مساعي السياسة في لبنان محاصرة بهدنة هشة في شماله
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عقدت السبت في لبنان سلسلة اجتماعات بهدف السيطرة على التفلت الأمني الحاصل في طرابلس، وأشارت مصادر لـ"إيلاف" أن الأمور متوجهة نحو التهدئة.
بيروت: تكثّفت السبت المساعي لتطويق الوضع الأمني المتفلّت في طرابلس وعقدت سلسلة اجتماعات لهذه الغاية فترأس وزير الداخلية مروان شربل اجتماع مجلس الامن الفرعي، بينما التقى نوّاب طرابلس في منزل النائب سمير الجسر كما تنادت هيئات المجتمع المدني إلى لقاء أعلنت بعده عن اعتصام.
بموازاة ذلك، أشارت مصادر "إيلاف" إلى أن هدنة هشة تخيّم على المدينة ولفتت إلى أن الأجواء أوحت بعد ظهر الجمعة بأن الأمور ذاهبة إلى التهدئة، غير أن الأمور ما لبثت أن تفجّرت ليل الجمعة إذ شهدت المحاور التقليدية معارك بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية.
وأفادت المصادر بأن قذيفتين أطلقتا على محور جبل محسن باب التبانة، خرقتا الهدوء الحذر، وأن إطلاق نار متقطع يسمع بين حين وآخر في مناطق البقّار والمنكوبين والريفا، في حين تواصل القنص على شارع سوريا. يذكر أن الجيش اللبناني استكمل انتشاره على المحاور المختلفة في طرابلس.
ووفق مصادر "إيلاف" جرح كل من غانم يوسف حسن وهلال الحموي، وهو ما أكده في وقت لاحق المستشفى الاسلامي. ولفتت إلى أن الحركة تبدو شبه طبيعية وتحديداً على الطريق الذي يربط المدينة بالبداوي وبالحدود السورية، وكذلك في المناطق خارج محاور الإشتباك، فيما لم تفتح المدارس والجامعات أبوابها.
إجتماع مجلس الأمن الفرعي
ونقل عن وزير الداخلية مروان شربل قوله على هامش ترؤسه اجتماع مجلس الأمن الفرعي، إن الوضع في طرابلس ولبنان يرتبطان بما يجري من حولنا وخصوصاً بالحرب في سوريا، مشدداً على أن الوضع الأمني المتردي ينعكس سلباً على الوضع الإقتصادي متسائلاً "ما النتيجة ومن الرابح من الخلاف بين فريقين من مدينة واحدة؟"
وقال وزر الداخلية "على الدولة اللبنانية أن تتخذ إجراءات حاسمة لأجل طرابلس،" مضيفاً "إن غالبية أهالي طرابلس يبعثون برسائل استغاثة للحكومة". وكشف شربل أنه سيطرح فكرة تحويل طرابلس إلى منطقة عسكرية في اجتماع الأمن المركزي الذي سيعقد غداً في بعبدا.
إلا أن مصادر مواكبة للاجتماع نقلت لـ"إيلاف" أن وزير الداخلية أبلغ مجلس الأمن الفرعي بضرورة وضع حد للمعارك التي تتجدد كل فترة لافتاً إلى أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي طلب منه الوقوف على احتياجات أهالي المدينة استعداداً للطلب من "الهيئة العليا للإغاثة" التحرك للتعويض على المتضررين، كما أشارت المصادر إلى ان ميقاتي طلب من شربل تحضير كشوفات بهذا الخصوص يمكن إحالتها إلى الهيئة لتتحرك بموجبها.
نواب طرابلس وفعالياتها
في غضون ذلك، إلتقى نواب طرابلس وفعالياتها في منزل عضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر وأصدروا بعد الاجتماع بياناً شددوا فيه على ان استعمال طرابلس كصندوق بريد ساخن إنعكس على أمن المدينة واستقرارها ونموها، ورأوا أن صفحة المآسي التي خلّفتها الحرب قد ولّت من خلال تكريس السلم الأهلي، إلا أن الأوضاع تتجه مجدداً لخلفيات سياسية صعبة منذ عام 2007 ما ينعكس سلباً على الأوضاع في لبنان.
وأكد المجتمعون أن لا بديل عن الدولة وأمن الدولة مظلة وحيدة لكل الناس يجب اعتمادها بدل الأمن الذاتي. وقال النائب الجسر الذي تلا البيان باسم المجتمعين إن "السبيل الوحيد لفرض الأمن هو العدالة والحزم وسقف القانون، ولن نقبل بعد اليوم بالتراخي أو التمييز في معالجة الأمور بين منطقة أو أخرى". أضاف "نطالب رئيس الجمهورية أن يكون أسلوب التعامل لفرض الأمن في طرابلس جديا وحازماً".
مصادر من بين المجتمعين أخبرت "إيلاف" أن تململاً كبيرا ساد في البداية لا سيما من بعض ممثلي القطاعات الحيوية في طرابلس الذين عبّروا عن غضبهم من تردي الأحوال وانعكاساتها السلبية على اعمالهم. وأشارت المصادر إلى أن نائباً، رفضت تسميته، تحدث في الاجتماع مطالباً الحاضرين بالتمسك بالاتفاقات السابقة وشدد على ان الأمر الأول والأخير على الأرض يجب ان يكون للدولة لقطع الطريق على من يسوّقون معادلات الأمن الذاتي والمربّعات الأمنية.