المتمردون في أفريقيا الوسطى يعلقون عملياتهم في انتظار المفاوضات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بانغي: قرر تحالف المتمردين، سيليكا، الذي تمكن من السيطرة على عدة مدن في شمال افريقيا الوسطى في الايام العشرة الماضية، تعليق عملياته مع الاحتفاظ بمواقعه على الارض بغية "اعطاء فرصة للحوار" بينما افتتحت في نجامينا قمة مخصصة لهذه الازمة.
في المقابل، صرح وزير الاتصال التشادي حسن سيلا باكاري لوكالة فرانس برس ان المفاوضات التي كانت مقررة الجمعة في العاصمة التشادية بين المتمردين في تحالف سيليكا وحكومة بانغي لن تجرى اليوم، بدون ان يحدد موعدا لعقدها.
وكان وزير الاعلام التشادي صرح الخميس ان هناك "مفاوضات مقررة" الجمعة و"قد طلب منا المتنازعون الاضطلاع بدور لتسهيل" التفاوض.
وقال احد قادة المتمردين ميشال دجوتوديا لوكالة فرانس برس ان "التحالف قرر من جانب واحد تعليق العمليات الميدانية اعتبارا من مساء الخميس بغية اعطاء فرصة للحوار الذي نطالب به منذ بدء العمليات". واضاف "نطلب من رجالنا الاحتفاظ بمواقعهم على الارض وعدم القيام باستفزازات في انتظار بدء حوار صادق".
وتابع "ان وصول قوات تشادية دفعنا الى الاعتقاد بتدخل عسكري الى جانب القوات النظامية. لكن نظرا الى ان تشاد اعلنت بوضوح ان قواتها جاءت في مهمة فصل وليس لمهاجمتنا، نعلق العمليات وننتظر رد بانغي بخصوص بدء الحوار".
وكان يفترض ان تجري المفاوضات التي يطالب بها المتمردون في تشاد المجاورة التي قالت انها تلعب دور وساطة في الازمة رغم انها ارسلت جنودا هذا الاسبوع الى افريقيا الوسطى تلبية لدعوة حليفها الرئيس بوزيزي.
وكان المتمردون في افريقيا الوسطى رفضوا الخميس الانسحاب من المدن التي يسيطرون عليها منذ عشرة ايام في شمال ووسط البلاد تلبية لطلب الامم المتحدة، لكن تشاد اعلنت عن بدء مفاوضات الجمعة بين المتمردين وحكومة بانغي.
وقال دجوتوديا "نوافق على احتمال وساطة تشادية (...) لكننا لن ننسحب من المواقع الحالية على الارض حتى اجراء حوار صادق مع السلطة. وبهذه الطريقة فقط سنبقي الضغط على نظام بانغي. لم نقل مطلقا اننا سنزحف باتجاه مالي لكننا نطالب الرئيس بوزيزي بحوار صادق".
من جهته، دعا مجلس الامن الدولي الى وقف الاعمال العسكرية وطلب في بيان الاربعاء في نيويورك من المتمردين ان "يضعوا حدا للاعمال العدائية وان ينسحبوا من المدن التي استولوا عليها ويوقفوا زحفهم" الى بانغي، داعيا في الوقت نفسه الى حوار سياسي.
وفي الوقت نفسه ستستضيف نجامينا اجتماعا لرؤساء دول المجموعة الاقتصادية لدول افريقيا الوسطى حول هذه الازمة. والاجتماع المغلق "مخصص حصرا للازمة في افريقيا الوسطى والكونغو الديموقراطية"، على حد قول باكاري الذي اكد انه من غير المتوقع تنظيم محادثات بين السلطات والمتمردين في افريقيا الوسطى.
ويحضر القمة رؤساء افريقيا الوسطى فرنسوا بوزيزي وتشاد ادريس ديبي والغابون علي بونغو والكونغو دينيس ساسو نغيسو.وتضم هذه المجموعة ايضا انغولا وبوروندي والكاميرون والكونغو برازافيل وغينيا الاستوائية وتشاد وساو تومي وبرنسيب.
ومن الصعب تقدير عدد المتمردين وحجم المعارك، لكن من الواضح ان الفريقين يخوضان ايضا معركة اعلامية يحاول فيها كل طرف تضخيم انتصاراته. والمدن المعنية تقع بغالبيتها على طرق غير معبدة، ومدن لا تصلها الكهرباء وحيث يقل وجود الادارة او ينعدم.
وتعد افريقيا الوسطى التي يقدر عدد سكانها بخمسة ملايين نسمة من افقر دول العالم، وقد انخرطت منذ 2007 في عملية سلام بعد سنوات من عدم الاستقرار وحركات تمرد عديدة وانقلابات عسكرية مزقت نسيجها الاقتصادي ومنعتها من الاستفادة من ثرواتها الطبيعية.