أخبار

الجندي المتهم في قضية ويكيليكس يعامل كحيوان

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

فورت ميد (الولايات المتحدة): قال محامي برادلي مانينغ الجندي المتهم في قضية ويكيليكس في اخر مرافعة له لاسقاط التهم عن موكله ان ظروف اعتقال الجندي السابق القاسية اشبه بظروف "حيوان في حديقة حيوانات".

وقال المحامي ديفيد كومبس ان احتجاز مانينغ في سجن انفرادي ووضعه تحت المراقبة 24 ساعة واجباره على النوم عاريا في زنزالة صغيرة باستثناء 20 دقيقة في اليوم، هو "انتهاك واضح" لقانون العدالة العسكرية الاميركي. واضاف "ان الجندي مانينغ يمضي حياته في زنزانة مساحتها ثمانية في ستة أقدام".

جاء ذلك في المرافعات الختامية للدفاع والنيابة في نهاية مرحلة درامية من جلسات الاستماع التي تسبق المحاكمة. وقال "في كل لحظة من حياته يتعرض للمراقبة .. وكانه حيوان في حديقة حيوانات".

ويواجه مانينغ (24 عاما) مجموعة من الاتهامات من بينها "مساعدة العدو" من خلال تسريب مئات الاف الوثائق العسكرية والدبلوماسية الاميركية الحساسة الى موقع ويكيليكس الذي يديره جوليان اسانج.

واعتقل مانينغ في ايار/مايو 2010 بينما كان يعمل محللا استخباراتيا في منطقة قريبة من بغداد، واتهم باكبر تسريب لمعلومات محظورة في التاريخ.

وتم احتجاز مانينغ في سجن اميركي في الكويت لفترة وجيزة قبل ان يتم نقله الى كتيبة المارينز في كوانتيكو في فرجينيا في تموز/يوليو 2010.

وبعد تسعة اشهر، تم نقله في نيسان/ابريل الى سجن عسكري اميركي في فورت ليفنوورث في ولاية كنساس حيث تم السماح له بالاختلاط بسجناء اخرين في ظروف اعتقال غير مشددة.

وخلال جلسات الاستماع التي تسبق المحاكمة في فورت ميد في مريلاند، ركز الدفاع على محاولة اسقاط التهم على اساس ان ظروف اعتقال مانينغ في كوانتيكو كانت قاسية بشكل غير عادل.

وقال كومبس "لقد كان سجنا تعسفيا شهرا بعد شهر .. اذا كانت الظروف لا تستدعي ذلك فان ذلك يعني ان العقوبة كانت غير قانونية" ما يمكن ان يبرر اسقاط جميع التهم.

واستمعت المحكمة الى مجموعة كاملة من الاشخاص الضالعين في احتجاز مانينغ من رئيس السجن الى الحراس الذين كانوا يراقبونه اثناء وجوده في زنزانته.

وادلى المتهم نفسه بشهادته واقر بانه انهار في بداية فترة احتجازه وفكر في الانتحار، الا انه اضاف ان دعواته لتحسين ظروف احتجازه لم تلق اذانا صاغية. وقال "لم تكن لدي جوارب او ملابس داخلية أو اي قطعة ملابس، ولم تكن لدي نظارات". واشتكى بمرارة من الزي الذي اجبر على ارتدائه لمنعه من الانتحار وقال انه غير مريح مطلقا.

واثناء شهادته التي استمرت خمس ساعات، شابت شهادته الهادئة نفحات فكاهية حين تحدث عن القيود الشديدة والملل الذي عانى منه خلال اعتقاله قبل محاكمته في الكويت وكوانتيكو.

وتحدث الجندي ذو الوجه الطفولي عن كيف تم اجباره على الوقوف عاريا في زنزانته وكيف انه واجه ردود فعل غاضبة عندما استجوبه مسؤولو السجن.

وشهد طبيب نفساني تابع للجيش الاميركي ان اجراءات "منع اصابة المعتقل" الشديدة "ليست منطقية" وان القادة تجاهلوا تماما نصيحته في وقت سابق برفع اجراءات مراقبة المعتقل المشددة لمنعه من الانتحار.

الا ان المحكمة استمعت لشهادات تقول ان مانينغ صنع حبل مشنقة من ملاءة سرير في الكويت وكتب انه يفكر بالانتحار. واصر مانينغ على ان مثل هذه الافكار راودته على الدوام الا انه لم يخطط مطلقا لتنفيذها.

ودافعت النيابة عن ظروف الاعتقال الشديدة رغم انهم أقروا ان مانينغ قد احتجز بشكل غير مناسب لاسبوع واحد لمراقبته خوفا من انتحاره وانه يجب احتساب تلك المدة من فترة سجنه.

وفي الختام اكد المدعي اشدين فين ان تجريد مانينغ من ملابسه الداخلية على سبيل المثال، يتماشى مع القوانين الحكومية، وانه تم القيام به "لسبب مشروع وهو السلامة والامن".

واضاف "لقد كان ذلك خيارنا الوحيد والا فالخيار الاخر هو وضعه تحت المراقبة لمنعه من الانتحار وهي الخطوة الاقسى". ولم تحدد القاضية العسكرية الكولونيل دينيز ليند التي تتولى قضية مانينغ موعد اصدار الحكم. وفي حال ادانته يمكن ان يمضي مانينغ بقية حياته في السجن المؤبد.

ومن المقرر اجراء الجلسة التالية التي تسبق المحكمة في 8 كانون الثاني/يناير. ويتوقع ان تجري المحاكمة في القضية بكاملها في اذار/مارس الا في حالة اسقاط التهم وهو الامر غير المرجح.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف