قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بلومفونتين (جنوب أفريقيا): رئيس جنوب افريقيا الذي اعيد انتخابه للتو على راس المؤتمر الوطني الافريقي لولاية جديدة من خمس سنوات، شخصية مثيرة للجدل وغامضة، ومحام يتمتع بكاريزما وسحر استطاع مقاومة كل الفضائح، لكن يصعب متابعة خطه السياسي. "جي زد" البالغ من العمر 70 عاما، اصبح الرئيس الرابع لجنوب افريقيا في مرحلة ما بعد الفصل العنصري اثر انتخابات 2009. ولقد تسلم بشكل فظ زعامة حزب المؤتمر الوطني الافريقي في نهاية 2007 عبر ازاحة ثابو مبيكي المميز الذي كان اقاله من نيابة الرئاسة قبل سنتين بسبب مزاعم بالفساد. وعندما وصل الى السلطة، بدا زوما كانه حصل على هذا المنصب باعجوبة. وكانت النيابة --بطريقة تدعو الى الدهشة كما قال معارضوه-- اسقطت الملاحقات بحقه قبيل انتخابات 2009، في حين كان متهما بطلب رشاوى لشراء اسلحة من مجموعة تاليس الفرنسية. وحكم على مستشاره المالي في هذه القضية. وتمت تبرئته ايضا في محاكمة بتهمة الاغتصاب في 2006 لكنها لم تمر من دون اثارة السخط في البلاد عندما قال انه استحم لتفادي الاصابة بالايدز على اثر علاقة جنسية غير محمية مع شابة حاملة لفيروس الايدز هي ابنة صديق له. ورغم مسيرة من النكسات القضائية، لم يتخل عنه انصاره على الاطلاق منددين على الدوام بانه ضحية مؤامرة سياسية حيكت ضده، ومرددين اغنية الحرب التي كان يرددها في سنوات النضال: "احضر لي بندقيتي". ووصل زوما الى السلطة مستندا الى مساعدة الجناح اليساري في المؤتمر الوطني الافريقي والنقابات التي قللت من فعاليتها الادارة الليبرالية جدا في عهد ثابو مبيكي الذي ينظر اليه على انه غير متحمس ونخبوي واستبدادي. وجاكوب زوما الذي يقول ان اصوله من الزولو، وهو راقص كبير ومغن مميز اثناء اللقاءات السياسية، عرف كيف يحرك الحشود. لكن زوما الرئيس عرف ايضا كيف يهدىء جمهوره مع خطابات طويلة جدا. ومنذ توليه السلطة، اصاب بالخيبة عددا من انصاره عندما لم يبدل الاتجاه نحو اليسار كما هو متوقع رغم ان بعض خطاباته بدت ثورية. وزوما الاقل ليبرالية من مبيكي بشكل واضح وانما من دون خط اقتصادي محدد، ينزع نحو تجاهل الشؤون اليومية لحساب البرامج الكبيرة على المدى الطويل في مجال بناء البنى التحتية. وزوما الذي كان شخصا غير مرغوب فيه في جنوب افريقيا ما بعد الفصل العنصري، شهد سرقة دوره من قبل سياسيين اخرين امثال الشاب يوليوس ماليما الذي اصبح خصمه اللدود بعد ان كان في حمايته. وشهدت رئاسته اسوأ مجزرة منذ نهاية مرحلة الفصل العنصري عندما قتلت الشرطة 34 من عمال المناجم المضربين في اب/اغسطس في مريكانا (شمال). والفضائح لم تتوقف مع ذلك. وزوما متهم خصوصا بانه اراد ان يعيد القضاء والصحافة الى طريق الصواب. وتعرض اخيرا للانتقاد الشديد لانه اعاد تحديث منزله الكبير في نكاندلا في كوازولو-ناتال (شرق) على حساب المكلفين، في حين لا يزال ملايين المواطنين في جنوب افريقيا يعيشون في مدن الصفيح. وهو اول رئيس متعدد الزوجات في جنوب افريقيا له اربع زوجات و21 ولدا. وطلق نكوسازانا دلاميني-زوما التي اصبحت رئيسة مفوضية الاتحاد الافريقي. وراعي البقر الذي ولد في نكاندلا (شرق) في وسط منطقة الزولو في نيسان/ابريل 1942، هو عضو في حزب المؤتمر الوطني الافريقي منذ 54 عاما. وبعد ادانته بالتآمر في الانقلاب الذي نفذ في 1953، امضى زوما عشرة اعوام في سجن روبن ايلاند قبالة سواحل الكاب حيث اعتقل ايضا نلسون مانديلا. وهناك اكتشف شغفه في لعبة الشطرنج. ثم وضع هيكليات سرية لحزب المؤتمر الوطني الافريقي في منطقته الاصلية قبل ان يسلك طريق المنفى وخصوصا الى موزمبيق وسوازيلاند ثم زامبيا. وتولى قيادة استخبارات التنظيم في نهاية الثمانينات. وعاد زوما الى جنوب افريقيا في 1990 وشارك في مفاوضات العملية الانتقالية التي ستؤدي لاحقا الى الانتخابات الديموقراطية الاولى في 1994. وفور وصول المؤتمر الوطني الافريقي الى السلطة، اصبح "جي زد" وزيرا اقليميا للاقتصاد في كوازولو-ناتال، ثم نائبا لرئيس الجمهورية في 1999 حتى اقالته من هذا المنصب في 2005. والمفاوض النبيه بقي متجاهلا للانتقادات في الاشهر الاخيرة وظل يعمل من وراء الكواليس حتى ضمن فوزه الثلاثاء.