النواب الألمان يوافقون على نشر صواريخ باتريوت في تركيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
برلين: وافق النواب الالمان الجمعة باغلبية واسعة جدا على ارسال صواريخ باتريوت الى تركيا لحماية هذا البلد من تهديدات سورية محتملة في اطار مهمة لحلف شمال الاطلسي. ويفتح هذا التصويت الطريق لنشر المانيا بطاريتي صواريخ وحتى 400 جندي الماني في جنوب تركيا، بطلب من انقرة.
ووافق مجلس النواب (البوندستاغ) على القرار بـ461 صوتا مقابل 86 عارضوه وامتناع ثمانية نواب عن التصويت. وباستثناء اليسار الراديكالي، اعلنت كل الطبقة السياسية في المانيا موافقتها على النص. وكانت الحكومة الالمانية وافقت الاسبوع الماضي على ارسال بطاريتي صواريخ باتريوت الى تركيا وتتوقع نشر ما يصل الى 400 جندي الماني لحماية هذه الدولة من تهديدات سورية محتملة. ويخضع الجيش الالماني لسلطة مجلس النواب.
من جانبها، تعتزم الولايات المتحدة نشر بطاريتي صواريخ باتريوت و400 جندي في تركيا من اجل تعزيز دفاعات هذا البلد الحليف بينما يزداد عنف المواجهات في النزاع الدائر في سوريا المجاورة. وهذا القرار يندرج ضمن جهود للحلف من اجل تعزيز الدفاعات الجوية التركية ازاء التوتر المتزايد على الحدود مع سوريا، خصوصا وان تركيا تؤيد قوات المعارضة التي تخوض نزاعا مسلحا ضد النظام السوري.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية جورج ليتل ان بانيتا وقع الامر قبل ان تحط طائرته في قاعدة انجيرليك في جنوب تركيا، بعد جولة شملت افغانستان. واضاف المتحدث ان "بانيتا وقع الامر بينما كنا في الطريق الى تركيا. وينص الامر على نشر بطاريتي صواريخ باتريوت و400 عسكري لدعم القوات التركية"، مشيرا الى ان العملية ستتم في الاسابيع المقبل.
وتابع ليتل ان تركيا "حليف مقرب" وان الادارة الاميركية مستعدة للمساهمة في الدفاع عن اراضيها ضمن الحلف الاطلسي. ورحب حلف شمال الاطلسي بقرار واشنطن. وقالت المتحدث باسم الحلف اوانا لونجيسكو "نرحب بمساهمة الولايات المتحدة عبر نصب بطاريتين لصواريخ باتريوت. كما نرحب بقرار المانيا وهولندا نصب بطاريتين لكل منهما" ورات في ذلك دليلا على "الالتزام القوي بلحمة وامن الحلف".
وردا على اسئلة الصحافيين بحضور مئتي جندي اميركي في قاعدة انجيرليك حيث تنتشر قوات جوية اميركية تحت قيادة الحلف الاطلسي وتركيا، اعلن بانيتا ان تدمير الترسانة الكيميائية للنظام السوري "تطرح تحديا". وقال "الامر ليس سهلا اذ ليس من الممكن التوجه الى هناك وتدميرها"، لان ذلك سيولد دخانا ساما.
وتابع بانيتا "علينا ان نعمل بحيث لا يتم استخدام (الاسلحة الكيميائية) ولا تقع بين الايدي الخطا". واضاف ان الولايات المتحدة "تعمل مع تركيا والاردن واسرائيل لمحاولة متابعة ما يحصل"، بخصوص هذه الاسلحة في سوريا.
واضاف بانيتا ان بلاده يجب ان تكون مستعدة لكل الاحتمالات. وتابع "لا يمكن تصور ان يقوم نظام بذلك بحق شعبه لكن التاريخ يعج بقادة مماثلين اتخذوا قرارات شبيهة مروعة". ومضى يقول "علينا ان نكون مستعدين لكل الاحتمالات .. ونحن نقيم كل الامكانات".
ويتزامن القرار مع تزايد المخاوف من ان يلجا النظام السوري الى اسلحة كيميائية ضد قوات المسلحين بعد تقارير اميركية عن اطلاق النظام السوري صواريخ سكود في الايام الاخيرة. وحذر القادة الاميركيون والاوروبيون نظام الاسد من استخدام ترسانته من الاسلحة الكيميائية معتبرين ان ذلك يشكل "خطا احمر" سيؤدي الى رد دولي عسكري. وتعهدت تركيا بالدفاع عن اراضيها بعد ان ادى اطلاق نار عبر الحدود الى اصابة خمسة مدنيين اتراك وذلك بعد اسقاط مقاتلة تركية.
وانتشر استخدام صاروخ باتريوت في العام 1991 خلال حرب الخليح عندما نشرت هذه الصواريخ لحماية القوات الاميركية وحلفائها من صواريخ سكود العراقية. وبات من السهل التعرف على منصات اطلاق هذه الصواريخ بشكلها المربع لكثرة الصور التي اوردتها قنوات التلفزيون. وطورت شركة لوكهيد مارتن منظومة الدفاعات الصاروخية الاميركية.
ووصل بانيتا الى تركيا في محطة قصيرة بعد زيارة استمرت يومين الى افغانستان حيث اجرى مشاورات مع القادة حول انتشار القوات الاميركية في المستقبل. وغادر بانيتا القاعدة عائدا الى الولايات المتحدة بينما لم تستمر زيارته سوى ساعة واحدة.
الا ان جولة بانيتا تخللها هجوم انتحاري في قاعدة جوية في قندهار بجنوب افغانستان بعد اقل من ثلاث ساعات على زيارته لقاعدة الحلف الاطلسي هناك الخميس. وقتل جندي اميركي في الهجوم واصيب ثلاثة اخرون بجروح في الهجوم. واصيب 17 مدنيا افغانيا وجندي افغاني بجروح عندما فجر الانتحاري سيارته المفخخة بالقرب من القاعدة الجوية الكبيرة على مشارف مدينة قندهار.