أردوغان وحمد ومشعل في مصر... والأولوية للملف الفلسطيني

تطرق رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان خلال زيارة قام بها الى مصر، الى الملفين السوري والفلسطيني مؤكدا على ضورة التعاون بين مصر وتركيا في مختلف المجالات.

القاهرة: قدم الرئيس المصري محمد مرسي الشكر لتركيا على تقديمها تسهيلاتها ائتمانية لبلاده بقيمة مليار بشروط ميسرة والاتفاق على العمل سويا من أجل جلب 5 مليارات استثمارات خلال الأعوام القادمة.

جاء ذلك في مؤتمر صحافي مشترك جمع الرئيس المصري محمد مرسي ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مساء اليوم السبت بمقر رئاسة الجمهورية.

وأضاف مرسي قائلا: "ناقشت مع أخي وصديقي السيد أردوغان باستفاضة في الموضوعات الثنائية وأود أن أشيد بالدعم التركي لمصر في هذه المرحلة الهامة من تحول مصر الديمقراطي".

من جانبه، قال أردوغان "تناولنا مع مرسي تطورات المنطقة كما عقدنا اجتماع مع الوزراء وعلى رأسهم صديقي زميلي هشام قنديل، وأساسا تم التوصل إلى جملة من الخصوصيات تتمحور حول التعاون في مجالات التجارة والثقافة والسياحة والصناعة الدفاعية والثقافة".

وأضاف أن هناك في مصر حوالي 100 مستثمر تركي وكذلك يقومون باستثمار حوالي مليار ونصف مليار هذا دون المستوى المطلوب.

واشار إلى أن "المنتدى الذي يعقد يوم غد بين رجال الأعمال بين تركيا ومصر نأمل بتحقيق مبادرات جديدة في مجال الأعمال بين البلدين ولا شك أن هدفنا الوصول إلى حجم التعاون بين البلدين إلى 5 مليارات دولار في أربع سنوات، حتى يتسنى رفع حجم التبادل التجاري خلال العشر سنوات القادمة إلى 10 مليار دولار".

وقالت وكالة "الأناضول" للأنباء إن المسؤولين في مصر وتركيا وقعوا مساء اليوم على 7 اتفاقيات في مجالات مختلفة.

واوضحت ان الاتفاقيات - التي وقعها وزراء أتراك حضروا اليوم إلى القاهرة برفقة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان - شملت مجالات المالية والتعاون الفني والطيران المدني والزراعة والسياحة والصناعة.
واكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان السبت في القاهرة ان النظام "غير الشرعي" للرئيس السوري بشار الاسد "محكوم عليه بالهزيمة" في مواجهة الحركة الاحتجاجية المناهضة له والتي تحولت نزاعا عنيفا.
وقال اردوغان في خطاب القاه في جامعة القاهرة ان "نظام بشار الاسد غير الشرعي محكوم عليه بالهزيمة".

واعتبر اردوغان ان ما يحصل في سوريا هو "عار على الانسانية".
قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن نظام الأسد لا يتحمل وحده مسؤولية الجرائم التي يرتكبها بحق شعبه ولكن يتحملها أيضا "المجتمع الدولي بتهربه من تحمل المسؤولية عما يجري".

وأضاف أردوغان، خلال كلمته اليوم بجامعة القاهرة، "المجزرة التي يعاني منها الشعب السوري ليست خزيا على النظام وحده بل خزيا للمجتمع الدولي والإنسانية برمتها أيضا".
وهاجم رئيس الوزراء التركي الصمت الدولي إزاء الأزمة قائلا" كيف يمكننا تفسير هذا الصمت إزاء ما يجري في سوريا .. أبرياء يقتلون في حلب وأدلب وبقية المدن وسط صمت المجتمع الدولي ومؤسساته التي كثيرا ما تتحدث عن حقوق الانسان".

وتساءل "كيف يمكن للمجتمع الدولي، وخصوصا مجلس الامن، ان يبقى صامتا عن المجازر التي ترتكب يوميا في كل انحاء سوريا؟".
وأشار أردوغان إلى أن "التهرب من مواجهة الوضع في سوريا هو اشتراك في الجريمة التي يرتكبها الأسد".

وتعهد رئيس الوزراء التركي باستمرار سياسة "الباب المفتوح" أمام اللاجئين السوريين، وقال إن بلاده تستضيف حاليا ما يقرب من 170 ألف سوري وسنستمر في استضافتهم، معربا عن أمله في أن ينعم الشعب السوري بالسلام والرفاهية قريبا.
وأكد على استمرار تعاون بلاده مع كافة الدول العربية لحل المشكلة السورية، معربا عن ثقته في قدرة الشعب السوري على الانتصار ونيل الحرية والكرامة لأن نظام الأسد فقد شرعيته.

أردوغان: مصرون على تقديم دعم "غير محدود" لمصر

وأكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اليوم إصرار بلاده على تقديم دعم "غير محدود" لمصر، مشيرا إلى أن أنقره لم تتردد في دعم مصر ماديا كما ترددت مختلف المنظمات الدولية.
وفي كلمته أمام حشد من السياسيين والمثقفين والشباب في قاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة، قال أردوغان: "نحن سعداء جدا بما تبديه حكومة مصر من أهمية قصوى للتعاون من تركيا، ونحن من جانبا سنستمر في تقديم الدعم اللازم وغير المحدود لمصر في كافة مراحل التحول السياسي والاقتصادي".
وأضاف: "نحن وثقنا في مستقبل مصر؛ لذلك لم نتردد في دعمها ماديا وليس كما ترددت كافة المنظمات الدولية". ووجه كلامه للحضور قائلا: "نعول عليكم أيها الشباب في بناء مستقبل مصر".

وأشار إلى أنه جاء إلى مصر بصحبة 10 وزراء و350 من رجال الأعمال من أجل تفعيل التعاون بين البلدين في جميع المجالات".
وأضاف: "سنرى ما يمكن أن نفعل من أجل زيادة الاستثمارات المشتركة، ولهذا السبب يعقد اجتماع مجلس الأعمال المصري التركي المشترك، ونتمنى أن يكون الاجتماع مثمرا، وسنتناقش في جميع مجالات التعاون وسنضع خريطة طريق لهذا التعاون وسنرتقى بالعلاقات إن شاء الله إلى مستوى أفضل".
وشدد على أن مصر وتركيا يمكن أن "يعملا سويا من أجل الارتقاء بهذه المنطقة وتحقيق الرفاهية لشعوبها".

أردوغان: مصر وتركيا قلب وعقل المنطقة

كما أكد أردوغان أن الحدود الجغرافية لن تفرق بين بلاده ومصر، معتبرا أن أنقره والقاهرة يمثلان "قلب وعقل المنطقة"، ويستطيعان معا حل جميع مشاكل المنطقة.
وتابع: "تركيا ومصر تنبضان معا، نهر النيل (في مصر) والفرات (في تركيا) ينبعان من نفس الفؤاد ويصبان إلى روح الأخوة بيننا، المياه التي تداعب سواحل إسطنبول هي مياه البحر الأبيض المتوسط التي تداعب أيضا سواحل الإسكندرية".

وشدد على أن انقرة والقاهرة سيكونان "وحدة متكاملة"، وقال: "إذا تماسكت مصر مع تركيا وسارا سويا فلا يمكن إلا أن نحقق أمنية السلام في المنطقة".
وأضاف: "إذا وضعنا يدا في يد كما كنا في عهود تاريخية سابقة، فإن أراضي هذه المنطقة ستنعم بالسلام وليس الآهات".

وتابع: "أقول بلا تردد: تركيا ومصر تتحملان مسئولية مشتركة في المنطقة، وتمثلان العقل والقلب المشترك لها، ويمكن أن نعمل معا من أجل إيجاد حل للقضية السورية وقضايا لبنان وباكستان وسائر دول المنطقة".
وأشار إلى أن تركيا بذلك الكثير خلال السنوات الماضية من أجل تحقيق الاستقرار للمنطقة و"يمكن الآن مع مصر الثورة أن نصل لنتائج أفضل".

"بنحبك يا رجب".. هتافات طلاب جامعة القاهرة

ودوت صيحات شباب جامعة القاهرة في جنبات قاعة الاحتفالات الكبرى بالجامعة متجاوبة بحماسة مع كلمة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أروغان مساء اليوم السبت التي استمرت ما يقرب من 38 دقيقة تم خلالها التصفيق الحار 21 مرة.
وردد الحاضرون هتافات "بنحبك يا رجب"، وهو هتاف شعبي دائما ما يردده المصريون للتعبير عن حبهم للشخصيات البارزة.

ومع إشارة للآية القرآنية في سورة آل عمران "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين"، ردد الشباب كما ردد الشباب "بالروح بالدم نفديك يا إسلام".
وعندما تطرقت كلمة أردوغان إلى غزة والعدوان الإسرائيلي عليها، قاطع الشباب بحماسة مرددين "بالروح بالدم نفديك يا غزة".

ورددوا بعدها " للقدس رايحين شهداء بالملايين".
وكلما تطرقت كلمة رئيس الوزراء التركي للعلاقات المصرية التركية والروابط التاريخية التي تجمعهم ردد الشباب في تجاوب وحماسة أكثر من مرة مرددين "مصر تركيا إيد واحدة".
ومع اختتام رئيس الوزراء التركي خطابه بالعربية مرددا شعار ثورة 25 يناير المصرية الشهير "ارفع رأسك فوق إنت مصري"، تعالت الصيحات دوت " إرفع رأسك فوق إنت مصري" وامتزج معها هتاف "مصر تركيا إيد واحدة" حتى مع توديع أردوغان القاعة بالسلام والتحية على الحضور باللغة العربية "مع السلامة".
كلمة أردوغان بدأت في الخامسة إلا الربع بتوقيت القاهرة -الثالثة إلا الربع ت غ- وتشابهت في مقدماته مع خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي وقف في ذات المكان صيف 2009 لكن الفرق أن خطاب أوباما كان للعالم الإسلامي بينما كان خطاب أردوغان للمجتمع الدولي واستعراض انفتاح تركيا نحو العالم الإسلامي وشركاتها الوشيكة مع مصر.

وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان قد وصل السبت الى مصر في زيارة تهدف الى تعزيز العلاقات بين البلدين لكن طغى عليها النزاع في غزة حيث تنتقد القاهرة وانقرة بشدة اسرائيل.
وتتعرض مصر وتركيا لضغط من الولايات المتحدة لحمل حماس على وقف اطلاق الصواريخ على اسرائيل لكن البلدين نددا من جانبهما بشدة بالدولة العبرية بسبب هجماتها على القطاع.

وكان الرئيس المصري ندد الجمعة بالهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة واعتبره "عدوانا سافرا على الانسانية" وقال أن "مصر لن تترك غزة وحدها".
واضاف "انني أقول لهم باسم الشعب المصري كله إن مصر اليوم مختلفة عن مصر أمس، وعرب اليوم مختلفون عن عرب الأمس".

الرئيس المصري يلتقي أمير قطر

التقى الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي اليوم بمقر رئاسة الجمهورية بالقاهرة أمير دولة قطر صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي وصل إلى القاهرة في وقت سابق اليوم في زيارة لمصر تستغرق عدة ساعات.

ويجري الرئيس مرسي جولة مباحثات مع أمير قطر تتناول تطورات الأوضاع في غزة في ضوء الاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة على القطاع إلى جانب بحث تطورات الأوضاع في سوريا.

مشعل يلتقي أمير قطروداوود أوغلو في القاهرة

التقى أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مساء اليوم السبت خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" والوفد المرافق بمقر إقامته بأحد فنادق وسط القاهرة.
وذكرت وكالة الأنباء القطرية أنه تم خلال اللقاء بحث آخر تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية في ضوء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.

حضر المقابلة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر وأعضاء الوفد الرسمي المرافق لأمير قطر.
والتقى أمير قطر عصر اليوم الرئيس المصري محمد مرسي بمقر رئاسة الجمهورية بالقاهرة، وجرى خلال الاجتماع بحث تطورات الوضع في قطاع غزة.

وتتزامن زيارة أمير قطر إلى مصر مع زيارة يقوم بها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، ومن المحتمل عقد اجتماع رباعي يجمع الرئيس المصري ورئيس الوزراء التركي أمير قطر ومشعل مساء اليوم.

كما التقى مشعل بوزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بعد ظهر اليوم السبت رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، وذلك تمهيدا للقاء يفترض أن يجمع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بمشعل مساء اليوم.
وتم اللقاء بعيدا عن وسائل الإعلام في الفندق الذي يقيم به كلا من داود أوغلو ومشعل بالعاصمة المصرية القاهرة، بحسب ما ذكره للاناضول مصدر فلسطيني مقرب من رئيس المكتب السياسي لحماس، طلب عدم ذكر اسمه. ولم يعط المصدر مزيدا من التفاصيل عن اللقاء.
ومن المنتظر أن يجري الرئيس المصري محمد مرسي اليوم السبت سلسلة مباحثات مكثفة مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة حول العدوان الإسرائيلي على غزة وسبل وقفه، بحسب مصادر رسمية مصرية.

وستتصدر القمة المصرية التركية بين مرسي وأردوغان هذه المباحثات حيث ستعقد فور وصول أردوغان إلى العاصمة المصرية وينتظر أن يعقبها مباحثات لمرسي مع أمير قطر ومشعل، ويمكن أن تُعقد في وقت لاحق قمة رباعية بينهم جميعًا مساء اليوم، لكنها ليست مؤكدة بعد، بحسب المصادر نفسها.
وفي تصريح لمراسل وكالة الأناضول للأنباء، قال إبراهيم الدراوي، المقرب من حركة حماس ومدير مركز الدراسات الفلسطينية بالقاهرة، إن مشعل وصل إلى القاهرة فجر اليوم قادمًا من الخرطوم، والتقى في وقت سابق اليوم مدير المخابرات المصرية وعددًا من المسئولين المصريين لمناقشة تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة. وامكانية التوصل إلى هدنة بين حماس وإسرائيل.