قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: اقتراحات قوانين، عرائض ودعوات الى "حوار وطني": المبادرات تتوالى بشكل غير مسبوق في الولايات المتحدة لتشديد قوانين حيازة الاسلحة النارية بعد المجزرة التي شهدتها مدرسة في نيوتاون (شمال شرق) وصدمت المجتمع الاميركي بأسره. وآخر هذه المبادرات اطلقتها عائلات ضحايا حوادث اطلاق النار وآخرها المجزرة التي ارتكبها شاب اطلق النار داخل مدرسة ابتدائية فقتل 26 شخصا بينهم 20 طفلا غالبيتهم في السادسة من العمر ثم انتحر. فقد تجمع الثلاثاء ذوو ضحايا هذه الحوادث امام الكونغرس في واشنطن في وقفة احتجاجية على التشريعات المتساهلة لحيازة الاسلحة النارية وقالوا للبرلمانيين "اوقفوا حمام الدم هذا". وبلغ عدد المحتجين امام الكونغرس حوالى 30 شخصا فقد كل منهم ابنا او بنتا او زوجة او حبيبا في سلسلة حوادث اطلاق النار التي شهدتها البلاد مؤخرا ولا سيما في جامعة فيرجينيا للتكنولوجيا (32 قتيلا) واورورا (12 قتيلا) وكولومباين (12 قتيلا) وانحاء اخرى كايلينوي وكاليفورنيا ونيويورك. ووجه هؤلاء رسالة مفتوحة الى الكونغرس طالبوه فيها ب"التحرك سريعا" وبايجاد "حلول ناجعة" لم يفصلوها. ووجه المجتجون الرسالة المفتوحة نفسها الى البيت الابيض ايضا، وذلك بمبادرة من منظمة "حملة برادي لمكافحة عنف الاسلحة" التي تدعو الى التشدد في قوانين حيازة الاسلحة. وقال رئيس المنظمة دان غروس خلال مؤتمر صحافي انه "يجب تعديل قانون حيازة الاسلحة فورا". واضاف "بالطبع لا يمكن منع كل العنف الناجم عن استخدام الاسلحة النارية في بلدنا ولكن بالتأكيد ان جزءا كبيرا من هذا العنف يمكن ان يمنع اذا ما اخذ الكونغرس اجراءات بسيطة لوقف تسلح الاشخاص الخطيرين". واذ شدد على انه لا يطالب باعادة النظر في التعديل الثاني للدستور الاميركي الذي اجاز للافراد حيازة الاسلحة، اكد غروس انه "يجب ان نجري حوارا وطنيا لايجاد حلول". ودعت عائلات الضحايا الى توقيع عريضة على موقع الكتروني اطلقوا عليه اسم "نحن افضل من هذا" في مبادرة سبقتها مبادرات كثيرة مماثلة منذ المجزرة المروعة التي شهدتها مدرسة نيوتاون. وعلى موقع "ساين اون دوت اورغ" توجد ثلاث عرائض على الاقل وقع عليها الاف الاشخاص تدعو اعضاء الكونغرس لاقرار هذه التشريعات، وبينها عريضة تدعى "اضبطوا الاسلحة الآن" وقد بلغ عدد الموقعين عليها 375 الف شخص. وتقول العريضة "كولومباين، ريد لايك، مينيسوتا، ايسيكس، فيرمونت، لانكاستر، اورورا، فيرجينيا تيك... كي لا نسرد القائمة باكملها. كم من الابرياء الاضافيين يجب ان يموتوا بسبب تعديل بال ويساء تفسيره". وهناك عريضة اخرى تتوجه الى لوبي الاسلحة القوي "ان ار ايه" ومؤيديه من اعضاء الكونغرس وغالبيتهم من الجمهوريين، وهي تطالبهم ب"وقف عرقلة تشريع عقلاني لضبط الاسلحة". وفي الواقع فان بعض اعضاء الكونغرس اخذوا هذه الحملة على عاتقهم. فالسناتورة الديموقراطية دايان فاينشتاين اعلنت الاثنين عن اقتراح قانون ستقدمه الى الكونغرس في الثالث من كانون الثاني/يناير ويحظر بيع ونقل وتصنيع واستيراد حوالى مئة نوع من الاسلحة النارية الهجومية بما فيها بنادق ومسدسات نصف آلية. والثلاثاء اعلن الرئيس باراك اوباما انه يدعم "بقوة" اقتراح القانون هذا. ولم يخف انصار التشدد في قوانين حيازة الاسلحة سعادتهم من تليين بعض اعضاء الكونغرس مواقفهم في ما يتعلق بهذا الملف. وفي هذا الاطار استخدم حاكم ولاية ميتشيغن الجمهوري ريك سنايدر الثلاثاء الفيتو لمنع صدور قانون يجيز للافراد حمل السلاح بشكل غير ظاهر في المدارس والكنائس ورياض الاطفال. والاثنين دعا السناتوران الديموقراطيان مارك وورنر وجو مانشين القريبين من لوبي الاسلحة "ان ار ايه" الى نقاش حول هذا الموضوع. وقال وورنر لشبكة "سي بي اس" ان "الوقت حان لان يتوقف هذا العنف". ولكن انصار التشريعات الحالية التي تجيز حيازة الاسلحة لا يبدو انهم بصدد التراجع قيد انملة عن مواقفهم، فاذا كان لوبي الاسلحة اعرب اخيرا عن حزنه لمجزرة نيوتاون، وذلك في بيان الثلاثاء، فان حاكم ولاية تكساس ريك بيري اكد من جهته انه يؤيد حق المعلمين في حمل اسلحة اذا ما كان لديهم ترخيص بذلك.