معارك مستمرة في محيط مطار دمشق وشركات عدة تعلق رحلاتها إليه

تواصلت المعارك في محيط مطار دمشق، فامتنعت شركات عدة عن إرسال طائراتها اليه حتى تتضح الصورة، فيما لا تزال سوريا معزولة عن العالم لليوم الثاني، بعد وقف خدمات الانترنت والهاتف فيها.

بيروت: لا تزال الاتصالات عبر شبكة الانترنت والهاتف مقطوعة في سوريا لليوم الثاني على التوالي، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان صباح اليوم الجمعة. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "لليوم الثاني على التوالي، الانترنت مقطوعة في كافة الاراضي السورية. في بعض المناطق يتم الدخول الى الانترنت بصعوبة جدًا".

واضاف: "كذلك الاتصالات الهاتفية صعبة جدًا. في الداخل، وصلتنا معلومات أنه يمكن التخابر بين بعض المناطق من خطوط ثابتة، لكن بين الداخل والخارج، الامر صعب جدًا وشبه معدوم". ولم تتمكن وكالة فرانس برس من اجراء اتصالات عبر الانترنت أو عبر الهاتف في اتجاه خطوط ثابتة ومحمولة في العاصمة السورية.

من جهة ثانية، ليس في الامكان تصفح موقع وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" على الانترنت. وقطعت الاتصالات في عدد كبير من المناطق السورية لا سيما دمشق، منذ ظهر الخميس، وعزا مزودو خدمات الاتصالات الامر الى مشاكل تقنية.

وذكرت شركة رينيسيس الاميركية للمعلوماتية أن "سوريا محرومة في الواقع من الانترنت"، بينما اكدت شركة اكاماي الاميركية أن 77 شبكة في سوريا لا تعمل منذ الساعة 10,26 بتوقيت غرينتش. والشركتان تعملان في مجال مراقبة شبكة الانترنت.

واتهمت الولايات المتحدة نظام الرئيس السوري بشار الاسد بقطع شبكات الاتصالات في مناطق عدة من سوريا، منددة "بهذا الانتهاك لحريات التعبير ووسائل اتصال الشعب السوري الذي يظهر الى أي مستوى وصل النظام الذي لا يزال متمسكًا بالسلطة بأي ثمن".

استمرار المعارك في محيط مطار دمشق

ميدانيًا، تواصلت المعارك ليل الخميس الجمعة في محيط مطار دمشق الدولي الذي امتنعت شركات عدة عن ارسال طائراتها اليه الخميس، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون، وذلك رغم اعلان السلطات السورية مساء امس أن "طريق المطار آمن".

وافادت لجان التنسيق المحلية قرابة الساعة الواحدة من فجر اليوم عن "اشتباكات الآن في محيط المدرج الغربي للمطار"، مشيرة الى أن "الثوار قصفوا ثكنة عسكرية لقوات النظام مكلفة بحماية المطار قرب حران العواميد، ووقعت اشتباكات قوية سيطر فيها الثوار على مسافة من طريق المطار بين الجسر الثاني والجسر الرابع".

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان بعيد منتصف الليل أن مواطنين قتلا في "اطلاق رصاص على حافلة تقل عدداً من موظفي مطار دمشق الدولي على طريق المطار"، مشيرًا الى تعرض بلدات وقرى العبادة والقيسا والعتيبة وحران العواميد وداريا والمعضمية ومدينة دوما في ريف دمشق للقصف من القوات النظامية".

وأعلنت وزارة الاعلام السورية مساء الخميس أن "الطريق الى مطار دمشق الدولي آمن بعد اعتداءات من مجموعة ارهابية مسلحة على السيارات العابرة وتدخل الجهات المختصة". والغت شركة مصر للطيران رحلتها الى دمشق التي كانت مقررة الجمعة لتعذر الاتصال بمكتبها في دمشق.

تعليق رحلات

اكدت مديرة مؤسسة الطيران العربي السوري اليوم الجمعة أن حركة الملاحة في مطار دمشق طبيعية، في وقت يؤكد ناشطون والمرصد السوري لحقوق الانسان استمرار المعارك بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية في محيط المطار.

وكان مصدر ملاحي اوضح في وقت سابق لوكالة فرانس برس أنه "تم ارسال امس برقية الى شركات الطيران التي لا تزال تعمل على خط دمشق والشركة الوطنية بالغاء رحلاتها بسبب وضع الطريق. وارسلنا اليوم برقية معاكسة بعد عودة الامور الى طبيعتها على الطريق لاعادة تسيير الرحلات".

وقالت المديرة العامة لمؤسسة الطيران العربي السوري غيدا عبد اللطيف في تصريح لوكالة فرانس برس إن "مطار دمشق الدولي يعمل بشكل طبيعي وأن الطريق اليه ومنه آمنة بنسبة مئة في المئة".

واضافت أن "رحلة للطيران السوري اقلعت صباح هذا اليوم الى جدة عن طريق حلب. كما اقلعت رحلتان من دمشق الى اللاذقية"، مشيرة الى أن هناك رحلة مقررة بعد الظهر الى الخرطوم ورحلة الى القاهرة.

ونفت عبد اللطيف "كل ما تردد امس عن اغلاق مطار دمشق الدولي"، مؤكدة أن "رحلات الخطوط الجوية الجزائرية وشركة طيران العربية والخطوط العراقية والايرانية والمصرية هبطت واقلعت في وقتها المبرمج. كما هبطت في مطار دمشق قبل ظهر امس رحلات الخطوط السورية الاتية من موسكو والجزائر ودبي والكويت".

الا انها ذكرت أن "المطار أغلق احد مدرجاته (رقم 23) في تمام الساعة 14 ظهرا (12,00 ت غ) الخميس بسبب عطل فني سرعان ما تم اصلاحه".

واشارت الى اقلاع طائرة نمسوية مساء على متنها 150 راكبًا.

وذكر بيان صادر عن الامين العام للامم المتحدة أن اربعة موظفين في الامم المتحدة اصيبوا بجروح امس في اطلاق نار على حافلة كانت تقلهم الى مطار دمشق.

واكدت عبد اللطيف ارسال البرقية الى شركات الطيران لابلاغهم بعودة الامور الى طبيعتها على طريق المطار اثر حادث وقع صباح الخميس وتمثل باطلاق ارهابيين النار على باص يقل موظفين، ما تسبب باصابة اثنين منهم بجروح".

وكان المرصد السوري اشار الى مقتل موظفين اثنين في اطلاق النار. وذكر أن السلطات اقفلت طريق المطار بسبب الاشتباكات العنيفة التي وقعت على اطراف الطريق.

وقالت عبد اللطيف إنه "لا يجوز في اي حال من الاحوال اقحام الطيران المدني مهما كانت الظروف في الشؤون السياسية والفبركات الاعلامية، لان الطيران هو جسر للعبور الى بين الشعوب بحسب المعاهدات الدولية".

واوضح المصدر الملاحي من جهته أن أي طائرة تابعة لشركة خارجية لم تحط بعد في مطار دمشق اليوم.

واعلنت وزارة الاعلام السورية مساء الخميس أن "الطريق الى مطار دمشق الدولي آمن بعد اعتداءات من مجموعة ارهابية مسلحة على السيارات العابرة وتدخل الجهات المختصة".

واوضح مصدر امني أن القوات النظامية تمكنت من "اعادة الامن الى الجانب الغربي من طريق مطار دمشق، بالاضافة الى جزء صغير من الجانب الشرقي، ما يسمح للمسافرين بسلوكها".

الا أنه اشار الى أن "الجزء الصعب لم ينتهِ وهو السيطرة على كل الجانب الشرقي من الطريق حيث يوجد آلاف الارهابيين"، مضيفًا أن "ذلك سيستغرق بضعة ايام".

والغت شركة مصر للطيران الخميس رحلتها الى دمشق التي كانت مقررة الجمعة لتعذر الاتصال بمكتبها في دمشق حيث الاتصالات الهاتفية وعبر الانترنت مقطوعة منذ اكثر من 36 ساعة.

كما اعلنت شركة طيران الامارات التابعة لامارة دبي الخميس تعليق رحلاتها الجوية "حتى اشعار آخر" مع العاصمة السورية.

وكانت لجان التنسيق المحلية افادت في بيان اصدرته قرابة الساعة الواحدة من فجر اليوم (11,00 تغ) عن "اشتباكات الآن في محيط المدرج الغربي للمطار"، مشيرة الى أن "الثوار قصفوا ثكنة عسكرية لقوات النظام مكلفة بحماية المطار قرب حران العواميد، ووقعت اشتباكات قوية سيطر فيها الثوار على مسافة من طريق المطار بين الجسر الثاني والجسر الرابع".

الا أن أي مصدر آخر لم يؤكد هذا الخبر.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان في بيانات متلاحقة اليوم أن "الاشتباكات مستمرة منذ الصباح بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة في محيط بلدات داريا وعربين وعقربا وببيلا وبيت حسم، وتترافق مع قصف من القوات النظامية السورية"، ما اسفر عن مقتل اربعة اشخاص.

كما اشار الى قصف بالطائرات على محيط هذه البلدات.

وقتل 108 اشخاص الخميس في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا، بحسب المرصد السوري الذي يقول إنه يعتمد على شبكة من المراسلين والناشطين في كل انحاء البلاد وعلى مصادر طبية.