أخبار

بيرو وتشيلي امام محكمة العدل الدولية لفض نزاع يعود الى اكثر من قرن

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ليما: تتواجه بيرو وتشيلي المتجاورتان واللتان تربطهما عداوة تاريخية، الاثنين امام محكمة العدل الدولية في لاهاي في خلاف حدودي بحري يعود الى 130 عاما وكان يخشى دائما من تحوله الى حرب فعلية.

وبطلب من ليما ستعقد محكمة العدل الدولية جلسات عامة خلال اسبوعين للنظر في الخلاف بين البلدين اللذين سيقدمان حججا اعدت بعد سنوات من الاحتجاجات وتبادل الاتهامات. ولا ينتظر صدور قرار المحكمة قبل اشهر عدة.

وتؤكد بيرو التي رفعت الملف في العام 2008 الى محكمة العدل الدولية، اعلى سلطة قضائية في الامم المتحدة، ان المناطق البحرية بين تشيلي وبيرو لم تحدد مطلقا "لا عبر اتفاق ولا باي طريقة اخرى" وب"التالي فان المحكمة ستقوم بالترسيم وفقا للقانون الدولي".

اما تشيلي التي وافقت على مضض على التوجه الى لاهاي، فتؤكد من ناحيتها ان الحدود البحرية بين البلدين رسمت بموجب معاهدات 1952 و1954 المتعلقة فقط بمناطق الصيد البحري.

ويرى المؤرخون ان المواجهة القانونية في لاهاي قد تشكل الفصل الاخير من حرب المحيط الهادىء (1897-1883) التي خرجت منها تشيلي منتصرة واعيد ترسيم حدود بيرو وبوليفيا على حسابهما.

فخسرت بيرو 25% من اراضيها فيما فقدت بوليفيا نافذتها البحرية واحتلت القوات التشيلية ليما ثلاث سنوات.

ولخص لويس سولاري الخبير القانوني الدولي والدبلوماسي البيروفي السابق الوضع بقوله "انها تقريبا حالة شبيهة بحالة فرنسا والمانيا بالنسبة ل(منطقة) الالزاس واللورين"، مضيفا "ان التوترات الثنائية يمكن ان تخف لكن الضغائن التاريخية باقية".

ولفتت الجامعية والمؤرخة كارمن ماكيفوي التي الفت كتبا عدة حول حرب المحيط الهادىء الى ان البيروفيين "ينظرون الى انفسهم في مرآة تشيلي" منذ اكثر من قرن "ويرون انفسهم بلدا فوضويا في وجه انضباط بلد اصغر يملك ثروات اقل لكن نظامه وتصميمه كبدهما هزيمة مذلة".

وقالت لوكالة فرانس برس ان حكم محكمة العدل الدولية يفتح "امكانية الشفاء من جراح تحمل بعدا رمزيا كبيرا" و"يوفر الفرصة امام البلدين لاعادة تأسيس علاقة لا مناص منها".

وتأتي جلسات المحكمة التي سبقتها حملة اعلامية مكثفة في البلدين، في وقت رفضت فيه كولومبيا فجأة قرار محكمة العدل الدولية التي لم تعد تعترف باختصاصها في مجال ترسيم الحدود الجغرافية، وذلك في رد فعل على حكم يمنح نيكاراغوا منطقة بحرية شاسعة على حسابها.

واعلن الرئيسان التشيلي سيباستيان بينييرا والبيروفي اولانتا هومولا مرات عدة ان بلديهما سيحترمان قرار المحكمة.

لكن الرئيس بينييرا عبر عن "قلقه في ما يتعلق بما حدث في حالات دول اخرى كان لديها خلافات حول الحدود البحرية"، في تلميح يكاد لا يكون مبطنا الى كولومبيا.

وقال "من المهم ان نحترم جميعا من دول ومحاكم المعاهدات الدولية السارية والا سندخل في عالم من الشكوك الكبيرة".

اما الرئيس هومالا فابدى من جهته "طمأنينته" واكد ان "الموقف البيروفي متين ومتماسك جدا". وتمتد المنطقة المتنازع عليها على اكثر من 95 الف كيلومتر مربع تمتد من الحدود بين بيرو وتشيلي غربا بموازاة خط العرض ال18 الجنوبي حتى حدود المياه الاقليمية.

وتعتبر بيرو ان الترسيم ينبغي ان يحدد بصورة نهائية في ضوء اتفاقية الامم المتحدة حول البحار، وتتبع خطا متساوي البعد جنوب-غرب من الحدود البرية.

ويأسف المؤرخ التشيلي سيرجيو غونزاليس من ناحيته ل"عدم التمكن بعد من انهاء نزاعات يعود تاريخها الى القرن التاسع عشر في اميركا اللاتينية لا من اذهان الناس ولا على المستوى القانوني".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف