مجلس الشيوخ الاميركي يختتم تحقيقا استمر اكثر من 3 سنوات حول التعذيب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: خلصت لجنة في مجلس الشيوخ الاميركي الخميس بعد ثلاثة اعوام ونصف عام من التحقيقات الى ان استخدام "تقنيات الاستجواب مشدد" من قبل وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) بحق موقوفين في قضايا تتعلق بالارهاب كان "غلطة فظيعة"، على ما اعلنت رئيسة اللجنة الخميس.
والتقرير الذي وضعته اللجنة، اضافة الى الخلاصات الـ20 التي تضمنها، سيبقى سريًا، وسيطلع عليه اولاً المسؤولون المعنيون في ادارة الرئيس باراك اوباما، قبل ان يصبح بالامكان رفع السرية عنه، وهو ما قد يستغرق اشهرًا عدة.
وقالت رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ دايان فاينشتاين في ختام جلسة مغلقة عقدتها اللجنة الخميس "انني على قناعة راسخة بان انشاء مواقع سوداء سرية لامد بعيد واستخدام تقنيات استجواب مشدد كان غلطة فظيعة". واضافت السناتورة الديموقراطية صاحبة النفوذ القوي ان "غالبية اعضاء اللجنة موافقة" على هذه الخلاصة.
واعتبرت فاينشتاين بصفة شخصية، ولكن استنادا الى نتيجة التحقيق، ان استخدام هذه التقنيات ولا سيما تقنية الايهام بالغرق لم يؤد الى انتزاع معلومات سمحت بكشف مكان اختباء اسامة بن لادن الذي قتل في هجوم شنته فرقة كوماندوس اميركية في باكستان في 2011، وذلك خلافا لما يدعيه فيلم اميركي يعرض هذا الشهر في الصالات الاميركية حول تصفية زعيم القاعدة.
وذلك يتعارض مع الفيلم "زيرو دارك ثيرتي" (ثلاثون دقيقة بعد منتصف الليل) للمخرجة كاثرين بيغلو الذي يروي وقائع اقتفاء اثر زعيم تنظيم القاعدة من قبل السي اي ايه، وصولا الى عملية تصفيته في هجوم شنته وحدة من القوات الخاصة الاميركية في باكستان.
وبحسب سيناريو الفيلم، تم الوصول الى مخبأ بن لادن من خلال معلومات حصل عليها المحققون من موقوفين تم تعذيبهم اثناء استجوابهم.
ويثير الفيلم الذي يبدأ عرضه هذا الشهر الكثير من الاهتمام اذ تمكنت المخرجة من الاطلاع على الكثير من الوثائق السرية ومقابلة العديد من المسؤولين في ادارة اوباما لاخراج فيلمها.
ووافق اعضاء اللجنة باكثرية تسعة اصوات مقابل ستة على هذا التقرير الواقع في ستة الاف صفحة تعرض بالتفصيل لحالات جميع المعتقلين الذين استجوبتهم السي آي ايه و"الظروف التي اعتقلوا فيها وكيف تم استجوابهم والمعلومات الفعلية التي ادلوا بها"، كما اوضحت السناتورة.
وصوت جميع اعضاء اللجنة الجمهوريين باستثناء واحد ضد التقرير، ما يعكس الجدل الكبير الذي لا يزال يثيره موضوع تقنيات الاستجواب هذه.
ودرست اللجنة اكثر من ستة ملايين صفحة من الوثائق الخاصة بالسي آي ايه ووكالات استخبارات اخرى، ما جعل من هذا التحقيق "احد اعمال الرقابة الاكثر اهمية في تاريخ الولايات المتحدة"، بحسب فاينشتاين.
ويطالب الجمهوري جون ماكين المرشح السابق للبيت الابيض الذي هزمه اوباما في انتخابات 2008 واحد اشد معارضي التعذيب، بنشر نتائج التحقيق "حتى يطلع الاميركيون بانفسهم على الحصيلة".
وكتب في رسالة الى زملائه "ما اطلعت عليه يؤكد ما كنت على قناعة به دوما، وهو ان المعاملة القاسية واللاانسانية والمذلة للمعتقلين ليست خطأ من حيث المبدأ ووصمة على ضمير بلادنا فحسب، بل هي كذلك وسيلة غير مجدية وقليلة المصداقية للحصول على معلومات".
واعتقلت السي اي ايه بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 عشرات الاشخاص الذين يشتبه بارتباطهم بالقاعدة واستخدمت عشرة "تقنيات استجواب مشدد" يصفها العديد من منتقديها بالتعذيب.
ومن هذه الوسائل الحرمان من النوم وتعرية المعتقل وايهامه بالغرق. وقد طبقت هذه الوسيلة الاخيرة 183 مرة على خالد شيخ محمد الذي اقر بانه العقل المدبر لاعتداءات 11 ايلول/سبتمبر، اثناء اعتقاله في سجن سري للسي اي ايه في بولندا بين 2003 و2006.