أخبار

موسم الحج إلى غزة.. دعم ودموع وصور تذكارية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يلتقط متضامنون من دول عدة صورا لضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وينفذون برامج دعم نفسي للأطفال، وكذلك يوثقون زيارتهم من خلال صور تذكارية خاصة بهم، فهل يستفيد القطاع من هذه الزيارات، أم أنها تحقق الشهرة لمنظميها فقط؟غزة: عبر بوابة معبر رفح الفاصلة بين قطاع غزة ومصر، تعبر بشكل شبه يومي وفود جديدة تحت شعار "التضامن" مع القطاع الذي تعرض لحرب اسرائيلية استمرت ثمانية أيام وقتل فيها أكثر من 150 فلسطينيا. ويجمع الوافدون إلى القطاع في تصريحات لـ"إيلاف" على أن هدفهم من الزيارات هو التضامن مع غزة، وتأكيد رسالة حبهم لفلسطين. ويوم الاثنين الماضي والذي حددته وزارة الأسرى للتضامن مع المعتقلين داخل السجون الإسرائيلية كان يوما غير اعتيادي من حيث الكمية والعدد الذي حضر للتضامن بشكل خاص مع المعتقلين الفلسطينيين لدى اسرائيل، لكن ما لفت انتباه الجميع هو الوفود العربية والأجنبية والآسيوية التي كانت متواجدة بشكل كبير للتعبير بطريقتهم الخاصة عن حبّهم لفلسطين . زيارات طال انتظارها"فلسطين بلد الألم" بهذه الكلمات بدأت الإندونيسية "خديجة 35عاماً" حديثها لـ"إيلاف" حول سبب زيارتها لغزة، وقالت"كنت منذ القدم أحلم بهذه الزيارة ولاسيما أنني كنت أشاهد على الدوام ما يقوم به الجيش الإسرائيلي بحق الفلسطينيينوالألم الذي يحدثونه ويتركونه في نفوس أطفال غزة ونسائها وشيوخها وشبابها". وتتابع "مجال عملي ساعدني في الإعداد لرحلة غزة فقد قمت بعمل قوائم متعددة لمن يريد أن ينضم إلينا من المسلمين وغير المسلمين من الاندونيسيين المتضامنين مع القضية الفلسطينية.واصلنا البحث والتجمع حتى شكلنا فريقا من 17شخصا من كلا الجنسين". وتواصل"أحضرنا معنا بعض الهدايا البسيطة لأطفال غزة بالتحديد الذين عاشوا الحرب الأخيرة مع إعداد برنامج متكامل للترفيه عن هؤلاء الأطفال الذين لا ذنب لهم في ما يحصل بين إسرائيل وحماس". وعن رحلة الوصول إلى غزة تتحدث خديجة بلغتها الانكليزية الطلقة"كانت رحلة محفوفة ببعض المخاطر، لأننا تواجدنا منذ انتهاء الحرب على غزة ببضع ساعات الأمر الذي شكل مخاطرة بالنسبة إلينا، حيث لم تكن التهدئة قد دخلت في حيز التنفيذ إلا منذ ساعات". وتتابع:" رأينا أطفالا وعائلات مدمرة ورأينا مشاهد مؤلمة جداً ما جعلنا نفكر أكثر في زيادة عدد هذه الوفود وتمديد فترة إقامتنا في غزة بهدف أخذ الصور وتوثيق ما جرى وإيصاله إلى لجان التحقيق الدولي المختصة بالقضايا الإنسانية وإنصافها". غزة حكاية سأرويها لكل الأميركيينوليس ببعيد عن المسلمة خديجة، تجلس جولي الفتاة الأميركية ذات 28 عاما من عمرها وابتسامة لم تفارق شفتيها وهي تستمع إلى أحد الأطفال الفلسطينيين الذي يتغني بشعار فلسطين. اقتربت مراسلة إيلاف منها وسألناها عن سبب زيارتها لمدينة غزة اتسعت ابتسامتها، وأجابت "أردت رؤية البقعة الصغيرة التي شغلت كل وسائل العالم بأخبارها طوال ثمانية أيام بسبب حربها مع الجيش الإسرائيلي الكبير". تقول جولي"غزة حكاية مختلفة عما نراه في أفلامنا وما يشاهده العالم، السكان هنا يعيشون واقعا مريرا جدا ومعاناة لا تنتهي بالمطلق". وتتابع"لا تنتهي حرب في فلسطين إلا وتبدأ حرب أخرى على الأبرياء، بالذات الأطفال الذين حينما أجرينا عليهم اختبارات الخوف وجدنا نسبا متفاوتة من الخوف، ومع ذلك عندما نتكلم مع هؤلاء الأطفال الذين عاشوا أيام الحرب تجدهم أقوياء لا يهابون شيئاً وهو ما أثار استغراب الفريق المرافق لي من الأطباء والصحافيين والذين يحملون الشهادات المختلفة". وعن الهدف من وراء الزيارة تُضيف"أضافت لي هذه الزيارة العديد من المهارات التي لم أكن أتوقع أن أتعلمها من بعض الفتية الصغار الذين يرسمون الأمل بطريقتهم الخاصة". وتابعت حديثها "في غزة تتعلم كيف تعيش ،وكيف تروي الحكايات بطريقتك أنت، ومع ذلك أتمنى أن لا تنتهي هذه الزيارة حتى يتسنى لي أن أجتمع بالناجين من العائلات التي قتلها الإسرائيليون". أما جولتها فتصفها ببضع كلمات قائلة"رأيت الناجي من مجزرة عائلة اسمها الدلو وآخرين من عائلة حجازي وقمت بتصوير بعض اللقطات التي سأوظفها في فيلمي القادم والذي سأسميه "غزة حكاية الحياة". وسالت دموعها بغزارة وهي تشير إلى طفل صغير من عائلة أبو زور يجلس بجانبها وتصفه بأنه بريء فلماذا قتلوا والدته الشابة؟ وجعلوه وحيداً في حياته منذ الصغر. وتختم "سأعطي قضية غزة جل اهتمامي وأقوم بنشر الصور المختلفة في الصحف والمحطات في أميركا هذا ما أستطيع تقديمه لهؤلاء الأبرياء ،وبعض المساعدات المالية التي وزعناها على أطفال وعائلات المنكوبين في حرب غزة.
غزة مختلفةالشاب "محمد بو علي" القادم من الجزائر والذي أتى ضمن الوفود التي تزور فلسطين من أجل التضامن يعبر "عن سعادته الشديدة بهذه الزيارة التي قام بها مع مجموعة من أصدقائه الناشطين في مجال حقوق الإنسان في العالم. محمد بو علي يقول لـ"إيلاف"زرتُ المئات من البلدان المنكوبة من الحروب والفيضانات وغيرها لكنني لم أجد أي اختلاف إلا حين أتيت إلى غزة في زيارة لم أكن قد أعددت لها .وتابع "فقد جاءت زيارتي مفاجئة، ودخلت غزة عن طريق معبر رفح السبت الماضي ضمن وفد جزائري مغربي ليبي لمساعدة منكوبي حرب غزة، على الدوام كنت أسمع عن مدينة صغيرة لا يمكن أن نراها على خريطة العالم، فقضاياهم الإنسانية لا تنتهي وعندما حضرت إلى هذه المدينة اكتشفت الكثير من الأشياء وتعلمت العديد من المعاني منها حب الحياة". وعن فحوى الزيارة يقول"جئنا لتحديد الأماكن التي تم تدميرها من قبل جيش اسرائيل وكذلك ذهبنا إلى وزارة الصحة وأخذنا عينات من الجرحى سنعرضها على المحاكم الدولية والعربية من أجل أن نحاسب القتلة الاسرائيليين". ويختم "فلسطين بحاجة إلى الاعمار وإعادة تأهيل سكانها من كل الجوانب، فما عاشوه من لحظات قاسية لا يمكن أن ينساها السكان ، لذلك أطالب باقي الوفود بالعمل على نشر قضية السكان الذين يعيشون في غزة وإيصال رسالتهم إلى كل العالم". أحدثت الوفود تغييرا جذرياالإعلامية أنوار هنية مديرة الإعلام الالكتروني في الثريا للاتصال والإعلام "تعتبر أن الوفود التي تزور غزة وان لم تقدم شيئا ماديا هي بمثابة مكسب كبير لغزة. وتتابع "أصبحت الوفود التي تزور غزة بمثابة حلقة وصل بين الغزيين والعالم الخارجي،فقد نجح الإعلام الجديد ومنه فايسبوك والتويتر في دعم قضية فلسطين عن طريق حث الأشخاص من مختلف الجنسيات إلى زيارة غزة للتضامن مع أهلها وسكانها. وتضيف:"هذا الأمر يعد مكسبا سياسيا واقتصاديا من كل النواحي بسببتنوع هذه الوفود من حيث الجنسيات والدرجات العلمية،ولكن أتمنى أن لا يصبح الأمر مجرد زيارة عابرة لالتقاط الصور التذكارية من غزة والصعود نحو سلم الشهرة بسبب هذه الزيارات". وتتابع "بعض الوفود قد أحدثت تغييرا جذريا وحقيقيا فقد ساهمت بحل بعض المشكلات لدى الأطفال من ناحية إعادة تأهيلهم وقد أسهمت أيضا بإعادة ترميم القطاعات الخاصة التي دمرها الجيش الإسرائيلي في غزة.". بينما يرى الدكتور رياض العيلة الخبير السياسي والإعلامي بأن قضية الوفود العربية والأجنبية إلى غزة قد ساهمت في إبراز الجانب الإنساني من القضية الفلسطينية للمشاهد العربي والأجنبي . ويتابع"من المهم أن نذكر في هذا الإطار أن أي وفد يزور القطاع هو مكسب حقيقي للقضية الفلسطينية مهما كانت التوجهات والديانات للشخصيات التي تأتي للتضامن".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
انتصارات ويأس وإفلاس
مجنون غير ليلى -

انتصر عبّاس وانتزع اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطين الوهمية وتحدّى أمريكا ليربح التاريخ لكنه خسر الجغرافيا وانطلقت اسرائيل لتقضم المزيد من أراضي الضفة والقدس وتبني المستوطنات . أما الحكومة الفلسطينية البائسة فتتوسّل الدول المانحة بعض المال لتدفع رواتب الوظّفين دون جدوى فأمريكا ترغب بتأديب السلطة الفلسطينية وربما القضاء عليها وهذه الدول تحجم عن المساعدة لأنها لا تريد إغضاب أمريكا . أما في غزة فقد انتصرت حماس وانطلقت القصائد الحماسية تشقّ عنان السماء وتحيي الصمود الأسطوري والتحدّي البطولي لكنّ النتيجة كانت إضافة أعداد من الأموات والثكالى واليتامى وألف عائلة فلسطينية جديدة بلا مأوى في برد شتاءٍ لا يرحم بينما تهرع الحكومة المقالة لقبض الثمن من ايران المفلسة دولارات بلون الدم . ألا يكفي انتصارات ؟ ألا يكفي معارك غير متكافئة ؟ أليس من الأفضل للفلسطيني المظلوم والمنكوب بقيادته أن يكون لاجئاً يعمل في أي بلد أجنبي يحترم حق الحياة من البقاء تحت رحمة شهوة الإنتصار التي تراود نفوس زعمائه المريضة ؟ وما هذا الوطن الموعود إذا كان لا يُقدّم سوى الآلام والدموع والخطابات الكاذبة للمواطن من دجّالين يتاجرون بدمه ويبيعون أحلامه بأبخس الأثمان ؟...

انتصارات ويأس وإفلاس
مجنون غير ليلى -

انتصر عبّاس وانتزع اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطين الوهمية وتحدّى أمريكا ليربح التاريخ لكنه خسر الجغرافيا وانطلقت اسرائيل لتقضم المزيد من أراضي الضفة والقدس وتبني المستوطنات . أما الحكومة الفلسطينية البائسة فتتوسّل الدول المانحة بعض المال لتدفع رواتب الوظّفين دون جدوى فأمريكا ترغب بتأديب السلطة الفلسطينية وربما القضاء عليها وهذه الدول تحجم عن المساعدة لأنها لا تريد إغضاب أمريكا . أما في غزة فقد انتصرت حماس وانطلقت القصائد الحماسية تشقّ عنان السماء وتحيي الصمود الأسطوري والتحدّي البطولي لكنّ النتيجة كانت إضافة أعداد من الأموات والثكالى واليتامى وألف عائلة فلسطينية جديدة بلا مأوى في برد شتاءٍ لا يرحم بينما تهرع الحكومة المقالة لقبض الثمن من ايران المفلسة دولارات بلون الدم . ألا يكفي انتصارات ؟ ألا يكفي معارك غير متكافئة ؟ أليس من الأفضل للفلسطيني المظلوم والمنكوب بقيادته أن يكون لاجئاً يعمل في أي بلد أجنبي يحترم حق الحياة من البقاء تحت رحمة شهوة الإنتصار التي تراود نفوس زعمائه المريضة ؟ وما هذا الوطن الموعود إذا كان لا يُقدّم سوى الآلام والدموع والخطابات الكاذبة للمواطن من دجّالين يتاجرون بدمه ويبيعون أحلامه بأبخس الأثمان ؟...