صيدٌ جائر بالسم أو التفجير أو الكهرباء: العراق يخسر بيئته وثروته المائية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إنرأيت صيادي الأسماك العراقيين اليوم تخالهم محاربين في ساحة الوغى، مدججين بالسموم والمتفجرات والمبيدات ومولدات الكهرباء. لا يتصيدون سمكًا بل يبيدون الأحياء المائية ويلحقون الأذى بالبيئة العراقية، ولا وازع لهم، على الرغم من قانون يجرّمهم.
بغداد: يضطر ابو خالد، الذي يعمل في سوق الخضار بمدينة الشعلة في بغداد، إلى فحص السمك قبل شرائه من المحل المجاور لدكانه، ليعرف إن كان السمك قد اصطيد بطريقة طبيعية، بالشبكة أو الصنارة أم بالسموم والمتفجرات. فيفتح ابو خالد فم السمكة ويدفع الخياشيم إلى الأمام قليلًا متفحصًا جوف الخيشوم، فإذا كان اللون ابيض مع احمرار قليل فهذا يعني أن السمك اصطيد بالسم، فيعزف عن شرائه.
لطالما كان الصيد الجائر منتشرًا في العراق، يكلف البلاد خسارتها ثروتها الحيوانية، وخصوصًا المائية منها. وتعاني من آثار هذه الظاهرة الكثير من دول العالم، تتكبد بسببها خسائر اقتصادية تصل إلى عشرة مليارات دولار سنويًا.
انخفاض الطاقة الإنتاجية
يسبب اتباع أساليب الصيد غير المشروعة هدرًا كبيرًا في الثروة السمكية في العراق. وما يزيد من خطر هذا الهدر انحسار المسطحات المائية في العراق. يقول الدكتور احمد عبيد، الأستاذ في كلية الزراعة، إن الاحصائيات الرسمية تشير إلى أن الطاقة الإنتاجية للمسطحات المائية العذبة في العراق تقترب من ثلاثين ألف طن سنويًا، بحسب الدراسة المقدمة لمنظمة الغذاء العالمي (F.A.O).
ويتابع: "تأتي اسماك الكارب في المقام الاول، من ناحية الانتاجية، يأتي بعدها البني والشبوط والكطان، وقد لوحظ انخفاض كبير في انتاجية هذه الانواع في العراق".
ويؤيد ذلك المهندس الزراعي فالح الشلاه، المختص في الاسماك وعلوم الثروة المائية، إذ يقول إن الحصة المائية الداخلة للعراق "تؤثر في حجم وتطوير الثروة السمكية، ولا بد من اتفاقيات تضمن كميات المياه الواردة من الدول المجاورة للحفاظ على كمية ونوعية الأسماك العراقية، وأهمها الشبوط والكطان والبني، من الانقراض".
صيادون أم محاربون؟
لا يبالغ ابو خالد حين يقول إن بعض الباعة يوهمون المستهلك بأن سمكهم لم يُصطد بالسم، وذلك عبر تلوين الخياشيم بأصباغ مائية، كأصباغ الغزل، لكي تبدو طازجة تم اصطيادها بطريقة اعتيادية.
وتنتشر في أنحاء العراق اليوم ظاهرة استخدام السموم والمبيدات، بغية اصطياد أكبر كمية من الأسماك. وإضافة إلى السموم، بات الصيد بصعق المياه بالكهرباء، أو باستخدام المتفجرات، أمرًا مألوفًا يمارسه الكثير من الصيادين.
يؤكد الناشط البيئي ومدرس العلوم رحيم طالب هذه الحقيقة، ويرى في انتشار أساليب الصيد الجائر تدميرًا للبيئة المائية، حيث يصل مستوى السموم في المياه إلى مستويات خطيرة.
يقول رحيم: "لم يعد صيادو الاسماك اليوم يقصدون الانهار والبحيرات، مزودين بالشباك والصنارات، بل يجهزون انفسهم بأعتى أسلحة الفتك من سموم ومتفجرات خطيرة، اضافة إلى مبيدات وقنابل، فحين ترى الصيادين بالقرب من قضاء عفك في الديوانية، عند منطقة النهر الثالث، يبدون كأنهم ذاهبون إلى ساحة حرب".
