أخبار

الجنس اللطيف على خط الجبهة دائمًا: صحافيات يدفعن ضريبة تحدّي الخطر

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الحروب والمآسي التي تخلّف نتائج رهيبة ومؤلمة ليست بالعادة المكان المناسب للمرأة، لكن وجود الجنس اللطيف في مناطق النزاع حول العالم له فوائد في بعض الأحيان.

بيروت: حياة الصحافيات اليومية في الصراعات يسودها القصف والرعب والخوف من التعرض للاعتداء الجنسي والضرب والسجن. لكن هذه المهنة تحتاج إلى مواجهة كل المخاطر للوصول إلى مصادر الأخبار والمعلومات ونقل الأحداث من قلب المعركة.

في الوقت الذي أمطرت فيه الصواريخ سماء الفلسطينيين والاسرائيليين الأسبوع الماضي وأسقطت العديد من الضحايا معظمهم من المدنيين، كانت وسائل الإعلام أيضاً عرضة لإطلاق نار.

وتضررت العديد من المباني التي لجأ إليها الصحافيون، بما في ذلك واحدة تمركز فيها فريق "سكاي نيوز" الإعلامي.

وعلى الرغم من أنهم كادوا يتعرضون للقتل، إلا أنهم نجوا لحسن الحظ وأكملوا عملهم في إعداد التقارير.

لكن هذه المعركة التي استمرت ثمانية أيام ادت إلى مقتل 3 صحافيين على الأقل وفقد آخر ساقه فيما شاهد أحدهم منزله يسقط وبداخله ابنه.

ومع ذلك، الجدير بالذكر أن المزيد من النساء الصحافيات ينزلن إلى أرض المعركة، من ضمنهم مراسلة الـ"تليغراف" فيبي غرينوود في غزة.

ما الذي يدفع أي امرأة للنزول إلى ساحات الحرب؟ أولئك الذين يعملون في مناطق الصراع يعيشون بأسلوب غريب، تحت ضغط سريالي شديد، وغالباً في خطر هائل.

الصحافيات تنزلن إلى أرض المعركة بقناعة بأن الظلم يسود، ولذلك من الضروري العمل على نقل الأحداث والحقائق من أجل إنقاذ الأرواح.

ترفض هؤلاء النظر إليهن على أنهن "سيدات خارقات"، على الرغم من أن الكثير منهن يستحقن هذه الصفة، فالصحافيات يخترن العمل في الظروف الصعبة بكل ما تنطوي عليه من حرمان من النوم، الجوع، ومحدودية فرص الحصول على تسهيلات أو مراحيض وغيره لفترات طويلة.

في ظل القتل والرعب اليومي، يشعر كل شخص بالخوف من الموت لكنه يحاول المحافظة على هدوئه بينما يفكر بالهرب أو الصراخ.

كما ان الخطر في الكثير من الأحيان يدفعنا للثقة بالغرباء والإحساس بالعجز عن حماية أنفسنا ومن نحب، وهذه الظروف العاطفية والنفسية قد تكون قاسية على أي امرأة على خط النار، فكيف الأمر بصحافية تتنقل تحت الرصاص والقذائف لنقل أحداث المعركة؟

ظاهرة الصحفيات الإناث في مناطق الحرب، على الرغبة من أنها ليست حديثة، ازدهرت في خضم الربيع العربي، حيث قتل عدد لا بأس به من الصحفيات. لكن ذلك لا ينفي أن وجودهنّ في قلب المعركة يقدم دوراً إيجابياً للغاية، إذ تسلطن الضوء على حياة النساء الشاقة في هذه الظروف.

وتقول مراسلة الـ"تليغراف" إن وجودها في آسيا كان تجربة غريبة من نوعها، فقد كانت مختلفة عن الكثير من النساء هناك، فعلى الرغم من أنها امرأة مثلهن، إلا أنها غريبة وتختلف عن النساء المحليات في العديد من المجالات ليس أقلها اللغة.

لكن تجربتها كانت "مثيرة" على حد وصفها لأنها حظيت باحترام أقرانها واثبتت قدرتها على التعامل مع الظروف الصعبة.

وقالت: "عندما التقيت بالمسلحين المتشددين في أفغانستان، اضطررت إلى إخفاء وجهي بالبرقع، والعديد منهم أخبروني أن وجودي كان أمراً مستغرباً وأنه لم يسبق لأي امرأة أن تحدثت معهم، أو أجرت معهم المقابلات، ولا حتى من النساء الأفغانيات. كما أنهم عبروا عن تقديرهم لي لأنني تحدثت إليهم".

واعتبرت أن وجودها في أفغانستان كان فرصة نادرة وخطيرة في الوقت ذاته، لا سيما وأنها كانت تزور النساء في منازلهن لتحدثهن عن معاناتهن وظروفهن القاسية.

أما في الهند، فتحدثت مراسلة الـ"تليغراف" إلى النساء الفقيرات اللواتي تعملن في الدعارة من أجل تعليم بناتهن، لأنهن لا تملكن خياراً آخر، الأمر الذي يؤدي إلى إصابتهن بفيروس نقص المناعة البشرية (الايدز).

وأشارت إلى أن التحدي الأكبر في هذه الظروف هو أن الصحافيات تمارسن وظيفتهن في كثير من الأحيان في البلدان التي تنظر إلى المراة على أنها محدودة الذكاء وغير مساوية للرجل.

وأشارت إلى أن وجودها في مدينة إدلب السورية جعل من التغلب على هذه النظرة مهمة صعبة بل ومستحيلة، إذ تذكر أن أحد الثوار السوريين قال لها في شباط/ فبراير الماضي: "هذا ليس مكاناً مناسباً لامرأة. إدلب ليست آمنة"، فاضطرت للإنصياع وابتعدت وفريقها إلى أحد الجبال على الحدود السورية - التركية، بعد رحلة دامت 7 ساعات تحت نيران القناصة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف