ثلاثة اشهر من التمرد الدامي للعمال ادى الى سقوط نحو ستين قتيلا وزعزع الاقتصاد لفترة طويلة.

فالاضطراب الاجتماعي في هذا البلد لم ينته كليا، لاسيما وان حركة الاحتجاج على الاجور باتت تطاول ايضا مزارع الفاكهة في الكاب وهو قطاع رئيسي اخر معد للتصدير ويتعرض لاعمال عنف منذ اسبوعين مما اوقع قتيلا في صدامات مع الشرطة الاربعاء.

وعشية عطلة نهاية الاسبوع استأنف معظم عمال المناجم عملهم فيما شارك اكثر من 140 الفا منهم في اضرابات تقررت بشكل عشوائي منذ اب/اغسطس خصوصا في قطاعي البلاتين والذهب.

وسجلت حركات اضراب في موقع بوكوني بلاتينوم وهو فرع لمجموعة امبلاتس العالمية الاولى للبلاتين وفي منجم للكروم للمجموعة السويسرية كستراتا.

وقال الجمعة مصدر في النقابة الوطنية لعمال المناجم التي تجاوزها الوضع اثناء الاضرابات وتقوم اليوم بتقييمه "ان كل شيء عاد الى طبيعته في القطاع المنجمي باستثناء بوكوني بالطبع، لكن بصورة عامة فان عمال المناجم عادوا بغالبيتهم الكبرى الى العمل".

واعتبر احد المتشددين في الحركة لدى امبلاتس ماميتلوي سيبيي الجمعة ايضا "ان الاضرابات انتهت عمليا باستثناء بوكوني" حيث تضامن السكان مع عمال المناجم متهمين الشرطة بالقيام باعمال وحشية.

وقال فوسي مابوسا وهو مسؤول في غرفة المناجم (ارباب عمل) "اننا سعداء بعودة العمال الان الى العمل ونأمل ان لا ينفذوا بعد الان اي اضراب عشوائي ان كان لديهم قلق ما او مشكلة ما لمناقشتها".

واضاف "حتى وان ساد الهدوء في هذا الوقت فلا نعلم ما يفكر به عمال المناجم. ان القول بانه لن يكون هناك اضراب امر غير صائب من جانبي".

لكن الوضع ليس زاهيا في مجمل الاحوال.

فالقطاع المنجمي الذي يمثل 9% من اجمالي الناتج المحلي الجنوب افريقي لنصف مليون وظيفة مباشرة، يقدر خسارته ب 10 مليارات راند (900 مليون يورو).

وفي قطاع البلاتين الذي يعاني اصلا من الوضع العالمي القاتم فان اعادة تشغيل المنشآت سيتطلب وقتا.

وما زالت الشركات تبذل مساعي كبيرة لتقييم فاتورة الاضراب والانتاج الضائع وستتحقق من حالة كل موقع وقابليته للاستمرار، في وقت انهار فيه النموذج الاقتصادي المنجمي في جنوب افريقيا على ما يبدو.

فبعد الارتفاع الكبير لتعرفات الكهرباء منذ 2008، لم يعد بامكان القطاع الان التعويل على اليد العاملة المحدودة التكلفة.

كذلك انتهت ايضا اللقاءات المريحة مع مسؤولي النقابة الوطنية لعمال المناجم القريبين من المؤتمر الوطني الافريقي الحاكم والداعين الى شكل من الادارة المشتركة.

وقال سيبيي "انه منعطف تاريخي، الجميع متفقون على ذلك" و"ميزان القوى قد تغير"، مضيفا "ان عمال المناجم حطموا سلاسل النقابة الوطنية لعمال المناجم وسيطروا على نضالهم. لقد اخضعوا الادارة بشأن الاجور بعد تكرارها انها غير قابلة للتفاوض".

واقر مصدر في النقابة الوطنية كان يشعر بان الوضع يتدهور اصلا منذ سنة، "بان هناك امورا ينبغي ان نغيرها في طريقة تحركنا".

وفي الاجمال وبمعزل عن اي اطار ناظم وآليات التفاوض الجماعي فان عمال مناجم الفحم حصلوا على زيادة بنسبة 5%، وعمال مناجم الذهب على زيادة بنسبة 8,5% الى 11% اضافة الى زيادتهم السنوي في تموز/يوليو الماضي.

وفي مريكانا رمز الازمة والتي انطلقت منها الشرارة الاولى عندما قتلت الشرطة 34 مضربا في 16 اب/اغسطس الماضي، وافقت شركة لونمين البريطانية على زيادة الاجور بنسبة 11 الى 22%.

وبدورها قبلت امبلاتس بعد شهرين من المقاومة على منح زيادة طفيفة.

واعتبر بيتر ميجور المحلل لدى المؤسسة المتخصصة بعمليات الاندماج والشراء كاديز كوربوريت سولوشنز "انه الاضراب الاكثر قذارة والاكثر عنفا والاكثر تدميرا والاكثر كلفة بالنسبة للقطاع، ربما منذ 90 عاما".

وقال انه ما من شك ان الشركات ستعمد الى عمليات الصرف بعد تقييمها لتأثير الازمة وكلفتها على المدى الطويل.

كيف ومتى؟ لمعرفة ذلك لا بد من الانتظار ثلاثة او اربعة اشهر على الارجح.

لكنه اعطى مثالا على ذلك مجموعة امبلاتس التي واجه فرعها الجنوب افريقي امبالا حركة اضراب سابقة لستة اسابيع في بداية العام 2012، ولم يعد الانتاج حتى الان الى طبيعته.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف