أوباما لا يستطيع تجاهل الشرق الأوسط لكن معالم السلام غير واضحة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: يرى عدد من الخبراء ان تدخل باراك أوباما الحاسم في اتفاق الهدنة بين اسرائيل وحماس يظهر انه لم يعد في استطاعة الادارة الاميركية تجاهل منطقة الشرق الاوسط وان كانت احتمالات التوصل الى سلام كامل غير واضحة حتى الان.
من جهة اخرى فان التوصل مساء الاربعاء الى وقف اطلاق نار في غزة، وان كان لا يعرف بعد مدى قدرته على الصمود، سلط الضوء على نشؤ علاقة مثمرة بين الرئيس الاميركي وبين الرئيس المصري الجديد محمد مرسي، الذي يعد وسيطا رئيسيا لاي استئناف محتمل لعملية السلام.
ومن المفارقات ان ازمة غزة شوشت على الجولة التي قام بها أوباما في آسيا، المنطقة التي اراد منذ اربع سنوات اعادة توجيه جهوده الدبلوماسية نحوها، بعد ان لام على سلفه جورج بوش اعطاء الاولوية للشرق الاوسط.
فقد اضطر أوباما الى ارسال وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون من كمبوديا الى القدس والقاهرة التي كانت موجودة فيها عندما اعلن نظيرها المصري التوصل الى الهدنة بين اسرائيل وحماس. كما اعلن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ان هذا الاخير اجرى محادثة هاتفية مع أوباما قبل ان يعلن "قبول توصيته باعطاء فرصة للاقتراح المصري بوقف اطلاق النار".
ويرى اليوت ابرامز الباحث في مركز العلاقات الخارجية "كاونسل اوف فورين ريليشنز"، وهو مركز ابحاث في واشنطن، ان زيارة كلينتون والتدخل المباشر لأوباما الذي عرض به مكانته للمجازفة بعد قليل من اعادة انتخابه "اظهرا انه حتى وان اردنا اجراء اعادة توجيه استراتيجية نحو اسيا فان ذلك لا يعني اننا نستطيع القيام بذلك فعلا".
فقد اقسم أوباما لدى توليه السلطة مطلع 2009 على العمل من اجل التوصل الى حل دائم لنزاع الشرق الاوسط الا ان كل جهوده ذهبت ادراج الرياح كما لم تطرح اي مبادرة جديدة خلال ولايته التي توجت باعادة انتخابه في 6 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري. واوضح مسؤول اميركي كبير طالبا عدم ذكر اسمه "علينا فورا حل هذه المشكلة" في غزة. واضاف "من المؤكد ان هناك مشاكل اخرى طويلة الامد ينبغي معالجتها".
الا ان هذه الازمة اثبتت لواشنطن ان مرسي، الذي كان ينظر اليه في البداية بريبة وتشكيك بسبب انتمائه الراسخ الى جماعة الاخوان المسلمين وبعد 30 عاما من حكم الحليف حسني مبارك، يمكن اعتباره شريكا موثوقا لواشنطن ولو في مواقف محددة على الاقل.
فقد اجرى الرئيسان خمس مباحثات هاتفية في يومين وقال المسؤول الاميركي ان الرئيس المصري "كان له فعلا موقف بناء، لقد اراد التوصل الى وقف لاطلاق النار وتبين انه برغماتي جدا" محذرا في الوقت نفسه من ان الهدنة ما زالت هشة.
من جانبه قال دانيال كورتزر سفير الولايات المتحدة السابق في تل ابيب والقاهرة والاستاذ في جامعة برينستون حاليا ان مرسي "فعل ما كان الوضع يتطلبه منه، لقد تصرف بشكل بارع نوعا ما" في هذه الازمة.
ويرى جاستن فايس الذي صدر له مؤخرا كتاب بعنوان "أوباما وسياسته الخارجية" ان وجود علاقة طيبة بين أوباما ومرسي الذي يملك على حد قوله مفتاح المصالحة الفلسطينية بسبب علاقاته مع حركة حماس، شرط مهم لتجدد الحكومة الاميركية جهودها في عملية السلام.
وقال فايس لفرانس برنس "اذا كانت هناك ديناميكية وخرجت منها مصر اقوى مع صمود وقف اطلاق النار فان ذلك يمكن ان يقلب الموازين ويظهر ان الامر يستحق العناء وعندها يمكن ان يتدخل أوباما بقوة".
الا ان هذا الباحث في معهد بروكينغز يرى ان هذا الشرط الضروري لن يكون كافيا اذ ان العامل الاخر هو الوضع السياسي في اسرائيل بعد 22 كانون الثاني/يناير، عندما سيضع نتانياهو، المعروف بعلاقته المتوترة مع أوباما، منصبه في الاختبار من خلال الانتخابات التشريعية المبكرة.