مرسي شرح مواقفه بلغة يفهمها الأميركيون... فوضع شعبه في حيرة

فيما يخوض مرسي صراعًا على عدة جبهات، انشغل المصريون بمقابلة أجراها الرئيس مؤخرًا حاول خلال شرح مواقفه بمفردات قد يفهمها الأميركيون حين أشار إلى برنامج "صباح الخير يا أميركا" لكن ما لم يفهمه المصريون هو ما علاقة بلدهم بـ "كوكب القرود".

يخوض الرئيس المصري محمد مرسي صراع إرادات على جبهتين، مع القضاء من جهة ومع قوى المعارضة المعبأة في الشوارع من الجهة الأخرى. وفي غمرة هذه المواجهة، أجرت مجلة تايم مقابلة مع الرئيس المصري بعد أيام على توسطه في إنهاء المواجهات المسلحة بين حماس وإسرائيل في قطاع غزة.

إنكليزية مرسي الخاصة

ولاحظ مراقبون أن الرئيس مرسي الذي تحدث معظم الوقت بالانكليزية التي يجيدها لكنه يستخدمها بطريقته الخاصة، حاول أن يقدم نفسه ويشرح مواقفه بمفردات قد يفهمها الأميركيون. إذ تخللت حديثه إشارات إلى برنامج "صباح الخير يا أميركا" والصحافية التلفزيونية باربرا ولترز وأزمة الرهائن في ايران وفيلم "عندما انفتحت ابواب جهنم" الحربي بطولة تشارلس برونسن وفيلم "كوكب القرود".

العالم والسباغيتي!

ولاحظ في بداية اللقاء مع الصحافيين الأميركيين "ان العالم الآن أصعب بكثير منه خلال ثورتكم. انه حتى أشد صعوبة. العالم أشد تعقيدًا وتشابكًا، وصعوبة. انه بناء أشبه بمعكرونة سباغيتي. مختلط".

وفي حين أن الإشارة الى العالم الشبيه بالسباغيتي في بنائه حظيت بقدر من اهتمام القراء في القاهرة فانهم حاروا إزاء ما كان مرسي يريد ان يقوله على وجه التحديد عن دوره في الدبلوماسية الدولية باستفاضته في الحديث عن رواية من روايات الخيال العلمي إبان الستينات يتطور فيها الانسان الى قرد وليس العكس. ولم تتضح في حديث مرسي علاقة مصر اليوم بفيلم "كوكب القرود" الذي أُنجز عام 1968 مقتبسا تلك الرواية.

وبحسب النص الكامل للمقابلة مع مجلة تايم فان الرئيس مرسي تطرق الى فيلم "كوكب القرود" بعد أن ذكر أنّ خبرته من الإقامة في مدينة لوس انجيليس حيث نال شهادة الدكتوراه بالهندسة من جامعة ساوثرن كاليفورنيا عام 1982، جعلته يُدرك صعوبة التعاون متعدد الثقافات داخل البلدان نفسها وبينها.

وقال مرسي "إن النزاع لا يؤدي الى الاستقرار في العالم. التعاون، كيف نفعل ذلك؟ انه صراع. صراع شاق جدا جدا. وأن تكون لدينا ثقافة جديدة، ثقافة دولية تحترم البلدان المنفردة وثقافات الشعوب، ثقافاتها المحلية، ولكن هل يمكن ان تكون لدينا ثقافة دولية؟ هل يمكن ان نفعل ذلك".

حيرة مرسي

وبعد قليل، أضاف مرسي "نستطيع ان نتعاون، نستطيع ان نتكامل. قدر الإمكان. كيف نستطيع ان نفعل ذلك؟ أعتقد ان الزعماء في العالم يتحملون مسؤولية كبيرة في ذلك. فالبشر يستطيعون ان يتعايشوا. أتذكر فيلما. أي فيلم؟ "كوكب القرود". النسخة القديمة، ليس النسخة الجديدة. هناك نسخة جديدة. مختلفة. ليست جيدة جدا. انها لا تعبر عن الواقع كما في المرة الأولى. ولكن في النهاية ما زلتُ أتذكر، هذه هي النهاية: عندما كان القرد الكبير، كان رئيس المحكمة العليا على ما أظن في الفيلم! وكان هناك عالم كبير يعمل معه، ينظف الأشياء، عندما كان مقيدا هناك. وكان كوكب القرود بعد العمل التدميري لحرب كبيرة، وقنابل ذرية وأي شيء في الفيلم. كان العلماء يطلبون منه أن يفعل شيئا، كان هذا قبل 30 عاما: "لا تنس انك قرد"، يقول له "لا تسألني عن هذا العمل القذر". وماذا قال القرد الكبير؟ قال "أنت انسان، أنت فعلت ذلك بنفسك". وهذه هي الخلاصة. هل نستطيع ان نفعل شيئا افضل لأنفسنا؟".

العبرة في النهاية

ولاحظت صحيفة نيويورك تايمز أن إلقاء نظرة سريعة على سيناريو الفيلم بنسخته الأصلية وليس النسخة الثانية، كما أوضح مرسي، يجعل من الصعب تحديد المشهد الذي وجد الرئيس المصري مشقة في تذكره بدقة.

وتقول القراءة البسيطة لأفكار الرئيس المصري على ما فيها من استرسال واستطراد إن مرسي يشير على نحو ما إلى العبرة من نهاية الفيلم عندما شرح القرد المعروف باسم الدكتور زيوس بوصفه المدافع الأعلى عن العقيدة، لرائد الفضاء الانسان تايلور، أن البشرية أثبتت كونها غير صالحة لحكم الأرض ودمرت نفسها بالحرب النووية.

ولكن محللين سياسيين في القاهرة لاحظوا الحقيقة الماثلة في أن مرسي الذي أكد أن إعلانه الدستوري الأخير محصن ضد القضاء، تذكر خطأ أن قائد القرود الشرير كان "رئيس مجلس القضاء الأعلى".