صيدٌ أو إبادة؟
بحسب رحيم، تطال تأثيرات هذه الاساليب الوحشية في الصيد كل الاحياء المائية، التي ما زالت في الانهار، "تصاب بأمراض جراء السموم وتفقد قدرتها على التكاثر، فتراها ميتة تطوف فوق اسطح المياه".
يتابع: "هذه الاساليب المتوحشة في الصيد تقتل بيوض الاسماك، لا سيما في موسم التكاثر، ما يتسبب في تهديد خطير للثروة السمكية، وتبعًا لذلك تتأثر صحة الانسان حين يتناول الاسماك التي يتم اصطيادها بالسموم والمتفجرات".
ويعترف حمزة سلطان، الذي يعمل في مهنة الصيد منذ عقد ونصف، أن الصيادين التقليديين ممن ورثوا المهنة هذه ابًا عن جد، "تركوها في الغالب لعدم قدرتهم على مجاراة ما يحدث، إذ لا يمكن أن يكون هؤلاء صيادي أسماك، فما يحصل هنا ليس صيدًا إنما حرب إبادة بحق السمك والبيئة، من دون أي اهتمام بالقانون"، علمًا أن القانون العراقي، في مادته 27 لسنة 2009، يمنع الصيد الجائر وينص على عقوبات رادعة بحق الصياديين الذين يجورون على البيئة الطبيعية.
الكهرباء مباحة
أيمن حسن، صياد يتبع الأساليب الحديثة في الصيد. يقصد منطقة الشلالات باتجاه ناحية سومر في الديوانية، مع مجموعة من خمسة اشخاص، يتصيدون بكل ما أوتي لهم من قوة وفتك.
يغري أيمن الاسماك بالتجمع في منطقة معينة عبر رش فتات الطعام. وبعد التأكد من تدفق أعداد كبيرة من الاسماك، يبدأ الصعق عبر سلك كهربائي يمده في المياه، ويصله بمولد كهربائي موضوع على الضفة أو على المركب، يشغله في اللحظة المناسبة.
يقول أيمن: "صيد الاسماك فرصة عمل بالنسبة إلي، ولا بد لي من السعي وراء رزقي". ويؤكد أنه يستخدم الكهرباء في صعق الاسماك، لأن الكهرباء "طريقة صحية في الصيد، وليست لها تأثيرات سلبية على البيئة والانسان والاحياء المائية كما هو الحال مع الصيد بالسموم والمتفجرات"، بحسب تعبيره.
يقول أيمن إنه استشار أحد رجال الدين حول الصيد بالكهرباء ليعرف رأي الاسلام في المسألة، فأوضح له أن صيد السمك بالكهرباء "أخف إيذاءً للسمك من موته بسبب الشبكة التي لا يستطيع التخلص منها، وهذه كلها أمور قد نص أهل العلم على إباحتها"، مبيحًا له ما يفعله، لأن "لا صحة لتحريم صيد السمك بالكهرباء"، بحسب ما نقله أيمن عن رجل الدين.
التعليقات
الحكومة مشغولة بالصراع
المهندس محمد -الحكومة العراقية مشغولة بالصراع الداخلي فيما بينها على كراسي الحكم والعراق يرجع الى الوراء بسبب جهل الشعب وغياب القانون الذي يحمي العراق وثرواته فهل هذا حال بلد المليارات فتجد الحالة الاقتصادية متردية لمعظم فئات الشعب فالفقر المدقع يشكل في العراق 25% من الشعب وهذا حال الطبقة المسحوقة التي لاتفكر بالعيش الكريم والخدمات متردية ولا تكاد تصل الى درجة المقبول حتى فاين المليارات يا ساسة العراق واين الميزانية الانفجارية التي تخطت ميزانيات دول الجوار . لا اعلم لمن يشكي العراق همومه إن كان ابنائه الفاسدين يسرقونه .
