أخبار

هجمات جديدة على عاملين في حملة مكافحة شلل الأطفال في باكستان

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بيشاور: رفعت سلسلة جديدة من الهجمات الاربعاء الى ثمانية على الاقل عدد العاملين في حملة مكافحة مرض شلل الاطفال الذين قتلوا هذا الاسبوع في باكستان، فاضطرت منظمات دولية الى تعليق انشطتها الهادفة إلى استئصال هذا المرض الذي لا يزال منتشرا في البلاد.

وتكثفت الهجمات الاربعاء قرب بيشاور، المدينة الكبرى في شمال غرب البلاد قرب الحدود الافغانية والمناطق القبلية التي تعتبر ملاذا لحركة طالبان والمجموعات المرتبطة بالقاعدة المعارضة لحملات التلقيح ضد مرض شلل الاطفال كما قالت مصادر في الشرطة.

وقال مسؤولون في الشرطة لوكالة فرانس برس ان موظفة وسائقها قتلا برصاص مسلحين في شارسادا قرب بيشاور المدينة الكبرى في شمال غرب البلاد. وقالت مصادر طبية ان رجلا اصيب بجروح بالغة في الصباح توفي متاثرا باصابته. لكن الرجل كان في الواقع بين الحياة والموت مساء الاربعاء (بالتوقيت المحلي).

وفي تصريح لوكالة فرا نس برس، قال جراح الاعصاب عبد القادر "انه ميت سريريا، لكننا نبقيه على قيد الحياة عبر التنفس الاصطناعي". واضاف "سنقرر غدا (الخميس بتوقيت باكستان)" وقف التنفس عنه ام لا.

وفتح رجال مسلحون كانوا على دراجة نارية النار في اتجاه اربع نساء متطوعات يشاركن في حملة التلقيح قرب بيشاور لكن بدون اصابتهن. وقتل ثمانية اشخاص على الاقل يعملون من اجل حملة مكافحة شلل الاطفال في باكستان منذ بداية الاسبوع.

وردا على اعمال العنف هذه، علقت اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية اللتان تشرفان على حملة التلقيح هذه وتدعمانها، انشطتهما المرتبطة بحملة التلقيح ضد مرض شلل الاطفال في كل انحاء باكستان كما اعلن مسؤول لوكالة فرانس برس الاربعاء.

وقال ميشال كولمان الناطق باسم منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في اسلام اباد ان الوكالتين اللتين تشرفان على حملة التلقيح كانتا علقتا انشطتهما مساء الثلاثاء في اقليمين لكنهما وسعتا نطاق الاجراء ليشمل "كل انحاء" باكستان.

والسلطات الباكستانية التي تقدم متطوعين على الارض، علقت حملة التلقيح في اقليمي السند (جنوب) وخيبر باختونخوا (شمال غرب)، الوحيدين اللذين تأثرا بأعمال العنف.

ونددت يونيسيف ومنظمة الصحة العالمية بهذه الهجمات التي "تحرم السكان الفقراء في باكستان وخصوصا الاطفال من الرعاية الطبية الاساسية".

وبحسب ارقام منظمة الصحة العالمية فان 198 حالة شلل اطفال احصيت في باكستان السنة الماضية، وهي الاسوأ خلال عقد، و56 هذه السنة لا سيما في شمال غرب البلاد المنطقة التي تسكنها اتنية الباشتون والواقعة على خط جبهة "الحرب ضد الارهاب". اما فرنسا فدعت باكستان الى "ملاحقة منفذي هذه الهجمات الارهابية وتشديد الحماية لحملة" التلقيح هذه.

وفي باكستان لا يزال الاف الاهالي يرفضون تلقيح اطفالهم ضد الشلل الذي ما زال متفشيا في ثلاثة بلدان فقط في العالم، خصوصا بسبب الضغوط التي يمارسها بعض الائمة والمتمردين الاسلاميين.

وعبر ائمة علنا عن معارضتهم لهذا التلقيح معتبرين خطأ ان اللقاح يتضمن اثار لحم الخنزير ويؤدي الى اضعاف الخصوبة وان الحملة يمولها الغرب بهدف اضعاف المسلمين. وحظر قادة من طالبان اعطاء هذا اللقاح في الاراضي الخاضعة لسيطرتهم، متهمين العاملين في المجال الانساني بأنهم جواسيس، خصوصا منذ "قضية افريدي".

ففي 23 ايار/مايو الماضي حكمت محكمة باكستانية على الباكستاني شكيل افريدي بالسجن 33 سنة لمشاركته في حملة تلقيح مزيفة نظمتها وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) في ابوت اباد (شمال غرب) للتأكد عبر اخذ عينات للحمض الريبي النووي من افراد العائلة بان اسامة بن لادن كان موجودا فعلا في المكان الذي كانت تعتقد بانه موجود فيه.

وتلك الحملة اجريت في اذار/مارس 2011 قبيل العملية الخاصة الاميركية التي ادت الى مقتل زعيم تنظيم القاعدة في الثاني من ايار/مايو.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف