حرب غزة.. "فخ" إسرائيلي لمنع التوجّه الفلسطيني إلى الأمم المتحدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
فشل عملية السلاممن جهته، أكد الدكتور عثمان عثمان المحلل السياسي، أن الأسباب التي دفعت القيادة الفلسطينية لهذا التوجه تتمثل في فشل عملية السلام والمفاوضات مع إسرائيل وعدم تحقيقها لأي شيء يذكر وتضاعف الاستيطان في ظل الانحياز الأميركي الكامل لإسرائيل. وأوضح عثمان، أنه وفي ظل هذه المعطيات توجهت القيادة نحو حل سلمي وديبلوماسي يقوم على أساس حل الدولتين يتمثل بالتوجه للجمعية العامة للأمم المتحدة للحصول على اعتراف بدولة فلسطينية بصفة مراقب ويقر بأن أراضي 67 هي أراضٍ محتلة وهذا ما تخشاه إسرائيل.وأشار إلى أن "القيادة الفلسطينية تراهن على الحل السياسي الديبلوماسي السلمي لإزالة الاحتلال وهو الحل الأخير للقيادة الفلسطينية بعد الفيتو الأميركي في مجلس الأمن العام الماضي" وعن المكاسب التي ستحققها القيادة حال الحصول على هذه الصفة، قال عثمان: "إن الحصول على صفة دولة مراقب سيفتح أمامها أبواب مؤسسات ودوائر ومنظمات الأمم المتحدة ومن بينها مؤسسات حقوق الإنسان ومحكمة الجنايات الدولية التي تخشاها إسرائيل وأيضاً الدولة التي سيحصل عليها الفلسطينيون ستكون ضمن أراضي دولة محتلة، وهذا أفضل من اتفاقية أوسلو بالنسبة للفلسطينيين وبالنسبة للقرار الدولي سوف يغير مرجعية عملية السلام.وبحسب عثمان، فإنه وبموجب القرار ستظهر إسرائيل أمام العالم أنها دولة محتلة سيعرضها لضغوط دولية وهذا سيعزز من موقف المفاوض الفلسطيني بشرعية دولية جديدة. وعن الضغوطات الدولية التي تقف ضد هذا التوجه، قال عثمان: "إسرائيل لا تريد تغيير مرجعية المفاوضات الحالية لكي تنفرد بتوجهاتها وتريد أن تربطنا باتفاقيات أمنية واقتصادية في ظل غياب مرجعية دولية ولا تريد أن تظهر أنها دولة احتلال".وأضاف: "إسرائيل عبرت عن سخطها وغضبها جراء هذا التوجه، وتهدد بحصار مالي واقتصادي والغاء الاتفاقات، وبالنسبة لنا كفلسطينيين فإننا وصلنا الى ظروف صعبة والنتيجة القادمة من المرجح أن تكون لصالحنا رغم الضغوط". وعن الدعم العربي في حال وقفت المساعدات الخارجية، أوضح أنه من الطبيعي أن تكون الدول العربية داعمة للفلسطينيين وستدعم الفلسطينيين في مساعيهم الديبلوماسية وتقديم الدعم المالي رغم التهديدات الإسرائيلية التي ربما ستقف بموقف محرج أمام الدول التي تعتبرها معتدلة حين توقف تحويل العائدات الضريبية للسلطة.وعن التوقعات القادمة في حال تم الحصول على صفة الدولة المراقب قال: "أتوقع أن السلطة ستعود للمفاوضات بعد الحصول على دولة غير عضو بطرق أخرى وفي حال عدم الحصول سنكون بمأزق وخيبة". وعن امكانية الانضمام للأردن بعد الحصول على دولة غير عضو في الأمم المتحدة، أوضح أن الكونفيدرالية تكون بين دولتين ذات حدود واضحة وربما يكون الأمر مجديًا بالظاهر ولكنه لن يجبر إسرائيل على التنازل والإنسحاب من القدس والأغوار والمستوطنات وهو غير مجدٍ بالنسبة لها أساسًا. وبيّن عثمان أن هذا التوجه يعد نزولاً عن المطالب الفلسطينية وخيار الانضمام الى الأردن غير واقعي وغير عملي وسترفضه إسرائيل لأنها لن تنسحب فالمشكلة هي بالجوهر.وعن طبيعة الموقف في حال فشلت القيادة الفلسطينية في مسعاها، قال: "في حال الفشل فإن ذلك يعني فشل عملية السلام كما أنه يعد فشلاً للمجتمع الدولي وسينعكس ذلك سلبًا على السلطة وعليها الاعتراف بالفشل وتسليم الراية وهذا ليس سهلاً على السلطة والعالم فالبديل ليس أفضل للعالم ولا لإسرائيل. وفي ما يتعلق بذهاب القيادة الفلسطينية للأمم المتحدة في ظل الضغوط الدولية والتهديدات القائمة، قال عمرو موسى، الأمين السابق لجامعة الدول العربية في حديث سابق مع "إيلاف": " القيادة الفلسطينية ليس لديها ما تخسره فمخاطر الاستيطان والحصار الإسرائيلي أشد ضررًا من التوجه للأمم المتحدة، مؤكدًا أن خيار القيادة يعد نضالاً سياسيًا يجب الاستمرار فيه".
التعليقات
إنه الاستسلام
محمد العربي -«لا مقاومة، لا مفاوضات».الشعار رفعه أمير قطر خلال زيارته الأخيرة لقطاع غزة. استخدم الشعار لحثّ الفلسطينيين على المصالحة، كأنه يقول لهم: أنتم تيار المقاومة لا تقومون بمقاومة، وأولئك تيار السلام لا يجرون مفاوضات. فلماذا لا تتصالحون؟أمير قطر لم يشرح لماذا المصالحة وحول ماذا، وهل صحيح أن فريق التسوية معطّل من تلقاء نفسه، أو لأنه أجرى مراجعة، أو لأن إسرائيل لا تريد المفاوضات ولا تريد السلام. ثم من أخبره أن تيار المقاومة توقف عن المقاومة، إلا إذا كان يقصد أن حماس عادت إلى تيار الإخوان المسلمين، وأن لا أولوية لدى هذا التيار اليوم اسمها المقاومة. فهل هذا ما قصده؟الشعار جاء مباشرة بعد اندلاع الثورات العربية. الهدف ليس التوصيف ـــ وهو أصلاً غير صحيح على الإطلاق ـــ بل تبرير برنامج سياسي للقوى الصاعدة في الدول التي سقط فيها حكام مثل مصر وتونس وليبيا، أو تلك التي تشهد أزمات وطنية كبرى مثل اليمن وسوريا، باعتبار أن الخليجيين والغربيين لهذه الثورات يريدون حصرها في ملف داخلي سرعان ما ينتهي، كما حصل، الى عملية تداول للسلطة ولكن... بالقوة.
إنه الاستسلام
محمد العربي -«لا مقاومة، لا مفاوضات».الشعار رفعه أمير قطر خلال زيارته الأخيرة لقطاع غزة. استخدم الشعار لحثّ الفلسطينيين على المصالحة، كأنه يقول لهم: أنتم تيار المقاومة لا تقومون بمقاومة، وأولئك تيار السلام لا يجرون مفاوضات. فلماذا لا تتصالحون؟أمير قطر لم يشرح لماذا المصالحة وحول ماذا، وهل صحيح أن فريق التسوية معطّل من تلقاء نفسه، أو لأنه أجرى مراجعة، أو لأن إسرائيل لا تريد المفاوضات ولا تريد السلام. ثم من أخبره أن تيار المقاومة توقف عن المقاومة، إلا إذا كان يقصد أن حماس عادت إلى تيار الإخوان المسلمين، وأن لا أولوية لدى هذا التيار اليوم اسمها المقاومة. فهل هذا ما قصده؟الشعار جاء مباشرة بعد اندلاع الثورات العربية. الهدف ليس التوصيف ـــ وهو أصلاً غير صحيح على الإطلاق ـــ بل تبرير برنامج سياسي للقوى الصاعدة في الدول التي سقط فيها حكام مثل مصر وتونس وليبيا، أو تلك التي تشهد أزمات وطنية كبرى مثل اليمن وسوريا، باعتبار أن الخليجيين والغربيين لهذه الثورات يريدون حصرها في ملف داخلي سرعان ما ينتهي، كما حصل، الى عملية تداول للسلطة ولكن... بالقوة.