قراؤنا من مستخدمي إنستجرام يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام إضغط هنا للإشتراك
الثورة التي انطلقت سلمية في سوريا، سعيًا لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، تخلت عن سلميتها، وصار العمل العسكري هو السمة الأبرز، ردًا على وحشية قوات النظام التي جرّت البلاد إلى حرب شاملة.دمشق: بعد عشرين شهرًا على انطلاق حركة احتجاج شعبية تقمع بالقوة وتحولت الى ثورة مسلحة، باتت وعود الربيع العربي بعيدة كل البعد في سوريا. وان لم تنطفئ شرارة الثورة، تحولت الحركة الشعبية والسلمية ضد نظام بشار الاسد شيئاً فشيئًا الى حرب دامية، ردًا على وحشية القوات الحكومية. وحارب مقاتلو المعارضة الذين يحظون بدعم الغالبية السنية، ببنادق مهربة أو تم شراؤها من ضباط فاسدين. وباتوا اليوم يسيطرون على قسم كبير من المناطق الريفية وبعض المدن بحسب مراسل فرانس برس. وفي شمال غرب البلاد اصبحوا على وشك السيطرة على منطقة شاسعة تمتد من حلب (شمال)، حيث تدور حرب شوارع لم تحسم بعد، حتى الحدود التركية. وامتدت حركة الاحتجاج الى شرق البلاد لكن المعارك اقتربت خصوصًا من دمشق، حيث يشن الجيش النظامي عمليات واسعة ضد "الارهابيين"، التسمية التي يطلقها النظام على مقاتلي المعارضة. وبات الشيخ توفيق زعيم الحزب الاسلامي النافذ في حلب، مقتنعًا بأن "النظام يضعف اكثر واكثر يومًا بعد يوم". ويرى أنها "بداية النهاية". والنظام الذي عجز عن استعادة المناطق التي خسرها، تخلى عن الارياف وكثّف الدفاع عن العاصمة والمدن الكبرى والمحاور الاستراتيجية وتقوية المنطقة العلوية على ضفاف البحر الابيض المتوسط. وتقصف القوات الحكومية القرى والاحياء المتمردة غير آبهة بالضحايا المدنيين. وامام مراسل فرانس برس قضى اكثر من اربعين شخصاً بينهم 22 طفلاً في 18 تشرين الاول/اكتوبر في معرة النعمان تحت انقاض مبنى ألقت عليه طائرة ميغ قنبلة. وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، قضى 42 الف شخص معظمهم من المدنيين منذ اندلاع حركة الاحتجاج في سوريا في اذار/مارس 2011. وفر مئات آلاف السوريين من بلادهم، وفي بلدة اطمة ينتظرون وسط اشجار الزيتون قرب الاسلاك الشائكة عند الحدود التركية لعبورها. وفقدت الاسرة الدولية الامل في ايجاد حل تفاوضي لوقف اعمال العنف في سوريا وتعلم دمشق جيدًا أنه يمكنها الاعتماد على دعم حليفيها الروسي والايراني. ولا يزال الجيش السوري المتفوق بعتاده وعديده، قادرًا على تنفيذ عمليات على نطاق واسع. الا أن سلاح الجو السوري قد يخسر تفوقه بسبب استخدام مقاتلي المعارضة صواريخ مضادة للطائرات. وفي نهاية تشرين الثاني/نوفمبر شهد مراسل فرانس برس لحظة تاريخية عندما اسقط الثوار مقاتلتين سوريتين خلال 24 ساعة في شمال غرب البلاد بصواريخ ارض-جو "ضبطت من العدو"، على حد قولهم. واصبحت لمقاتلي المعارضة اسلحة خفيفة وذخائر لكنهم لا يزالون يفتقرون الى المعدات الاكثر تطوراً. واختارت المعارضة استراتيجية تقضي بقطع خطوط التموين وتضييق الخناق على المدن الكبرى ومحاصرة الثكنات المعزولة. ونظم مقاتلو المعارضة انفسهم بشكل افضل وشكلوا وحدات مدعومة بمئات المتطوعين الاجانب، لمحاربة العسكريين والشبيحة وعناصر المخابرات. لكن الاشهر الستة الاخيرة شهدت تصاعد النزعة الاسلامية في صفوف المعارضة وبروز جبهة النصرة المتهمة بأنها فرع تنظيم القاعدة في سوريا. وقد تفرض منظمة جبهة النصرة نفسها على كافة خطوط الجبهة. ففي العاشر من كانون الاول/ديسمبر استولى جهاديو جبهة النصرة ومجموعات مرتبطة بها على قاعدة الشيخ سليمان آخر معاقل الجيش في غرب حلب. وقبل يوم شاهد صحافي علم الاسلاميين يرفرف فوق احد المباني. وقال عضو في الجيش السوري الحر إن "الاسلاميين باغتوا مقاتلي الجيش السوري الحر وهاجموا مساء السبت الثكنة". ويثير مقاتلو جبهة النصرة المنظمون جيدًا، اعجاب العديد من السوريين الذين باتوا يعتبرون أن كتائب الجيش السوري الحر "فاسدة". وجذبت جبهة النصرة التي تضم سوريين اساساً، العناصر المتشددة في المعارضة بينهم جهاديون اجانب. وينذر حقدهم "للكفار" وتطرف النظام السوري الذي يستخدم الأداة الطائفية، بـ "لبننة" النزاع في سوريا.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
أقنعوني
أبو وسام -
إذا استطاع أحد أن يقنعني أو يقنع أي شخص عاقل بأن الدول الممولة للمعارضة المسلحة السورية مثل قطر والسعودية تفعل ذلك بوازع إنساني ولأن نظام الأسد "وحشي" سأتفق مع كل كلمة تقولونها.
تدمير دولة عربية.
Ali, Alex -
راهن معظم الحكام العرب على نهاية سريعة لنظام الأسد بعد توقعهم بتدخل الناتو كما حدث فى ليبيا وأرادو أن يكونو فى مع الجانب الفائز, حتى قطر وحماس أصدقاء الأسد المقربين أنقلبو علية, وحتى مرسى تخلى عن دور مصر الحيادى التقلدى كالدولة المضيفة للجامعة العربية,, لم يتدخل الناتو وبعد أن أغلق العرب الأبواب فى وجه أى مصالحة وطنية وضعو النظام والمعارضة فى سوريا بين خيار ياقاتل يامقتول, والنتيجة حرب أهلية شرسة ودمار شامل وأكتفى الأعراب بمؤازرة السوريين بالجهاد على طريقتهم بالزواج من القاصرات السوريات وبأرسال الأنتحاريين على نفقتهم ليزيدو من مآسى الشعب السورى ويفقدو المعارضة قدر كبير من الدعم الدولى..
أقنعوني
أبو وسام -
إذا استطاع أحد أن يقنعني أو يقنع أي شخص عاقل بأن الدول الممولة للمعارضة المسلحة السورية مثل قطر والسعودية تفعل ذلك بوازع إنساني ولأن نظام الأسد "وحشي" سأتفق مع كل كلمة تقولونها.
كنت من المعارضين
Elia -
لنظام بشار الدكتاتوري . ولكن بعد أن رأيت كيف تعذب الميليشات المسلحة "المعارضة" المجنديين السوريين وتقتلهم وتقطع رؤؤسهم وتخطف المدنيين على الهوية وتضعها تصوير كل هذه الأعمال الشنيعة على اليوتيوب والإتلاف الوطني يدافع عن هذه الجماعات المرتزقة الإرهابية التابعة للجيش الحر والتي بدورها تنفذ أوامر تركيا, فأنا أصبحت ضد الثورة البربرية. وأتمنى ان يبقى بشار في الحكم مع اني لا أحبه
كنت من المعارضين
Elia -
لنظام بشار الدكتاتوري . ولكن بعد أن رأيت كيف تعذب الميليشات المسلحة "المعارضة" المجنديين السوريين وتقتلهم وتقطع رؤؤسهم وتخطف المدنيين على الهوية وتضعها تصوير كل هذه الأعمال الشنيعة على اليوتيوب والإتلاف الوطني يدافع عن هذه الجماعات المرتزقة الإرهابية التابعة للجيش الحر والتي بدورها تنفذ أوامر تركيا, فأنا أصبحت ضد الثورة البربرية. وأتمنى ان يبقى بشار في الحكم مع اني لا أحبه
الأسد يبتز وواشنطن تبتز
SOORYOON FOR EVER -
لا يزال النظام السوري المجرم يراهن على إجرام العالم كله بحق الشعب السوري، ولا يزال النظام القاتل يراهن على فشل العالم كله وقيمه في التعاطي مع الثورة السورية، ولا يزال القاتل ابن القاتل يحاول ابتزاز العالم كله من خلال الكيماوي ما دام هو الخط الأحمر الوحيد وهو الخط الذي تتفق عليه حتى روسيا أعداء الأمة فضلا عن الأميركيين المجرمين .. وبالتالي فما دونه مسموح به، وبالتالي فبإمكان النظام السوري تجربة كل ما هو دونه من قنابل حارقة تنشطر إلى خمسين قنبلة في الجو وتخلق منطقة حارقة بمساحة ملعب بلدي .. وكل هذا لم يحرك أدعياء الانسانية في العالم كله الذين اجتمعوا بالأمس في مراكش .. فراحوا يتسابقون في إدلاء المعلقات التي لا علاقة لها بمعاناة وعذابات الشعب السوري المسكين الذي يئن تحت الباطنيين وضرباتهم مستعينين بصمت العالم وتوطؤ بعضه .. طبعا باستثناء بعض المواقف المشرفة ولكن اللفظية التي لم تنتقل بعد إلى الناحية العملية.....لنستذكر أن آخر أيام الاحتلال السوفياتي لأفغانستان كان استخدام صواريخ سكود ولكن لم تفت في عضد المجاهدين الأفغان وبالتالي فالعالم يكسب من وراء استخدام هذه الصواريخ بتدميرها على رؤوس الشعب السوري بدلا من أن تبقى في أيدي الثوار غدا خشية من استخدامها ضد بني صهيون .....واشنطن مهمومة وتبتز الائتلاف بقضية جبهة النصرة ووضعها على قائمة المنظمات الإرهابية وهو ما رفضه الائتلاف واعتبره قرارا خاطئا ومتسرعا ودعا إلى مراجعته وكذلك فعلت جماعة الإخوان المسلمين .. الشعب السوري يُذبح ويقتل والمجرمون الأميركيون مهمومون بمسألة جبهة النصرة .. اللهم نصرك الذي وعدت ونصرا بلا تدخل من أحد .