أوباما عالق في ملف غزة.. ولا يملك هامش مناورة كبيراً
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
فيما كان الرئيس الاميركي باراك أوباما الذي اعيد انتخابه مؤخرًا يقوم بجولة في آسيا التي يعتبرها قارة تخلى عنها سلفه جورج بوش لصالح الشرق الاوسط، خصص حيزًا من اهتمامه لاعمال العنف الدامية بين إسرائيل وحركة حماس.
واشنطن: صرح بن رودز، مساعد مستشار الامن القومي للرئيس توم دونيلن، أن "الرئيس يطلع بانتظام (على الوضع في الشرق الاوسط) من توم دونيلن"، وذلك على متن الطائرة الرئاسية بين بورما وكمبوديا. وأوباما هو الرئيس الاميركي الاول الذي يزور هذين البلدين.
واكد أوباما في مؤتمر صحافي في بانكوك الاثنين أن اطلاق الصواريخ على جنوب إسرائيل كان من شأنه "تسريع" الازمة في غزة، ومعتبراً أن الغارات الإسرائيلية التي اوقعت 116 قتيلاً خلال اسبوع في القطاع، هي في اطار حق إسرائيل المشروع بالدفاع عن النفس.
والعملية الإسرائيلية الجارية هي الاضخم ضد قطاع غزة الذي تحكمه حركة حماس، منذ هجوم الجيش الإسرائيلي الدامي على القطاع بين كانون الاول/ديسمبر 2008 وكانون الثاني/يناير 2009 الذي اسفر عن مقتل حوالي 1400 فلسطيني والذي فشل في وقف اطلاق الصواريخ على إسرائيل.
وسط هذه الاجواء وصل أوباما الى السلطة في اواخر كانون الثاني/يناير 2009. ووعد آنذاك باعادة مفاوضات السلام الى مسارها وعيّن على الفور مبعوثًا مخضرمًا هو السيناتور السابق جورج ميتشل.
لكن جميع محاولات احياء مفاوضات قابلة للاستمرار باءت بالفشل حتى عندما وضع الرئيس كل وزنه باستقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في ايلول/سبتمبر 2010 ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في البيت الابيض. لكن بعد ثلاثة اشهر انقطعت المحادثات بسبب عدم موافقة إسرائيل على وقف الاستيطان.
في اواخر تشرين الاول/اكتوبر قبل اعادة انتخاب أوباما اكد خبير مؤسسة بروكينغز جاستين فايس لفرانس برس أن الرئيس الاميركي لم يعد يهتم الا مجبرًا بملف احرز اسلافه فيه نجاحًا اكثر منه.
وتغيّر الوضع الجيوسياسي في إسرائيل في العامين الفائتين، لا سيما مع اطاحة "الربيع العربي" في مطلع 2011 بالرئيس المصري السابق حسني مبارك الذي كان حليفًا مقربًا للولايات المتحدة وضامنًا لاحترام اتفاقات كامب ديفيد مع إسرائيل.
اما خلفه محمد مرسي فهو منبثق من حركة الاخوان المسلمين التي انبثقت منها حركة حماس الحاكمة في غزة، ما يضيف عنصر غموض الى معادلة تشمل تهديد إسرائيل بضرب منشآت ايران النووية التي تقول إنها تهدد امنها.
على الرغم من حكومة مصرية يفترض أنها اقل مرونة واصل أوباما المراهنة على هذه الورقة فتحادث هاتفيًا مرتين مع مرسي في الاسبوع الفائت طالبًا منه التدخل من اجل "التهدئة". واتصل به مجددًا الاثنين من كمبوديا.
وقال حاييم ملكا من مجموعة سي اي اي اس للابحاث في واشنطن إن "الادارة (الاميركية) تقر بأن الحكومة المصرية هي الافضل لاحراز وقف لاطلاق النار بين إسرائيل وحماس وهي تسعى الى حث المصريين على لعب دور مهم لانهاء الازمة الجارية". اما زميله جوناثان شانزر من مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات فيعتبر ازمة غزة حربًا "بالوكالة" بين ايران والغرب.
وقال "إن اعطاء الولايات المتحدة والكثير من الدول الاوروبية على ما يبدو ضوءاً أخضر لعملية إسرائيلية في غزة مرتبط بأننا نخوض اليوم معركة عالمية ضد ايران. إنه حيز من الحسابات الاستراتيجية التي يجريها الغرب ومفادها تخلصوا لنا من الايرانيين في غزة حتى يتعذر عليهم التحرك هناك".