قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
مازالت الشكوك تحوم حول وقف إطلاق النار الذي رعته مصر بين حركة حماس وإسرائيل في أعقاب ثمانية أيام من الحرب على قطاع غزة، ولم ينجح الطرفان في التوصل لاتفاق هدنة طويلة الأمد، كما كان متوقعًا.واشنطن:رغم نجاح مصر في رعاية اتفاق تهدئة بين حركة حماس وإسرائيل، إلا أنها لم تتمكن حتى الآن من تحويل الأمر إلى هدنة طويلة الأمد، الأمر الذي يبقي وقف إطلاق النار هشًا، ويمكن أن ينهار مع أي توترات جديدة.
حماس: ملتزمون بشروطويؤكد سامي أبو زهرى الناطق الرسمي باسم حركة حماس في قطاع غزة أن الحركة ستلتزم بوقف إطلاق النار طالما بقيت إسرائيل ملتزمة به، مشددًا في حديث هاتفي مع "إيلاف" على أن الفصائل الفلسطينية لم تجلب الحرب الأخيرة على غزة. وأضاف:" وجدنا أنفسنا في خضم واجب الدفاع و الرد على جرائم الإحتلال التي قامت بإطلاق الصواريخ على المدنيين و القيام بسلسلة من الإغتيالات لبعض قادة القسام وحماس، ومنها اغتيال أحمد الجعبري، ولكنها جوبهت بقوة ردع لم تكن تتوقعها والتي يمكن أن تدفعها للتفكير مرات ومرات قبل المجازفة بالحرب مرة أخرى". مؤكدًا على توحيد موقف الفصائل كافة من التصعيد والتهدئة وإلتزامها واحترامها بما جاء في الاتفاقية التي طرحتها مصر، حقنا لدماء الشعب الفلسطيني في غزة وإعادة الهدوء، وقال "إن حماس ملتزمة بالاتفاق إذا احترمته إسرائيل". وكان خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس قد صرح في مؤتمر صحفي بالقاهرة بأن حماس ملتزمة بالإتفاق ما التزمت به اسرائيل وإن لم تلتزم الأخيرة فإن" أيدينا على الزناد". ويشير أبو زهرى إلى عدم وجود تفاصيل غير معلن عنها في الاتفاق، وقال:" الطريقة التي فرضت فيها حماس على الإحتلال وقف العدوان هي ورقة الضغط التي تملكها الحركة مستقبلاً للحصول على مطالبها".
أسامة أبو إرشيد: غياب الثقة بين الطرفين يعطل الهدنة ويرى المحلل السياسي من واشنطن أسامة أبو ارشيد بأن غياب الثقة بين اسرائيل من جهة وحركة حماس وفصائلالمقاومة من جهة أخرى هو المعطل الرئيسي لوجود أي هدنة طويلة الأمد، حتى الآن أو في المستقبل. وقال لـ" إيلاف" : حماس وفصائل المقاومة ترى بأنها جربت الهدنة مع اسرائيل ولم يتم الإلتزام بها، و اسرائيل ترى أنها تحتفظ بحق الرد ومن حقها حماية نفسها من الفصائل الفلسطينية. أوضح أبو رشيد أن الهدنة طويلة الأمد هي مشروع كانت حماس قد طرحته عام ١٩٩٢ بقيادة مؤسس الحركة أحمد ياسين، وبموجب المشروع طلبت حركة حماس انسحاب اسرائيل لحدود عام ١٩٦٧، وإطلاق سراح الأسرى، وعودة اللاجئين وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، ولكن تم رفضه من قبل إسرائيل. قائلاً :rdquo; في تقديري أنه لا يمكن صمود هدنة طويلة الأمد بدون الحصول على ضمانات التي تتمثل بحصول الجانب الفلسطيني على اعتراف رسمي بالدولة الفلسطينية على حدود عام١٩٦٧ و رفع الحصار عن غزة وفتح المعابر،و حصول الفلسطينيين على حقوقهم السياسية والمدنية كاملة. مضيفا:rdquo; ما يعني عدم تحقيق هدنة بالمعنى المطلوب ما لم يتم تحقيق ذلك وستبقى معرضة للاختراق في أي وقت". مؤكدًا في الوقت ذاته على أن إقامة الدولتين هي الضمان الوحيد الملزم للجميع. معتبراً أن الضمانات التي قدمتها حماس بإلزام كافة الفصائل الفلسطينية بقبول شروط التهدئة ومعاقبة مطلقي الصواريخ في الوقت الراهن حل موقت لا يمكن أن يصمد كثيرًا في حال عدم تقيد إسرائيل بإلتزاماتها ووفائها بوعودها من فتح للمعابر و فك القيود الإسرائيلية المفروضة على سكان قطاع غزة، قائلا:rdquo; الحل في وجود قيادة اسرائيلية تؤمن بحقوق الدولة الفلسطينية".
فتح : اسرائيل تسعى للهدنة أكثر من الفلسطينيين الآن من جهته قال عبد الحكيم عواد العضو في حركة فتح في القاهرة بأن الهدنة طويلة الأمد أضحت مطلبًا إسرائيليًا أكثر منها فلسطينيًا، ذلك بعد الرد القوي الذي قامت به فصائل المقاومة في غزة، مما حول الدفة لصالحها فأضحى الحصول عليها لابد وأن يثمن سياسيًا. مضيفا بأنه بدون الإعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس ورفع الحصار وفتح المعابر وعودة اللاجئين لا يمكن أن تكون هناك هدنة طويلة. ومؤكدًا بأن" أي هدنة إذا لم تأتِ في إطار اتفاق سياسي ، فلن يكتب لها الصمود. فالإحتلال الإسرائيلي لديه تجارب كثيرة في خرق أي هدنة منذ أيام الرئيس عرفات، وهو ما دفع حماس لرفع شعار (إذا عدتم عدنا)، كونها تعي جيدًا بأن الاحتلال قد يعود عنها". كما ويرى عواد بأن امتلاك الفصائل الفلسطينية لصواريخ من إيران وصل مداها تل آبيب والقدس وأثار الرعب في نفوس الإسرائيليين، واختلاف ظروف الحكم في بعض البلاد العربية بعد الربيع العربي و مساندة جماعة الإخوان المسلمين لها في مصر كلها عوامل لعبت دوراً كبيراً في تغيير معادلة الصراع لصالح المقاومة في غزة ما يعني امتلاك المقاومة أوراقًا جديدة للضغط على اسرائيل للقبول بشروطها بهدنة طويلة، بالإضافة الى موضوع الانتخابات الإسرائيلية التي أصبحت قريبة.