محققو الأمم المتحدة: النزاع في سوريا أصبح طائفيًا بشكل واضح
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
جنيف: رأى محققو الامم المتحدة في تقريرهم الاخير حول سوريا ان النزاع في هذا البلد اصبح "طائفيا بشكل واضح"، مؤكدين ان "طوائف واقليات باكملها" باتت مهددة. وحذر المحققون كذلك من ان الجماعات الاسلامية المسلحة التي تشكلت حديثا تعمل بشكل استقلال عن الجيش السوري الحر الذي يعتبر القوة المسلحة المعارضة الرئيسية.
وقالت لجنة الامم المتحدة للتحقيق بشان سوريا في تقريرها من انه "مع اقتراب المعارك بين القوات الحكومية والجماعات المسلحة المعارضة للحكومة مع عامها الثاني، اصبح النزاع طائفيا بشكل واضح". وقال التقرير انه "مع استمرار النزاع، اصبحت الاطراف اعنف واصبح التكهن بتصرفاتها اصعب، ما ادى الى ان يصبح سلوكها ينتهك القوانين الدولية بشكل متزايد".
وبعد 21 شهرا من النزاع الذي يقول نشطاء انه اودى بحياة اكثر من 43 الف شخص "فان المخاطر اصبحت واضحة" بحسب التقرير الذي قال ان التوتر يظهر بشكل خاص بين السنة والشيعة في سوريا. واكد التقرير ان الوضع سيء الى درجة ان "مجموعات باكملها تواجه خطر اجبارها على الخروج من البلاد او التعرض للقتل داخل البلاد"، مضيفا ان "الطوائف تعتقد -- وهذا مبرر -- انها تواجه خطرا على وجودها، لذلك فان ضرورة التوصل الى تسوية تفاوضية اصبح ملحا اليوم اكثر من اي وقت مضى".
واوضح التقرير ان "الاقليات الاخرى مثل الارمن والمسيحيين والدروز والفلسطينيين والاكراد والتركمان اقحموا في النزاع".وقال التقرير ان هذه الاقليات ادخلت في دوامة الهجمات وعمليات الانتقام لدرجة انها اجبرت على الاختيار بين الفريقين وسمحت لنفسها ان تسلح من قبل الاطراف المتقاتلة.
الا ان التقرير شدد على ان "اوضح الانقسامات الطائفية هي بين الطائفة العلوية التي تتحدر منها معظم الشخصيات السياسية والعسكرية البارزة في الحكومة، والاغلبية السنية .. التي تدعم الجماعات المسلحة المناهضة للحكومة".
وقالت اللجنة انها تلقت "تقارير موثوقة" عن قيام مجموعات مناهضة للحكومة بمهاجمة العلويين، كما حصلت على شهادة واحدة تقول ان مسلحين قبضوا على جنود حكوميين قاموا باعدام العلويين من بينهم بينما احتجزوا السنة.
واخبر شاهد اخر من بصرى اللجنة كيف ان عناصر من المليشيا الشيعية قالوا انهم قتلوا جميع السنة في المنطقة. كما اشار تقرير الخميس الى ظهور جماعات اسلامية مسلحة بين قوات المعارضة قال انهم يعملون بمعزل عن الجيش السوري الحر.
واوضح التقرير ان بعض تلك الجماعات ترتطب بجماعات اسلامية ومتطرفة مثل جبهة النصرة التي صنفتها الولايات المتحدة منظمة ارهابية. وقال ان مقاتلين اجانب يرتبط العديد منهم بجماعات اسلامية، يتواجدون في العديد من انحاء البلاد بما في ذلك حلب التي شهدت اعنف المعارك في الاسابيع الاخيرة.
واضاف التقرير ان القوات الحكومية خفضت من المعارك البرية واستبدلتها بعمليات قصف تستهدف في بعض الحالات اهدافا مدنية. واشار التقرير الى ان النزاع "جلب على السكان المدنيين دمارا ومعاناة بشرية هائلين".
وتحدث عن عدد من المجازر والاعدامات التي يشتبه بانها وقعت ونيران القناصة واعمال التعذيب المنتشرة التي يمارسها الجانبان. وتشكلت اللجنة الدولية التي تضم اربعة اعضاء من بينهم المدعية العامة السابق لمحكمة الجزاء الدولية الخاصة بجرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة كارلا ديل بونتي، في اب/اغسطس 2011، الا انها لم تتمكن من دخول سوريا.
وزارت اللجنة الاردن ومصر في وقت سابق من هذا الشهر لدراسة الوضع، واجرت في السابق اكثر من الف مقابلة وتحدثت الى ضحايا والى اشخاص اعترفوا بمشاركتهم في اعمال العنف.
وقادت هذه المقابلات اللجنة الى الاستنتاج في اب/اغسطس الماضي بان النظام والقوات المعارضة المسلحة ترتكب جرائم حرب على ما يبدو. ونشر التقرير الخميس فيما كان اعضاء اللجنة الاربعة يزورون بروكسل لعرض النتائج التي توصلوا اليها.