قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: تجد الجمعية الوطنية الاميركية للبنادق، لوبي الاسلحة الواسع النفوذ، نفسها مجددا في دائرة الاستهداف من الناشطين الذين يكافحون انتشار الاسلحة في الولايات المتحدة، وهو وضع تحسن عادة ادارته غير انه يبدو في غاية الدقة هذه المرة بعد الصدمة التي اثارتها مجزرة نيوتاون. وعند وقوع كل حادث اطلاق نار دام في الولايات المتحدة، تتجه الانظار الى الجمعية الوطنية للبنادق التي تعد اربعة ملايين عضو وتجسد بحد ذاتها التعديل الثاني في الدستور الذي يمنح كل اميركي الحق في حمل سلاح. لكن على اثر المجزرة التي جرت في مدرسة ساندي هوك الابتدائية واوقعت 26 قتيلا بينهم 20 طفلا، لزمت الجمعية الصمت اربعة ايام طويلة قبل ان تصدر بيانا مقتضبا تعلن فيه انها "مستعدة لتقديم مساهمتها للمساعدة على عدم تكرار هذا الامر بعد الان". واعلنت عن مؤتمر صحافي ينتظر بترقب شديد الجمعة في واشنطن. وعند كل حادث اطلاق نار، تقدم الجمعية تعازيها لكنها تبقى متمسكة بموقفها، الذي يؤكد على حق الاميركيين في حمل اسلحة والذي يرى ان الوضع لكان افضل لو كانوا يحملون اسلحتهم طوال الوقت، حتى في مواقع عملهم والمراكز التجارية. وجعلت الجمعية التي ترأسها لفترة نجم هوليوود تشارلتون هستون، من هذا الموضوع مبرر وجودها، وهي تعلن على موقعها انها "المدافع الرئيسي عن الحقوق المتأتية عن التعديل الثاني". والجمعية التي "تم الاعتراف بها بشكل واسع على انها قوة سياسية كبرى" تعرف عن نفسها على انها "منذ تاسيسها المنظمة الاولى في العالم التي تدرب على استخدام الاسلحة". واوضحت جيني كارلسون عالمة الاجتماع في جامعة بيركلي في كاليفورنا لوكالة فرانس برس ان "الجمعية الوطنية للبنادق تاسست عام 1871 كمنظمة عسكرية بعد الحرب الاهلية الاميركية" مضيفة انها "تلقت حتى مساعدات من الحكومة في تلك الفترة" لانه كان يترتب تدريب الناس على استخدام السلاح بعدما كشفت الحرب عن قلة كفاءتهم في هذا المجال. وتابعت الاستاذة الجامعية المتخصصة في مسالة الاسلحة في الولايات المتحدة ان الجمعية "لم تتعاط السياسة حتى العام 1975، التاريخ الذي اسست فيه فرعها الجمعية الوطنية للبنادق-معهد العمل التشريعي". فالجمعية متشعبة الى عدة فروع تقوم بنشاطات مختلفة بين تنظيم دروس وجمع الصيادين معا ونشر مجلات وجمع التبرعات وبث برامجها التلفزيونية الخاصة، وقد فتحت متحفا في مقرها العام في فيرفاكس بولاية فرجينيا (شرق) وتقوم بتثقيف وتوعية الشبان والنساء من ضمن انشطة عديدة شديدة التنوع. وقالت كارلسون ان الجمعية "تدرب 750 الف اميركي كل سنة، انها اكبر مدرب على امن الاسلحة، تقدم العديد من الخدمات للجمهور العريض. لذلك لا يفهم الذين لا يعيشون في العالم ذاته لماذا تحظى بدعمنا الى هذا الحد". وبنظر الذين يدعون الى تشريعات اكثر تشددا حول الاسلحة، فان الجمعية هي لوبي الضغط الاقوى الذي ينشط في اروقة الكونغرس في واشنطن ومختلف الولايات. ونجحت في عرقلة جميع المبادرات الرامية الى ضبط وتنظيم استخدام الاسلحة، كما ساهمت في فرض قوانين متساهلة حول الاسلحة النارية في 41 ولاية (بعدما كان عدد هذه الولايات ثلاثا فقط) واقرار العفو عن مرتكبي جرائم القتل في حال الدفاع المشروع عن النفس في 25 ولاية. وقال غريغ لي كارتر استاذ علم الاجتماع في جامعة براينت في ولاية رود آيلند الصغيرة (شمال شرق) "اذا ناقشنا تشريع حمل السلاح في مكتب صغير في رود ايلاند، يكون هناك ممثلون عن الجمعية الوطنية للبنادق في الاجتماع". لكن دوغلاس كيلنر من جامعة كاليفورنيا يرى انه سيتحتم على الجمعية ان تعتدل في مواقفها اذا ما ارادت الاستمرار لان "حتى اشد هواة الاسلحة النارية يعتبرون ان الوضع يتدهور".