أخبار

أئمة يكافحون مرض الايدز بالتوعية في مساجد باكستان

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كراتشي: يكثف عدد من ائمة المساجد في باكستان الجهود لمكافحة مرض نقص المناعة المكتسبة (ايدز) من خلال الوعظ والتوعية في أوساط المؤمنين ودعوتهم إلى الاعتناء بالمصابين بهذا المرض الذي يحاط المصاب به بكثير من التكتم والاقصاء في هذا المجتمع المحافظ.

كان الامام عبد الخالق فريدي منذ سنتين يزدري الباكستانيين المصابين بالايدز والبالغ عددهم حوالى 100 ألف شخص، شأنه في ذلك شأن السواد الأعظم من أترابه. غير أنه غير نظرته اليوم واصبح يخطب في أحد مساجد كراتشي لرفع الوعي في أوساط المؤمنين بكيفية الوقاية من فيروس الايدز والتعامل مع المصابين به.

وقال الإمام فريدي لوكالة فرانس برس "كنت أظن منذ سنتين أن مرض الايدز ناجم عن علاقة جنسية غير اخلاقية هي بمثابة الخطيئة القاتلة، غير أنني التقيت بخبراء دعوني إلى حضور دورة تدريبية".

وأضاف "أبديت تحفظات في البداية، ظنا مني أنني ارتكب معصية من خلال مشاركتي في المؤتمر، غير أن فضولي تغلب علي".

وقد غير الإمام رأيه بعد أن التقى بالمسؤولين عن المكتب المحلي للمركز الباكستاني لمكافحة الايدز، وقرر الالتحاق بركبهم.

فبدأ ينقل العبر التي استخلصها من المركز إلى مئات المؤمنين المحتشدين في مسجده وآلاف الطلاب الذين يرتادون مدرسة تحفيظ القرآن الكريم التي يديرها. وهو قال إن "المؤمنين كانوا يشعرون بالانزعاج أو الاهانة في البداية، غير انهم باتوا اليوم يعيرونني انتباههم ويدركون أن الايدز مرض وليس خطيئة".

وينهج نهج الإمام عبد الخالق فريدي نحو 2500 من شيوخ الدين وزعماء القبائل يشاركون في برنامج مكافحة الايدز في اقليم السند الواقع وسط البلاد والذي يضم عاصمته كراتشي (18 مليون نسمة) وتعتبر الاكثر تأثرا بالفيروس محليا.

وفي باكستان البلد المسلم الذي يضم 180 مليون نسمة، يتم اللجوء إلى مشائخ الدين الذين يتمتعون بنفوذ وقدرة استقطاب كبيرين عندما تستدعي الحاجة رفع الوعي في أوساط الشعب بشأن مسألة حيوية مثل مرض الايدز.

وشرح مناظر خان أحد منسقي برنامج مكافحة مرض الايدز لوكالة فرانس برس أن "المواطنين يصغون إلى الائمة باهتمام ويصدقون أقوالهم، فالأئمة هم أكثر من في وسعهم التأثير في الشعب".

وأضاف قائلا إن "مشروعنا الذي ينفذ بإدارة أفراد ملمين بشؤون محيطهم قد سمح للكثيرين بالتغلب على انزعاجهم والخضوع لفحوصات الكشف عن المرض".

وأشار مناظر خان إلى أن "عدد الاشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بمرض الايدز قد تضاعف خلال السنتين الأخيرتين، ما يدل على أن الحملة تعطي ثمارها".

وبحسب السلطات، يطال مرض الايدز نحو 100 ألف شخص في البلاد، لكن تشخيصه تم رسميا لدى 10 آلاف شخص منهم لا غير. وكلما ازداد عدد المصابين الذين لم يخضعوا لفحوصات التشخيص، زاد الفيروس انتشارا.

وعلى الرغم من التدابير الوقائية، لا يزال معدل المرض يرتفع "في أوساط مدمني المخدرات الذين يستخدمون الحقن". ويمتد الفيروس أيضا إلى شرائح اخرى من المجتمع، وفق ما جاء في التقرير الوطني الخاص بمرض الايدز في باكستان.

ومن هؤلاء عبداللطيف وهو أب لاربعة أطفال يبلغ من العمر اربعين عاما وشخصت إصابته بمرض الايدز منذ ثماني سنوات. وقال "ظننت بداية أنني سأموت على الفور، غير أن الاطباء والائمة فسروا لي انه بإمكاني ان أعيش حياة طبيعية بفضل العلاجات" المضادة للفيروسات.

وختم أن "الناس باتوا يعتبرون الايدز مرضا مثل غيره من الأمراض" وليس نتيجة خطيئة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف