استفحال المحسوبية والرشوة في مسابقات التوظيف بالقطاع العام بتونس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تونس: حذرت منظمة غير حكومية تمثل خريجي الجامعات العاطلين عن العمل في تونس من ان "المحسوبية والرشوة" في مسابقات التوظيف بالقطاع العام "استفحلت" أكثر مما كانت عليه في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، وطالبت بتشكيل "هيكل وطني" يراقب عمليات التوظيف في البلاد التي ترتفع فيها معدلات البطالة خاصة في صفوف خريجي الجامعات.
وكانت الحكومة التي تقودها حركة النهضة الاسلامية وعدت بتشغيل 75 الف شخص بينهم 25 الفا في القطاع العام، خلال سنة 2012.
وقال سالم العياري المنسق العام ل"اتحاد اصحاب الشهادات (الجامعية) المعطلين عن العمل" لفرانس برس "استفحلت ظاهرة المحسوبية والرشوة والانتداب على اساس الولاء السياسي، في مناظرات (مسابقات) التوظيف بالقطاع العام، بشكل رهيب وأكثر مما كانت عليه في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي ولدينا اثباتات على ذلك وتم رفع العديد من الملفات الى القضاء".
وطالب سالم العياري بإحداث "هيكل وطني يضم جهات رقابية حكومية وغير حكومية تتولى مراقبة شفافية مناظرات التوظيف بالقطاع العام".
وقال "كل وزارة في تونس لديها قوانين ومقاييس انتداب خاصة، وتجري فيها عمليات التوظيف في غياب للشفافية ودون رقابة من جهات غير حكومية ذات مصداقية".
وكان ارتفاع معدلات البطالة في صفوف خريجي الجامعات وانتشار المحسوبية والفساد من ابرز الاسباب التي ادت الى اندلاع "الثورة" التونسية.
وفي حزيران/يونيو 2012 حذرت "مجموعة الأزمات الدولية" في تقرير حول تونس من ان الفساد "لا يزال مستشريا ويثير قدرا كبيرا من الاستياء والسخط" في صفوف التونسيين مشددة على ان مكافحته "مهام ملحة ينبغي القيام بها دون إبطاء".
وفي سياق آخر دعا سالم العياري الى اسناد حقيبة التشغيل في تونس الى "وزير مستقل حتى لا يتم التلاعب بالارقام لغايات انتخابية".
وذكر بأن عبد الوهاب معطر وزير التشغيل وعضو حزب "المؤتمر" (شريك حركة النهضة في الائتلاف الثلاثي الحاكم) "زعم ان الدولة وفرت 120 الف وظيفة سنة 2012".
وتحدى العياري وزارة التشغيل ان تنشر على موقعها الالكتروني الرسمي او في وسائل الاعلام "اسماء وعناوين وارقام بطاقات ثبوت هوية ال 120 الف شخص الذين زعم الوزير تشغيلهم، واسماء المؤسسات التي يشتغلون فيها".
وقال ان "الاحصائيات الحكومية حول البطالة والتشغيل في تونس مغلوطة".
وتابع أن عدد العاطلين في تونس من خريجي الجامعات يبلغ حاليا 315 الفا.
والشهر الماضي، اعلن المعهد الوطني للاحصاء (حكومي) ان عدد العاطلين عن العمل في تونس بلغ مع نهاية حزيران/يونيو الفائت 691,7 ألفا بينهم 175 ألفا من خريجي مؤسسات التعليم العالي.
وتشكك المعارضة باستمرار في مصداقية الاحصائيات الصادرة عن المعهد الذي يخضع لإشراف الحكومة.
من ناحية أخرى انتقد سالم العياري إعلان وزير التشغيل أن وزارته ستعطي "الاولوية في الانتدابات بالقطاع الخاص" لخريجي الجامعات الذين يقطفون الزيتون هذا الموسم قائلا إنها "تصريحات مثيرة للسخرية".
وأعلنت الحكومة مؤخرا أن هناك نقصا في اليد العاملة الفلاحية وأنها تحتاج 120 ألف عامل لقطاف محصول الزيتون.