أخبار

أوباما... أول رئيس أميركي ممارس لمهامه يصل إلى بورما في زيارة تاريخية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أصبح أوباما أول رئيس أميركي في السلطة يزور بورما، حيث استقبلته حشود كبيرة، واصفة إياه بأنه "أسطورة"، ودعا الرئيس الأميركي إلى إنهاء العنف الديني في غرب بورما، معتبرًا أنه "ليس هناك عذر" للعنف ضد المدنيين.

واشنطن: هبطت الطائرة الرئاسية "اير فورس وان" صباحًا في رانغون، التي ازدانت باعلام اميركا، التي كانت لفترة خلت تشكل العدو اللدود. وكان في استقبال اوباما عشرات الاف الاشخاص الذين تجمعوا على طول الطريق التي سلكها من المطار.

واحتشد طلاب ارتدوا الزي التقليدي البورمي على جانبي الطريق، وحملوا الأعلام، وردد بعضهم بفرح "اميركا". وحمل البعض ايضا يافطات كتب عليها "اهلاً اوباما" او حتى "الاسطورة، بطل عالمنا".

وتريد واشنطن من وراء هذه الزيارة مكافأة نظام نايبيداو على جهوده الاصلاحية، لا سيما انتخاب المعارضة اونغ سان سو تشي في البرلمان، والافراج عن مئات السجناء السياسيين، واجراء مفاوضات مع مجموعات متمردة من الاقليات الاتنية.

واجرى اوباما، الذي يرتقب وصوله عصرًا الى كمبوديا للمشاركة في قمة آسيوية، محادثات في رانغون مع الرئيس البورمي الجنرال السابق ثان سين، الذي كان وراء اطلاق سلسلة اصلاحات في البلاد منذ وصوله الى السلطة قبل سنة ونصف سنة.

واجتمع الرئيسان في مبنى البرلمان المحلي في رانغون، العاصمة السابقة للبلاد. بعد ذلك التقى اوباما المعارضة التي اصبحت نائبة اونغ سان سو تشي في منزلها. وسبق ان التقى الحائزان جائزة نوبل للسلام (1991 و2009) في المكتب البيضاوي في واشنطن في ايلول/سبتمبر الماضي.

وصرحت شو تشي ان "اللحظة الاكثر صعوبة في المرحلة الانتقالية هي عندما يكون النجاح في المتناول، يجب علينا حينها ان ننتبه جدا كي لا يخدعنا سراب النجاح".

ويلقي الرئيس الاميركي بعد ذلك خطابا تاريخيا في جامعة رانغون، احد ابرز مراكز النضال من اجل الديموقراطية والتي اغلقها المجلس العسكري الذي حكم البلاد سابقا بعد تظاهرات عنيفة في 1988.

وبحسب مقتطفات وزعها البيت الابيض من خطاب اوباما، الذي سيلقيه في جامعة العاصمة القديمة للبلاد، فإن الرئيس الاميركي سيؤكد ان "هذه الرحلة الرائعة بدأت للتو وستكون طويلة. والاصلاحات التي انطلقت من رأس هرم المجتمع يجب ان تلبي تطلعات المواطنين الذين يشكلون اسسها". ويضيف "يجب ان لا تنطفئ شعلة التقدم الهشة (...) يجب ان تتحول الى نجم يرشد شعب الامة".

وكانت الولايات المتحدة فرضت عقوبات اقتصادية على المجلس العسكري الحاكم سابقا اعتبارًا من نهاية التسعينيات من القرن الماضي. لكن تم رفعها بالكامل تقريبًا في الاشهر الماضية، بينها الحظر على واردات المنتجات البورمية الذي اعلن الجمعة.

وقال ماييل راينو المحلل السياسي ان "ثان سين يستفيد بشكل كبير من هذه الزيارة على الصعيد الداخلي"، مضيفا انها تجعل ايضا من "اوباما رئيسا لا يطاله شيء". غير ان الرئيس الاميركي ايضا يريد الاستفادة من تلك الاصلاحات لانه كان في 2009 اول من اعتبر انه لا بد من ان ترفق العقوبات بحوار مع العسكريين.

واعتبر رومان كايوه مدير المكتب البورمي لشركة استشارات فرينز اند بارتنر ان "ادارة اوباما تريد ان ينسب اليها قسم من التغييرات". واختار اوباما اسيا حيث النمو قوي جدا للقيام باول زيارة للخارج بعد اعادة انتخابه. وجاء الى رانغون العاصمة القديمة التي اضعفت من جراء 50 عامًا من ادارة العسكريين والتي تتطلع الى استقبال المستثمرين الاجانب. لكن الملفات المطروحة على جدول الاعمال سياسية في الاساس.

وفي الغرب اسفرت اعمال العنف الاتنية عن سقوط 180 قتيلا بين بوذيين من اتنية الراخين ومسلمي اتنية الروهينجيا المضطهدين في عهد النظام العسكري السابق والذين ما زالوا يثيرون عدائية وعنصرية الشعب البورمي. وفي هذا الصدد قال اوباما ان بورما يجب ان "تستعمل تنوعها كقوة وليس كضعف".

واعتبر ثان سين نهاية الاسبوع ان على بلاده ان تسوي ذلك الملف والا فانها "ستفقد سمعتها على الصعيد العالمي". اما بشان ملف المعتقلين السياسيين الشائك وعد الرئيس البورمي بوضع آلية قبل نهاية السنة لدراسة كل الحالات، بينما اعلن ناشطون من المعارضة صباح الاثنين الافراج عن 44 من رفاقهم.

اوباما سيعلن منح قرض لبورما بقيمة 170 مليون دولار

ويعتزم الرئيس الاميركي باراك اوباما الاعلان اليوم عن منح قرض بقيمة 170 مليون دولار لبورما، حيث ترمي زيارته الى دعم الاصلاحات التي بدأها النظام البورمي منذ عام ونصف العام، وفق ما افادت اوساطه.
ويتزامن هذا الاعلان مع افتتاح الوكالة الاميركية للتنمية الدولية (يو اس ايد) مكتبًا لها بعد سنوات من تعليق عملها في البلاد بسبب القمع السياسي الممارس ابان عهد المجلس العسكري السابق.
ويرمي المبلغ الذي سيقسم على عامين الى تمويل مشاريع للمجتمع المدني بهدف ارساء المؤسسات الديموقراطية في بورما.

وقال مسؤول اميركي كبير طلب عدم كشف اسمه إن افتتاح مركز لوكالة يو اس ايد "يوجه رسالة واضحة بأن الولايات المتحدة عادت الى بورما من جهة الالتزام"، مضيفًا "بامكاننا استخدام المساعدة كمكافأة على اتخاذ اجراءات ايجابية".
وكان تم الاعلان عن اعادة فتح المكتب قبل اشهر، وذلك بعد عقود على اغلاقه.
واصبحت المساعدات الخارجية ضرورية في بورما في مجال الصحة الذي لم تكن تنفق الحكومة عليه سنويًا سوى ما نسبته 0,9% من اجمال الناتج المحلي نهاية العقد المنصرم، بحسب البنك الدولي، وهي من ادنى النسب في العالم.

أوباما: "لا عذر للعنف" في غرب بورما
الى ذلك دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما في خطاب في جامعة رانغون الاثنين الى انهاء العنف الديني في غرب بورما، معتبرا انه "ليس هناك عذر" للعنف ضد المدنيين.

وقال اوباما "لفترة طويلة واجه شعب هذا البلد بما في ذلك اتنية الراخين، فقرًا مدقعًا واضطهادا. لكن لا عذر للعنف ضد الابرياء".

واسفرت اعمال العنف بين البوذيين من اتنية الراخين والمسلمين الروهينجيا عن سقوط ما لا يقل عن 180 قتيلا منذ حزيران/يونيو في ولاية راخين والى تهجير اكثر من 110 الف شخص معظمهم من المسلمين.

ويعتبر معظم البورميين الروهينجيا الاقلية التي قدر عدد افرادها بحوالى 800 الف والمحصورة في ولاية راخين والتي حرمها الفريق العسكري الحاكم السابق من الجنسية مهاجرين غير شرعيين جاؤوا من بنغلادش المجاورة. ويغذي هذا النبذ عنصرية تجاههم.

وقال اوباما ان "الروهينجيا يحملون معهم الشعور نفسه بالكرامة الذي لديّ ولديكم". واضاف ان "المصالحة الوطنية ستستغرق بعض الوقت، لكن بالنسبة إلى انسانيتنا المشتركة ومستقبل هذا البلد حان الوقت لوقف التحريض والعنف"، مرحّبًا "بوعود الحكومة بتسوية هذه القضايا المتعلقة بالعدالة والمسؤولية والمواطنة".


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف