أخبار

190 دولة في الدوحة لاطلاق المرحلة الثانية لبروتوكول كيوتو

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

باريس: تلتقي نحو 190 دولة تواجه مؤشرات في تزايد مستمر على ارتفاع حرارة الارض ودعوات ملحة لتكثيف تحركها، الاثنين في الدوحة في اطار مؤتمر الامم كالمتحدة للتغير المناخي بهدف تحقيق تقدم في المفاوضات الصعبة لانقاذ المناخ وخصوصا اطلاق المرحلة الثانية لبروتوكول كيوتو.

واعلنت المسؤولة عن المناخ في الامم المتحدة كريستيانا فيغيريس قبل بضعة ايام من المؤتمر السنوي الكبير انه "من الضروري الرد بشكل اسرع على التغير المناخي، وهذا امر ممكن". واضافت "في الدوحة يجب التأكد من اننا ننتقل الى السرعة القصوى".

ويعقد المؤتمر من 26 تشرين الثاني (نوفمبر) الى السابع من كانون الاول (ديسمبر). وفي الرابع من كانون الاول (ديسمبر) ينضم الى المفاوضين اكثر من مئة وزير يفترض ان يبرموا اتفاقا يشكل مرحلة جديدة في عملية المفاوضات الشاقة التي اطلقت في 1995.

وتزايدت الانذارات في الايام الاخيرة، خصوصا تحذير البنك الدولي من ارتفاع حرارة الكوكب 4 درجات مئوية اعتبارا من العام 2060 و"تسلسل الكوارث" التي ستضرب البلدان الفقيرة. فالغازات الدفيئة في الجو بلغت مستوى قياسيا في 2011. واعلنت الامم المتحدة ان جهود المجتمع الدولي للحد من ارتفاع حرارة الجو بدرجتين مئويتين لا تزال بعيدة عن بلوغ هذا الهدف.

فهدف الدرجتين مئويتين الذي حدده المجتمع الدولي هو العتبة التي يهدد تجاوزها النظام المناخي بمخاطر كبيرة مع نتائج خارجة عن السيطرة من شأنها ان تسرع بشكل اكبر ظاهرة الاحتباس الحراري.

واحد ابرز الملفات التي ستناقش في الدوحة سيكون المرحلة الثانية لبروتوكول كيوتو الذي يشكل الاداة الوحيدة الملزمة قانونيا للدول الصناعية، باستثناء الولايات المتحدة التي لم تصادق عليه، للحد من انبعاثاتها للغازات الملوثة.

ولخص مفاوض اوروبي لوكالة فرانس برس الوضع بقوله "ان مبدأ مرحلة ملزمة ثانية بعد 2012 اتفق عليه في دوربان" في مؤتمر الامم المتحدة الاخير حول المناخ في اواخر 2011، و"الان يجب البت" بشأن مدة كيوتو الثاني والاهداف بالارقام...".

ويتعلق الامر قبل اي شيء اخر بقرار رمزي. فمع انسحاب كندا واليابان وروسيا لا يتوقع ان يشمل كيوتو الثاني بشكل اساسي سوى الاتحاد الاوروبي واستراليا، اي ما يمثل 15 بالمئة من انبعاثات الغازات الدفيئة الشاملة.

واوضح المفاوض "انها اداة لن تؤدي الى تغيير كبير في العالم الحقيقي، لكن تمديدها مهم للتصدي للدينامية التي لا تزال سيئة جدا ولريبة" بلدان الجنوب ازاء بلدان الشمال. ويفترض توقيع اتفاقية شاملة واكثر طموحا تشمل هذه المرة جميع البلدان بينها اكبر دولتين مسببتين للتلوث للكوكب اي الصين والولايات المتحدة، في 2015 لتدخل حيز التنفيذ في العام 2020.

وستنطلق المناقشات حول الشكل القانوني لهذه الاتفاقية والتوزيع "العادل" للجهود في الدوحة. لكن بلدان الجنوب وخصوصا الجزر الصغيرة المعرضة بشكل خاص لخطر ارتفاع منسوب مياه البحار، لا تريد الانتظار ثماني سنوات اخرى وتدعو الى اتخاذ خطوات اكبر منذ الان.

وقالت مارلين موزس ممثلة تحالف دول الجزر الصغيرة لوكالة فرانس برس "انه امر اساسي قطعا. فبكل وضوح ان الوقت ليس بجانبنا". واضافت "لدي الامل بان تحمل التجربة المأسوية مع اعصار ساندي الدول الاكثر تحفظا في هذه المفاوضات الى الانخراط كليا في هذه الجهود".

وقد وعد الرئيس الاميركي باراك اوباما بعد اعادة انتخابه بالالتزام سريعا ل"رؤية ما نستطيع ان نفعله اكثر على المدى القصير من اجل تقليص انبعاثات غاز الكربون". لكن تشكيلة الكونغرس تنذر بان لا يكون لديه هامش كبير للمناورة لاتخاذ تدابير حازمة حول هذه المسألة.

بروتوكول كيوتو الاداة الوحيدة الملزمة لمكافحة الغازات الدفيئة

ويعتبر بروتوكول كيوتو الاداة القانونية الوحيدة الملزمة التي تحد من انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري. والهدف من هذه الاتفاقية الموقعة في 1997 هو خفض 5,2% كمعدل وسطي من انبعاثات الغازات الملوثة المسببة لارتفاع حرارة الكوكب على الفترة الممتدة من 2008 الى 2012، قياسا الى العام 1990. وهي مهمة موزعة بين اربعين دولة صناعية مع اهداف محددة بالارقام.

وكان يفترض ان يخفض الاتحاد الاوروبي انبعاثاته بنسبة 8% لكن روسيا انتجت انبعاثات بنسبة 15% اكثر. والغازات ذات مفعول الدفيئة الستة هي ثاني اكسيد الكربون والميثان وبروتوكسيد الازوت (ان20) وثلاثة غازات اخرى يدخل الفلور في تركيبتها (اتش اف سي، بي اف سي، اس اف6).

والضغط يتركز خصوصا على استخدام الطاقات الاحفورية (النفط، الغاز، والفحم) المسؤولة عن ثلثي الانبعاثات العالمية للغازات السامة. ولمساعدة الدول على تحقيق اهدافها تضمن البروتوكول ادوات مسماة ب"المرونة" مثل "آليات التنمية النظيفة".

وهي تسمح ب"نقل مواقع" تخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة في بلدان الجنوب، عبر تمويل مشاريع نظيفة في قطاعات مثل الطاقة او النفايات مقابل اذونات بانبعاثات ثاني اكسيد الكربون. وقد وضع الاتحاد الاوروبي من جهته اكبر سوق للكربون في العالم.

ومبدأ اقرار مرحلة ثانية للالتزام ببروتوكول كيوتو تبدأ مطلع 2013 تم الاتفاق عليه اثناء مؤتمر الامم المتحدة الاخير حول المناخ الذي عقد في دوربان بجنوب افريقيا في 2011. وتتحمل الدول الصناعية المسؤولية "التاريخية" (متعلقة بالثورة الصناعية نهاية القرن الثامن عشر) في تراكم ثاني اكسيد الكربون في الجو.

واليوم لا يغطي بروتوكول كيوتو سوى ربع انبعاثات الغازات الدفيئة، ولا يشمل الدول الناشئة الكبرى ومن بينها الصين التي اصبحت اول ملوث عالمي بثاني اكسيد الكربون، والولايات المتحدة التي تعد ثاني اكبر ملوث للكوكب ولم تصادق عليه مطلقا.

وفي كانون الاول (ديسمبر) الماضي اصبحت كندا التي لم تتوصل قطعا الى خفض انبعاثاتها بنسبة 6%، اول بلد ينسحب من البروتوكول.

اما في ما يتعلق بكيوتو 2 فيتوقع ان يكون اقل طموحا اذ ان اليابان وروسيا لا تنويان المشاركة فيه، ولا يتوقع ان يشمل بشكل اساسي سوى الاتحاد الاوروبي واستراليا، اي ما يمثل نحو 15% من انبعاثات الغازات الدفيئة.

وليبدأ كيوتو 2 حيز التنفيذ ينبغي ان تصادق عليه البرلمانات الوطنية. لكن لتطبيق النص اعتبارا من كانون الثاني (يناير) 2013 تطرح آليات مثل اذونات "بالتطبيق الموقت" للبروتوكول.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف