أخبار

الولايات المتحدة تكثف طلعاتها التجسسية فوق منشأة بوشهر الإيرانية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كثفت الولايات المتحدة بدرجة كبيرة عملياتها التجسسية على مفاعل بوشهر النووي في جنوب إيران خلال الشهرين الماضيين مدفوعة بتزايد قلقها على مآل البلوتوتيوم المنتَج بدرجة تتيح استخدامه في إنتاج اسلحة نووية بعد أن نقلت طهران بصورة مفاجئة قضبان وقود نووي من المفاعل في تشرين الأول/اكتوبر..

قال مسؤولون أميركيون إن النشاط التجسسي الأميركي المكثف لمراقبة مفاعل بوشهر على الساحل الجنوبي الإيراني يقوم به اسطول البنتاغون من الطائرات دون طيار التي تعمل فوق مياه الخليج، من بين وسائل اخرى. واسفرت هذه العمليات عن اعتراض صور بصرية واتصالات صوتية مصدرها منشأة بوشهر.

نقل قضبان وقود خارج المنشأة

وكانت إيران اعلنت أن طائرة أميركية دون طيار كانت تتجسس على مفاعل بوشهر في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر وأنها ارسلت مقاتلاتها التي لاحقت الطائرة غير المأهولة وأطلقت النار عليها ولكنها أخطأتها. وكانت هذه الطائرة دون طيار تقوم بعمليات استطلاع في ذلك اليوم، ولكن ليس فوق منشأة بوشهر، كما قال مسؤولون اميركيون.

وكثفت الولايات المتحدة عمليات الاستطلاع بعد القلق الذي اثارته نشاطات رُصدت في مفاعل بوشهر وخاصة نقل قضبان وقود من المنشأة في تشرين الأول/اكتوبر بعد شهرين على تشغيل المفاعل. وقال خبراء نوويون إن اجراءات السلامة في المفاعل تقلقهم الآن أكثر من قلقهم بشأن استخدام طهران هذه المنشأة لتطوير أسلحة نووية.

عمليات تجسس مراعية لمبادئ القانون الدولي

واحتجت طهران رسميًا على انشطة البنتاغون التجسسية في رسالة وجهتها في 19 تشرين الثاني/نوفمبر إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال التي اطلعت على نسخة من الرسالة. واتهمت إيران في شكواها الولايات المتحدة بانتهاك المجال الجوي الإيراني مرات متكررة مستخدمة طائرات من دون طيار. ولكن مسؤولين أميركيين ذهبوا إلى أن عمليات الإستطلاع تجري على مسافة من الساحل الإيراني مراعية مبادئ القانون الدولي.

ويؤكد حجم النشاط التجسسي الأميركي حدود ما تعرفه الولايات المتحدة عن أنشطة ايران النووية ومستوى تسليحها وكوادرها العلمية، وهو يشير الى حرص واشنطن على زيادة ما تعرفه في وقت تقترب القوى الغربية من الدخول في مواجهة جديدة مع إيران بشأن برنامجها النووي.

وامتنع مسؤولون أميركيون عن الخوض في تفاصيل العمليات الإستطلاعية التي تستهدف منشأة بوشهر، ولكن المعروف أن الطائرات من دون طيار قادرة على اعتراض الاتصالات الهاتفية الخلوية والالكترونية وغيرها من الإشارات اللاسلكية.

ماذا تفعل طهران في بوشهر؟

ويمكن لعمليات التنصت على الاتصالات الايرانية أن تقدم مفاتيح إلى ما كان يفعله الخبراء النوويون الإيرانيون حين بدأوا نقل قضبان الوقود من محطة بوشهر في تشرين الأول/اكتوبر الماضي.

وتنظر الولايات المتحدة عادة إلى مفاعل بوشهر الذي تبلغ طاقته الانتاجية 1000 ميغاواط على أنه لا يشكل خطرًا نوويًا وامنيًا جديًا بالمقارنة مع العدد المتزايد من منشآت تخصيب اليورانيوم.

وينتج المفاعل ومنشآت التخصيب مواد انشطارية يمكن أن تُستخدم لانتاج أسلحة نووية، ولكن مؤسسة الطاقة الذرية الروسية الحكومية "روساتوم" تولّت بناء محطة بوشهر النووية وتشغيلها بموجب اتفاق على إعادة الوقود النووي المستهلك إلى روسيا وخزنه في اراضيها. لذا فوجئت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 15 تشرين الأول/اكتوبر عندما ابلغتها إيران بنقل كل الوقود النووي المستهلك من بوشهر وخزنه في بركة تبريد في موقع المنشأة نفسه، بحسب صحيفة وول ستريت جورنل نقلا عن دبلوماسيين في الوكالة الدولية في فيينا مطلعين على مراسلات إيران مع الوكالة.

نقل الوقود أثار قلق اوباما

ويقدر خبراء نوويون مستقلون أن هذا الوقود المستهلك يزن 22 إلى 220 رطلاً من البلوتونيوم بدرجة تصلح لاستخدامه في إنتاج أسلحة نووية وبكمية تكفي لإنتاج 24 قنبلة نووية إذا واصلت إيران اعادة تصنيعه.

ويجري نقل الوقود النووي في مفاعلات محطات التوليد والاستعاضة منه في اطار عمليات روتينية، بحسب هؤلاء الخبراء. ولكن طهران اقدمت على نقله وخزنه بعد نحو شهرين على إعلان مؤسسة "روساتوم" الذرية الروسية تشغيل محطة بوشهر بكامل طاقتها بدلاً من الإطار الزمني المتعارف عليه، وهو من 12 إلى 18 شهرًا بعد التشغيل.

كما قال المسؤولون الإيرانيون مؤخرًا أن مهندسيهم يريدون الإشراف على إخراج الوقود من المفاعل في اطار خطط روساتوم لنقل تشغيل محطة بوشهر إلى الايرانيين خلال الاشهر المقبلة. وكتبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن عملية نقل الوقود من منشأة بوشهر في تقريرها الفصلي الأخير عن برنامج إيران النووي، ولكنها لم توضح سبب إخراج قضبان الوقود من المفاعل.

وقال التقرير إن طهران نقلت قضبان الوقود المستهلكة إلى بركة تبريد خلال الفترة الواقعة بين 22 و29 تشرين الأول/اكتوبر، وهي تواريخ قريبة من وقت إعلان إيران أن طائرات اميركية تقوم بمهمات استطلاع مكثفة قرب محطة بوشهر النووية. وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن مفتشيها اكدوا وجود قضبان الوقود في بركة التبريد خلال زيارة للمنشأة في 6 و7 تشرين الثاني/نوفمبر.

وقال مسؤولون اميركيون إن لغز قضبان الوقود في بوشهر اثار قلق ادارة اوباما التي تركز اهتمامها عادة على أنشطة إيران في منشآت تخصيب اليورانيوم في مدينتي نطنز وقم.

سلاح نووي

واعرب مسؤولون في الإدارة الأميركية وخبراء نوويون مستقلون عن شكهم في أن تكون ايران تحاول استخراج بلوتونيوم بدرجة صالحة للإستخدام في إنتاج سلاح نووي من قضبان الوقود.

ولا تعتقد الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن لدى إيران حالياً منشأة قادرة على فصل البلوتونيوم من قضبان الوقود المستهلكة في بوشهر. ولدى الوكالة أيضا كاميرات واقفال في منشأة بوشهر لرصد تحويل أي مواد إلى اغراض عسكرية والتحوط له فضلا عن الزيارات المنتظمة التي يقوم بها مفتشوها.

ولكن نقل الوقود اثار رغم ذلك مخاوف في واشنطن بشأن إجراءات السلامة في بوشهر. ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن خبراء أن بمقدور الخبراء الإيرانيين ان يحاولوا استخراج بلوتونيوم من منشأة بوشهر في حالة نشوء أزمة أو اندلاع مواجهة عسكرية مع الغرب ما ان يمتلكوا ناصية الخطوات التقنية اللازمة.

وقال مدير معهد العلوم والأمن الدولي في واشنطن ديفيد اولبرايت "إن خطر الانتشار النووي في بوشهر لا يبدو داهماً، ولكنه يثير تساؤلات عما يمكن أن يحدث إذا وقع نزاع".

وقال متحدث باسم مؤسسة روساتوم في موسكو إن نقل الوقود كان عملية مقررة لاختبار اجراءات السلامة ونفى تقريرًا اوردته وكالة رويترز بأن غلق المنشأة كان بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة بعد العثور على براغٍ سائبة تحت خلايا وقود في المنشأة.

وقالت تقارير في وسائل الاعلام الايرانية إن المهندسين الإيرانيين اعادوا قضبان الوقود الى قلب المفاعل من بركة التبريد.

ويأتي قلق الغرب بشأن ما يجري في منشأة بوشهر في وقت تستعد الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي لاستئناف المفاوضات مع ايران حول برنامجها النووي.

المهلة تنتهي في مآرس/ اذار

وأمهلت ادارة اوباما ايران حتى آذار/مارس المقبل للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تبديد مخاوف المجتمع الدولي من أن طهران تعمل سرًا على تطوير أسلحة نووية وبخلافه فانها ستواجه عقوبات جديدة يفرضها مجلس الأمن الدولي. وكان مجلس الأمن فرض اربع جولات من العقوبات الاقتصادية ضد إيران في السنوات الأخيرة وقال مسؤولون اميركيون إنهم قد يتحركون لفرض جولة خامسة.

واعلن المندوب الأميركي لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية روبرت وود في كلمة القاها خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة "لا يمكن السماح لإيران بتجاهل التزاماتها الى أجل غير مسمى... بل على إيران ان تتحرك الآن، وبشكل ملموس". وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إن على المجتمع الدولي أن يكون مستعدا للقيام بعمل عسكري ضد منشآت ايران النووية بحلول الصيف عندما تكون إيران انتجت ما يكفي من اليورانيوم المخصب لتحويله بسرعة إلى يورانيوم يمكن استخدامه في انتاج قنبلة نووية.

وتنفي إيران أنها تسعى إلى انتاج سلاح نووي، وقال مندوبها لدى الوكالة الدولية علي اصغر سلطانية يوم الجمعة الماضي إن طهران ستفكر في الإنسحاب من معاهدة الأمم المتحدة لحظر الأسلحة النووية إذا تعرضت بلاده لهجوم غربي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف