ارقام هواتف الجنود... سلاح "سرايا القدس" ضد إسرائيل في قطاع غزة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
اعترفت تل ابيب بحصول الجناح العسكري للجهاد الاسلامي "سرايا القدس" على معلومات مفصلة عن جنود وضباط الجيش الاسرائيلي خلال عملية "عامود السحاب" في غزة، وأن هذه المعلومات كانت سلاحاً في الحرب النفسية التي قادتها الحركة ضد إسرائيل، إذ كان من بين المعلومات ارقام هواتف الجنود.
بعد أيام من اعتراف الجيش الاسرائيلي بتلقي قادته رسائل SMS على هواتفهم المحمولة من الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي (سرايا القدس)، هددتهم بتحول غزة إلى مقبرة لجنود الجيش الاسرائيلي، أزاحت تقارير عبرية الستار عن نجاح سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الاسلامي في الحصول على معلومات تفصيلية عن ضباط وجنود الجيش الاسرائيلي (الاحتياط والنظاميين)، الذين شاركوا في عملية عامود السحاب مؤخراً، وقالت التقارير التي نشرتها صحيفة يديعوت احرونوت العبرية إن المعلومات تتضمن ارقام هواتف الجنود وعناوين مساكنهم ومهمة كل جندي في وحدته العسكرية.
وثائق بالغة السرية
وفي مستهل تقريرها المفصل الذي خصصته لتلك القضية، قالت "يديعوت احرونوت" إن جنود الجيش الإسرائيلي الاحتياط والنظاميين، كانوا ولا يزالون هدفاً استراتيجياً وعملياتياً لفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة، وفي طليعتها الجناح العسكري للجهاد (سرايا القدس)، إذ تمكنت السرايا التي يدور الحديث عنها من الحصول على وثائق بالغة السرية، تتضمن معلومات موثقة حول اسماء وارقام هواتف جنود وضباط الجيش الاسرائيلي، الذين شاركوا في عملية "عامود السحاب" في قطاع غزة مؤخراً.
المعطيات العبرية أكدت أن حركة الجهاد حصلت على سبع وثائق ممهورة بعبارة سري للغاية، تحمل اسماء ما يربو على 100 جندي اسرائيلي (نظاميين واحتياط)، وتظهر في الوثائق اسماء الجنود كاملة، وتواريخ ميلادهم، وارقام تجنيدهم في الجيش، فضلاً عن مهمة كل جندي في ميدان القتال وتسليحه الشخصي، بالإضافة إلى أرقام الهواتف النقالة التي يحملها الجنود.
الوثائق التي يدور الحديث عنها، والتي تمت ترجمتها من العبرية الى اللغة العربية، تتبع في مضمونها العام احدى الفرق العسكرية الاسرائيلية، وتشمل معلومات حول دورات عسكرية تلقاها الجنود الإسرائيليون على إطلاق القنابل اليدوية، وتدريبات خاصة بكيفية وداع وزير الجبهة الداخلية في حينه (ماتن فلنائي)، إذ يعود تاريخ تلك الوثائق الى عام 2012، وتبين من خلال استعراض الوثائق بحسب الصحيفة العبرية أن الدورات أو التدريبات العسكرية، التي باتت مكشوفة امام سرايا القدس لم تعد معمولاً بها في تدريب جنود الجيش الاسرائيلي، إلا أن مصادر في الجهاد أكدت أنه تم الحصول على الوثائق من خلال شعبة استخبارات الجناح العسكري في الجهاد.
كود سري
وتعليقاً على تلك المعلومات يقول احد جنود الجيش الاسرائيلي، الذي اطلقت عليه الصحيفة العبرية اسم (روعي)، إن المعلومات التي حصلت عليها سرايا القدس دقيقة للغاية، إلا أنه ادعى في الوقت ذاته: "ليست هناك صعوبة في حصول أية جهة على تلك المعلومات، فمن الممكن أن يكون احد جنود الفصيلة العسكرية التي انتمي اليها، قام بنشر قائمة بتلك المعلومات عل موقع (غوغل دسك) الالكتروني، صحيح أنه يلزم الحصول على الكود السري لتصفح الموقع، إلا أنه ليس من الصعب فك شفرة الكود"، وتحدث (روعي) بالتفصيل عن العديد من الطرق التي يمكن من خلالها فك شفرة الكود، الا أن الصحيفة العبرية تفادت التطرق اليها في تقريرها.
ونقلت يديعوت احرونوت عن جندي آخر قوله: "لقد التقيت العديد من الكوادر الجهادية الفلسطينية خلال خدمتي، إلا أنني لم اتحدث من قريب أو بعيد عن أية تفاصيل حول خدمتي العسكرية، ولم أدلُ بأية معلومات من التي تناولتها قائمة سرايا القدس، كما أنه ليست لي صفحة على أي من شبكات التعارف الاجتماعي الـ "فايس بوك" او "تويتر"، فأنا في غاية الدهشة من وصول معلومات تفصيلية عني وزملائي لسرايا القدس الجهادية".
كان الجيش الاسرائيلي أكد أنباء تحدثت عن تلقي الآلاف من جنود وضباط الجيش الاسرائيلي رسائل قصيرة SMS على هاتفهم المحمول من الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي خلال عملية (عامود السحاب) في قطاع غزة، وفي اعقاب العملية العسكرية دار الحديث في هيئة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية حول كيفية وصول ارقام هواتف الضباط والجنود الى سرايا القدس، وخلصت المباحثات الى وصول تلك المعطيات للجناح العسكري للجهاد من خلال احد الجنود الاحتياط بعد ان قام بنشرها على شبكة الانترنت بحسب يديعوت احرونوت.
وجاء في الرسائل التي تلقاها ضباط وجنود الجيش الاسرائيلي خلال عملية (عامود السحاب): "أننا سنحول قطاع غزة الى مقبرة لكم، وسنحيل تل ابيب الى لهيب من النار. سرايا القدس".
ووفقاً لتقارير الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية (امان)، اعتمدت معلومات الجهاد الاسلامي عن الجنود والضباط الاسرائيليين على معلومات منشورة على شبكة الانترنت، تتضمن ما يربو على 5000 رقم هاتف نقال لجنود وضباط في الاحتياط والخدمة الالزامية، وقالت دوائر في وزارة الدفاع الاسرائيلية: "اننا على علم بأن الفصائل الفلسطينية ستستخدم تلك المعلومات لاثارة الذعر والرعب بين الجنود والضباط الاسرائيليين".