بوتفليقة يؤكد ان الجزائر تريد علاقة "قوية وحيوية" مع فرنسا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الجزائر: اعلن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في مقابلة خطية حصرية مع وكالة فرانس برس ان الجزائر تريد "علاقة قوية وحيوية مع فرنسا" وذلك قبل ايام من زيارة ييقوم بها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى الجزائر.
ويزور هولاند الجزائر في 19 و20 كانون الاول/ديسمبر بدعوة من نظيره الجزائري لانعاش العلاقات المتوترة منذ استقلال هذه المستعمرة الفرنسية السابقة في 1962.
وقال بوتفليقة الذي نادرا ما يتحدث الى وسائل الاعلام، في المقابلة الخطية التي تسلمتها فرانس برس الاحد "الجزائر تؤيد اقامة علاقة قوية وحيوية مع فرنسا، على اساس كثافة الروابط والمصالح العديدة التي تجمع بلدينا".
وبدلا من الحديث عن معاهدة صداقة فرنسية جزائرية تقررت في 2003 مع الرئيس الاسبق جاك شيراك وتخلت عنها باريس بعد ذلك، رأى بوتفليقة انه "يجب بناء شراكة استثنائية لا تكون اشكالها هي المهمة بل استمراريتها هي الاساسية".
وقال "يجب بناء شراكة تصمد أمام التقلبات وتتعدى مجرد العلاقات التجارية التي يختزل فيها كل طرف الطرف المقابل الى مجرد سوق".
وشدد على "تكثيف الحوار على كل المستويات" وعلى اقامة شراكة "مربحة للجانبين" لتطوير الجزائر التي تعد 37 مليون نسمة وتعتبر اكبر بلدان افريقيا مساحة (أكثر من مليوني كلم مربع).
ويدعو بوتفليقة الى اقامة هذه الروابط في خضم العولمة التي اصبح فيها "ترابط الدول امرا لا مفر منه مهما تباعدت" جغرافيا.
ويريد بوتفليقة ايضا "تجاوز ثقل كبير" لم يحدده لكنه يشمل آثار 132 عاما من الاستعمار الفرنسي والحرب الدامية التي أدت الى استقلال الجزائر قبل 50 عاما تماما.
ولدى تطرقه الى نصف القرن المنقضي منذ الاستقلال، أكد الرئيس الجزائري "ضرورة ان تعمل الجزائر وفرنسا معا اذ ان الترابط بينهما كبير".
ويعيش في فرنسا اكثر من نصف مليون جزائري ويحمل مئات الالاف الاخرين الجنسية الفرنسية.
وفرنسا اول مزود للجزائر واول مستثمر في المشاريع خارج قطاع الطاقة في هذا البلد ورابع زبون بعد ايطاليا والولايات المتحدة واسبانيا.
ولم يتطرق بوتفليقة الذي يتطلع الى المستقبل، الى مسألة اعتذار فرنسا عن سنوات الاستعمار مثلما يطالب بعض الجزائريين. وقال في المقابلة الخطية التي كتبت باللغة الفرنسية "علينا ان نتعلم من تجاربنا السابقة بهدف تصحيح مسار تعاون وشراكة قابل دائما للتحسين".
وبشأن الاوضاع في شمال مالي الذي سيطرت عليه حركات اسلامية متطرفة بينها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، وحركة الجهاد والتوحيد لغرب افريقيا، قال بوتفليقة ان الارهاب في هذه المنطقة "تهديد شامل لا جنسية له ولا منطقة ولا ديانة".
واعتبر لذلك انه "من الطبيعي ان تتمتع مالي بدعم الاسرة الدولية للقضاء عليه"، وذلك ردا على سؤال عما اذا كانت الجزائر توافق على مساعدة من قبل فرنسا والولايات المتحدة لمكافحة الارهاب في شمال مالي.
وينتظر أن يصادق مجلس الامن الدولي قبل نهاية العام الحالي على قرار يجيز ارسال 3300 جندي غرب افريقي لازاحة الاسلاميين المتطرفين من شمال مالي.
وبخصوص الربيع العربي الذي اطاح عددا من حكام المنطقة، دافع بوتفليقة الذي انتخب سنة 1999 واعيد انتخابه مرتين، عن حق كل بلد في اختيار طريقه مذكرا بالاصلاحات السياسية التي باشرها منذ نيسان/ابريل 2011 ومن بينها الترخيص لاحزاب جديدة والاختراق الذي حققته النساء في الانتخابات التشريعية في ايار/مايو الماضي والمراجعة القادمة للدستور.
وقال بوتفليقة ان "مسار الاصلاح هذا لا رجعة فيه لانه يحظى بشبه اجماع لدى الطبقة السياسية والمجتمع المدني".