أخبار

ثورة صغيرة في عالم الانترنت... يوم كامل بلا بريد إلكتروني

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يحثّ بول لانكستر على العودة إلى الواقع يومًا واحدًا فقط في السنة، يقضيه الناس بلا بريد إلكتروني. تبدو دعوة مثمرة إنسانيًا ومستحيلة عمليًا، بعدما اختصرت كلمة "إنبوكس" حياة الفرد بكل تفاصيلها، وجردته من واقعيته وأحاسيسه وعلاقاته الاجتماعية. أعلن بول لانكستر، المقيم في بريطانيا، قبل عام إحياء يوم بلا بريد الكتروني، فنال اعلانه تغطية واسعة، ابتداءً من مواقع الكترونية معروفة وانتهاءً بصحيفة وول ستريت جورنال. كما لاقى الاعلان ترحيبًا واسعًا يشير إلى أن غالبية مستخدمي الانترنت لا يحبون البريد الالكتروني، بحسب موقع ذي نيكست ويب الذي نشر اعلان لانكستر.
وكان لانكستر أطلق في 11 تشرين الثاني (نوفمبر ) 2011 حملة عالمية يدعو فيها إلى يوم بلا بريد الكتروني، ليتمكن مستخدمو الانترنت من استثمار وقتهم في أعمال أكثر جدوى، كما قال في بيانه وقتذاك.
قُرئ البيان ونُشر على موقع تويتر، وكُتب عنه في المدونات، وجرى تبادله على نطاق واسع. ودعا لانكستر من يقرأون البيان إلى نشره بين اصدقائهم ومعارفهم، وحثّ على ثورة صغيرة أو ميني ثورة في عالم الانترنت، بالامتناع يومًا واحدًا في السنة عن فتح صندوق الرسائل الواردة على البريد الالكتروني. عودة إلى الواقع
اقترح لانكستر أن نتجاهل بريدنا الالكتروني في هذا اليوم، وألا ننظر إلى صندوق الرسائل الواردة أبدًا، وأن نفكر في أشياء أخرى يمكن أن ننجزها.
أما إذا كان لا بد من الاتصال بأحد، يحض لانكستر على الاستعاضة عن البريد الالكتروني "بوسائل تواصل الحياة الحقيقية للتفاعل مع من نريد الاتصال بهم وجهًا لوجه، أو نتصل بهم هاتفيًا لإسماعهم صوتنا والاستماع إلى صوتهم، أو حتى الجلوس وكتابة رسالة"، متسائلاً إن كان الانسان لا يزال يتذكر كيفية كتابة الرسائل بخط اليد.
كما يدعو لانكستر إلى تعميق أواصر العلاقات الاجتماعية في هذا اليوم، من خلال تبادل الزيارات، "أي أن نهرب لبعض الوقت من زحمة العمل ونعيد اتصالنا بالواقع الملموس بعيدًا عن العالم الافتراضي". إلا أنه يستدرك قائلًا: "من السذاجة الاعتقاد بامكانية انجاز شيء في عالم اليوم من دون البريد الالكتروني، حتى ليوم واحد". تذكير وتحدٍّ
روّج موقع ذي نيكست ويب للدعوة التي أطلقها لانكستر، على الرغم من أن إدارته متيقنة من خسارتها يومًا من المعلومات الاخبارية، إذ تصلها حصرًا عبر البريد الاكتروني، ومن أن الموقع سينقطع عن ممثلي الشركات والمستثمرين الذين يتواصل معهم كل يوم، فهم موزعون في مناطق مختلفة من العالم.
وهناك بالطبع قضية أخرى فاتت على صاحب الدعوة. فعندما يعود أي مستخدم في اليوم التالي إلى فتح صندوق الرسائل الواردة إلى بريده الالكتروني، قد يضطر إلى قضاء النهار كله في الاتصال بأشخاص ظلوا يتساءلون لماذا لم يصلهم أي رد على رسائلهم الالكترونية العاجلة.
على الرغم من ذلك، يبقى إعلان يوم بلا بريد الكتروني تذكيرًا مفيدًا بأن حياة الانسان أهم من الرسائل الالكترونية غير المقروءة في بريده الالكتروني. والسؤال الذي يُطرح بهذه المناسبة هو: من يجرؤ حقًا على الامتناع عن فتح صندوق الرسائل الواردة على بريده الالكتروني لمدة 24 ساعة كاملة؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف