صيادو غزة يركبون البحر وأشرعة قواربهم تحركها التهدئة
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
حرك اتفاق التهدئة الذي توصلت إليه حركة حماس وإسرائيل أشرعة قوارب الصيادين في مياه البحر،وينظر سكان قطاع غزة باستبشار إلى بنود الاتفاق التي ضمن عودة الحياة لمهنة صيد الأسماك حتى ستة أميال.
غزة: عندما انتهت الحرب الإسرائيلية على غزة، فرح السكان كثيرا، وكان للصيادين فرحتهم الخاصة، فاتفاق التهدئة الذي توصلت إليه حركة حماس وإسرائيل ضمن للصيادين الوصول إلى أماكن بعيدة في البحر ولم يكن مسموحا لهم الوصول إليها في السابق. ومع انتهاء حرب استمرت ثمانية أيام بدأت مظاهر الحياة تعود من جديد إلى القطاع، وأبرز ما يعتمد عليه الغزيون في معيشتهم هو البحر، لذلك كانت الفرحة شديدة حينما عادوا لركوب البحر وصيد الأسماك ثم بيعها في السوق المحلية. أنواع جديدة أحيت القطاع الخاص بالثروة السمكيةسفن صغيرة وبسيطة، وبعض الشبكات المخصصة للصيد اختارها أبو محمد كلاب، واستعد جيداً مع أبنائه الثلاثة لنزول البحر بكل نشاط، اقتربت مراسلة إيلاف منهم،وسألتهم عن مشاعرهم بعد إتاحة الفرصة أمامهم ليجتازوا مسافات أكبر.يقول أبو محمد" كان القرار بالنسبة لي كالولادة الجديدة، فبعد سنوات طويلة من الحصار الاقتصادي الكبير الذي أقامته إسرائيل علينا سمحت لنا بموجب اتفاقية التهدئة بدخول أميال عديدة داخل البحر الأمر الذي جعلنا نعثر على أنواع غريبة وجديدة لم يعتد عليها الفلسطينيون منذ سنوات طويلة، هذا أثر بشكل ايجابي وكبير على الحياة الاقتصادية للصيادين وأنعشهم". ويتابع"من المعروف أن الغزيين يمتازون بحبهم الشديد للأسماك بأنواعها المختلفة وهم يسعون بشكل كبير لطلبها ويتواجدون صباحا حتى يحصلوا على السمك الطازج الذي افتقدوا بعضه منذ ما يزيد عن عشر سنوات". ويشير أن أسعار السمك تنخفض وترتفع حسب التضييق الذي يمارسه الجيش الإسرائيلي في عرض البحر، لكن تبقى أسعاره في متناول أيدي المواطنين على اختلاف شرائحهم . ويختم"نتمنى في الأيام القادمة أن تزدهر السوق السمكية في غزة، حتى نقوم بتصدير بعض أنواع الأسماك إلى خارج فلسطين، هذا الأمر سيعود بالنفع علي كمواطن وعلى الاقتصاد الضعيف في غزة."قاربي تم تدميره بشكل تام"ليس ببعيد عن قارب أبو محمد،ي جلس المواطن أبو أحمد بكر تملأه الهموم التي أثقلته بعد غياب المورد الاقتصادي الوحيد لعائلته المكونة من 15 شخصا."إيلاف" سألته عن سبب جلوسه وعدم عمله كما باقي الصيادين؟فأجاب"في الحرب الأخيرة تعرضت منطقة غرب غزة إلى القصف الشديد الذي طال قوارب الصيادين، وفي اليوم الثالث من العدوان على غزة قامت البحرية الإسرائيلية بقصف الساحل بعدة قذائف أدت إلى تدمير العديد من السفن والقوارب الصغيرة ، كان من بينها قاربي الذي يعد مصدر دخل لي ولأسرتي". ويواصل"القوارب تم استهدافها بشكل مركز كأنهم سعوا أن يقتلوا حياتنا الاقتصادية التي تعتمد بشكل كبير على الثورة السمكية، لكنني لم أستسلم وبأشياء بسيطة قمت بركوب البحر مرة جديدة، ثم الاصطياد عن طريق "شبكة صغيرة أعددتها مع عائلتي ونقوم باصطياد بعض السمك وبيعه في السوق". وينوه "رغم سريان التهدئة وتطبيق بنودها إلا أن الجيش الإسرائيلي يقوم بين الفينة والأخرى بإطلاق وابل من الرصاص على الصيادين مما يؤدي إلى إصابة القوارب إصابات مباشرة وإحداث خلل ،أو تقوم البحرية الإسرائيلية بمحاصرة الفلسطينيين في عرض البحر وتعتقلهم بشكل مباشر . ويتابع:"هذه المضايقات لا تقف في وجه أي صياد فلسطيني بل يواصل الفلسطينيون الدخول إلى البحر من أجل أن يوفروا لأبنائهم لقمة العيش". ويختم "مهنة الصيد في غزة قديمة وتوارثناها عن أبائنا وأجدادنا ولن نفرط في هذه المهنة حتى لو تعرضنا للمضايقات . اتفاق التهدئة أنصف الصيادينفي منطقة بعيدة عن مدينة غزة وبالتحديد على طول ساحل المنطقة الوسطى في غزة يتجمع مئات الصياديين وقد ألقوا بشباكهم المختلفة في البحر، وابتسامات الرضي لم تفارق وجوههم .أبو صلاح أحد العاملين في مهنة الصيد وكذلك يعمل في وزارة الاقتصاد يتحدث لـ"إيلاف" عن فرحته الكبيرة باتفاق التهدئة الذي يرى بأنه قد أنصف شريحة واسعة من المجتمع وهي الصيادين . ويواصل حديثه"الآفاق اتسعت أمامنا الآن، بإمكاننا الحصول على المئات من أنواع الأسماك الذي كان قديما محظور على الفلسطينيين اقتنائه بسبب المنطقة التي حددتها إسرائيل للصيادين والتي كانت لا تتجاوز ثلاثة أميال". ويقول:"لكننا بعد الاتفاقية بين إسرائيل وحركة حماس سُمح لنا بدخول البحر بمسافة ستة أميال وهذا يُعد انجازاً مهماً في حياتنا، لأنه سيدخل علينا المال ويعيد توازن الحياة الاقتصادية ويُنعشها في مدينة غزة". وعن أبرز المضايقات التي يتعرض لها الصيادون في ظل التهدئة يقول"أحيانا تقوم البحرية الإسرائيلية بالمناداة على الصيادين أو إطلاق رصاص رشاشاتها الثقيلة على القوارب مما يُلحق الضرر الكامل أو الجزئي بها ، هذا يُؤثر على الصيادين ويزرعُ الخوف داخلهم في كثير من الأحيان، لكن الاعتقالات المستمرة بحق الصياديين هي من تقف حائلاً في حياتنا وهي التي ترعبنا لأننا نكون تحت مرمى رشاشات البوارج الصهيونية بكل بساطة رغم اتفاق التهدئة الذي يُعمل به حاليا في غزة وإسرائيل". "الثروة السمكية يجب استغلالها"الخبير الاقتصادي والمالي الدكتور محمد مقداد"يرى بأن مدينة غزة فقيرة بالموارد الاقتصادية الواضحة المعالم ، فليس هنالك بترول أو ذهب أو فحم يمكن التنقيب عنه والحصول عليه من قبل المواطن العادي وبالتالي هو يعتمد على مصدرين للدخل إما البحر أو الوظائف الحكومية والخاصة المتعددة". ويتابع"في السنوات الأخيرة كانت الإحصائية تشير أن نسبة كبيرة من الشارع الفلسطيني العامل يقوم بممارسة النشاطات المختلفة في مجال الصيد وهذا ما يُثبت أن شريحة كبيرة ولها وزن ثقيل تعمل في مجال الصيد". ويواصل حديثه"تقدر دائما خسائر القطاع الخاص بالصيد بملايين الشواقل في كل اعتداء إسرائيلي على غزة. ويضيف"نأمل أن يؤدي اتفاق التهدئة إلى استقرار نسبي في القطاع الخاص بالثروة السمكية .ويختم " هذه الثروة يجب استغلالها بشكل صحيح خصوصا بعدما سمحت إسرائيل بدخول البحر مسافة 6 أميال هذا سينعكس ايجابيا على المورد الاقتصادية والدخل الفلسطيني ".
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف