أخبار

مقاتلو المعارضة يحرزون تقدمًا والنظام السوري يحصن مواقعه

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يحرز المعارضون السوريون المزيد من التقدم في مواجهة القوات النظامية التي تلجأ إلى تكثيف الغارات وعمليات القصف المدفعي بهدف تجنب المزيد من الخسائر والتي تقدر بمقتل أكثر من عشرة آلاف جندي في عشرين شهرًا من النزاع بالإضافة إلى الإنشقاقات.

بيروت: يرى خبراء أن مقاتلي المعارضة السورية يقضمون مزيدًا من الارض في شمال وشرق سوريا في مواجهة النظام الذي يعمل على تمتين مواقعه وتعزيز قواته والميليشيات المساندة له، لا سيما العلويين بينها، استعدادا لمعركة دمشق المصيرية.

وبهدف تجنب مزيد من الخسائر الفادحة جدا حتى الساعة والتي تقدر بمقتل اكثر من عشرة الاف جندي في عشرين شهرا من النزاع، بالاضافة الى الاف عمليات الفرار والانشقاق، يلجأ الجيش، بحسب الخبير العسكري في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن آرام نيرغيزيان الى "تكثيف الغارات الجوية وخصوصا عمليات القصف المدفعي".

ويلاحظ ان الجيش السوري التقليدي لم يتمكن خلال الاشهر الاخيرة الا نادرا من استعادة مناطق واحياء خسرها في معارك شوارع. لذلك بات يميل الى احكام الحصار على هذه المناطق وقصف معاقل المقاتلين المعارضين من دون دخولها، كما هي الحال مثلا في الاحياء المحاصرة في وسط مدينة حمص، ومدينتي الرستن والقصير في المحافظة، او بعض بلدات ومدن ريف دمشق.

في الوقت نفسه، يرى نيرغيزيان ان النظام يعمل على "تعزيز قوة العلويين ضمن ميليشيات الشبيحة ولجان الاحياء". واذا كانت المجموعات المقاتلة المعارضة تتلقى الدعم بعناصر من صفوف الطائفة السنية التي تشكل 70 في المئة من السوريين، فان على النظام ان يكتفي بعدد الجنود الموجود لديه "مع القيود الناتجة عن صعوبة التنقل وايصال الامدادات بسبب الحرب".

ويتوقف باراح ميكاييل من معهد "فريد" الاسباني للابحاث الجيو سياسية، عند استدعاء الجيش اخيرا "للاحتياط في المناطق العلوية في محاولة لتجنب خطر حصول انشقاقات جديدة". ويقول ميكاييل، الخبير في شؤون الشرق الاوسط، ان الشبيحة "المعروفين بعنفهم والذين يخشاهم الجميع، يلعبون دورا عسكريا مهما جدا. وتقضي مهمتهم خصوصا بترهيب السكان وردعهم عن المشاركة في الانتفاضة ضد النظام".

ويقول الباحث في معهد "ايريس" الفرنسي للعلاقات الدولية والاستراتيجية كريم بيطار لوكالة فرانس برس "لاسباب لوجستية وطائفية، يتم نقل الوحدات نفسها من مكان الى آخر في البلاد منذ آذار/مارس 2011"، تاريخ بدء التحرك الاحتجاجي ضد النظام الذي قمع بقوة وما لبث ان تطور الى نزاع دام حصد اكثر من اربعين الف قتيل.

ويقول بيطار "ان معنويات الجنود تتراجع كثيرا، لا سيما انهم يدركون ان النظام يصبح اكثر عزلة يوما بعد يوم". ويقول نيرغيزيان "يبدو ان الجيش اختار ان يمسك بمواقعه في الشمال قدر الامكان، مع القبول بانسحابات استراتيجية عندما تدعو الحاجة".

وتمكن المقاتلون المعارضون اخيرا من السيطرة على قاعدة عسكرية في ريف حلب، ومن قطع طريق الامداد للجيش بين محافظة الرقة (شرق) ومدينة حلب (شمال) حيث تدور معارك دامية منذ اربعة اشهر، عبر استيلائهم على نقاط ومناطق استراتيجية. كما تمكنوا من السيطرة على منطقة مهمة في دير الزور شرقا على الحدود مع العراق.

الا ان مصدرا امنيا سوريا يشير الى استمرار امساك الجيش بالمدن الكبرى، وان هذا يبقى هدفه الاساسي. الى جانب العاصمة والمدن المهمة، يسعى ايضا الى الدفاع عما يعتبره "سوريا المفيدة"، وهي عبارة عن شريط يمتد غربا ويربط الجنوب بالمنطقة العلوية في شمال غرب البلاد مرورا بدمشق.

ويوضح المصدر ان النظام يسعى الى السيطرة الكاملة على دمشق وعلى المناطق المحيطة بشعاع ثمانية كيلومترات، لكي تكون لديه ورقة قوية للتفاوض عندما يحين الوقت. ويرى بيطار ان النظام "يمكن ان يتحول الى ميليشيا في حال شعر ان سقوطه وشيك، وعندها تبدا عملية تفتت سوريا".

ويضيف ان "الاوضاع في دمشق تشبه تلك التي كانت سائدة قبل بدء معركة حلب"، مشيرا الى ان معركة دمشق "ستكون اكثر دموية من حلب وستغير قواعد اللعبة. ستكون معركة وجود بالنسبة الى النظام، ومثل هذه المعارك مؤاتية لكل التصرفات المجنونة ولكل التجاوزات".

ويختم بيطار "اذا تمكن الثوار من تحقيق تقدم حقيقي في محيط العاصمة، ستكون بداية النهاية بالنسبة الى الرئيس السوري بشار الاسد"، مستدركا "ان النظام لم يقل كلمته الاخيرة بعد، والاسابيع المقبلة هي مرحلة كل الاخطار".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
العد التنازلي
سامر حلاق -

أعتقد أن العد التنازلي قد بدأ ... وحلم حافظ السفاح لن يتحقق على الإطلاق ... فمابني على الغش والكذب والخيانة بكل أشكالها آخذ بالإنحسار ... أعتقد أن هناك عدد لابأس به من الشرفاء في الجيش السوري وعلى هؤلاء واجب كبير وخطير أمام أنفسهم وأمام الشعب السوري بكل مكوناته وأمام التاريخ لإيقاف حمامات الدم في سوريا. على هؤلاء الشرفاء في الجيش السوري أن يقفوا الآن في وجه هذا السفاح الرعديد ويكفوا يديه عن وطنهم ووطن كل السوريين. بكل المصطلحات والمقاييس إن هذا النظام قد أنتهى ولم يبقى لديه سوى الإنتقام وتحميل الوطن أكبر خسائر يمكنه أن يسببها ولكن لن يستطيع البقاء وواجب شرفاء الجيش أن يحموا سوريا من جنون رئيس مهزوم.