الحكومة مشغولة بالصراع
المهندس محمد -الحكومة العراقية مشغولة بالصراع الداخلي فيما بينها على كراسي الحكم والعراق يرجع الى الوراء بسبب جهل الشعب وغياب القانون الذي يحمي العراق وثرواته فهل هذا حال بلد المليارات فتجد الحالة الاقتصادية متردية لمعظم فئات الشعب فالفقر المدقع يشكل في العراق 25% من الشعب وهذا حال الطبقة المسحوقة التي لاتفكر بالعيش الكريم والخدمات متردية ولا تكاد تصل الى درجة المقبول حتى فاين المليارات يا ساسة العراق واين الميزانية الانفجارية التي تخطت ميزانيات دول الجوار . لا اعلم لمن يشكي العراق همومه إن كان ابنائه الفاسدين يسرقونه .
الى المهندس محمد تعليق 1
مصطفى الخفاجي -سيدي الفاضل بصفتي صياد قديم وقد تركت المهنة بعد ان جفت الاهوار اقول لك ان اللذين يصيدون الاسماك ويبيدون الحياة المائية في العراق هم ليسوا من طبقة الفقراء ابدا فمن يمتلك زورقا سعره عشرة الاف دولار ومتفجرات وخرائط هذا ليس فقيرا ..وان من يسرق وغارق في الفساد من موظفين في الدوائر هؤلاء ليسوا فقراء فلماذا يسرقون وياخذون الرشوة انها عادة تعودوها عندما كان راتب الموظف دولارين اما الان فاي موضف يستطيع ان يشتري سيارة بالاقصاد على راتبه ..الفساد عادة تعودها الشعب من نظام الطغيان السابق ..شكرا ايلاف الحرية
الى المهندس محمد تعليق 1
مصطفى الخفاجي -سيدي الفاضل بصفتي صياد قديم وقد تركت المهنة بعد ان جفت الاهوار اقول لك ان اللذين يصيدون الاسماك ويبيدون الحياة المائية في العراق هم ليسوا من طبقة الفقراء ابدا فمن يمتلك زورقا سعره عشرة الاف دولار ومتفجرات وخرائط هذا ليس فقيرا ..وان من يسرق وغارق في الفساد من موظفين في الدوائر هؤلاء ليسوا فقراء فلماذا يسرقون وياخذون الرشوة انها عادة تعودوها عندما كان راتب الموظف دولارين اما الان فاي موضف يستطيع ان يشتري سيارة بالاقصاد على راتبه ..الفساد عادة تعودها الشعب من نظام الطغيان السابق ..شكرا ايلاف الحرية
هذه هي أمّة العرب
Mahmoud -تريدون ألف عام على الأقل حتى تصلوا إلى ما توصل إليه الغرب و إسرائيل. أمّة جهل و تخلّف بإمتياز...
ماكو استغراب
سيف العراقي -كل شيء هنا يسير وفق العشوائية واللاقانون في دولة الفافووون !!
لا امل في العراق
رائد -الاحباط واليأس اشعر به فقط عند قرائتي مواضيع عن العراق لقد فقدت الأمل بعراق حر عزيز عراق بدولة حقيقية قائمة. المشكلة ليست الحكومة المشكلة الكبيرة هو الشعب الذي امواله تسرق وارضه تنتهك وخيراته للغير وهو صامت بلا حراك الذي لا يدافع عن حقه لن يأتي الامريكي ليسترجع له حقه سياسة الفرهود والقتل هي السائدة في العراق لا امل ولن يكون هناك حل فالعراق اصبح على هامش الحياة لا دور له بفضل قيادته وبمباركة الشعب فهنيئا لك يا شعب الحضارات بهكذا حكومة تسعى بجهد لمواصلة الخراب
العراق كله يتعرض
العراقي البائس -ليس السمك فقط. العراق كله ارضا وشعبا وسماء وماء كله يتعرض الى الصيد الجائر .
الى الشروك غجر العراق
حمدي درج الدليمي-صقلاويه -ماذا نتوقع من العراق الذي يحكمه الشروك؟؟؟ و لكن ابشر الشروك بان حبل الحيلة قصير و اقول مالم يدوم لصدام لن يدوم لكم.