أخبار

جسر 14 تموز البغدادي... مُعلق على صدور السياسيين ومُغلق في وجه المواطنين

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

في بغداد جسر معلق، مخصص للسياسيين وقاطني المنطقة الخضراء، ومغلق في وجه المواطنين، يُسبب إغلاقه زحامًا في الشوارع المحيطة، وفصامًا في ذاكرة البغداديين الذين فقدوا الأمل في عبوره.

عبد الجبار العتابي من بغداد: أسف مواطنون قاطنون في بغداد لاستمرار إغلاق الجسر المعلق، والزحام المروري الذي يسببه في الشوارع المتاخمة له، وتعطل مصالح الناس وتعكر حالتهم النفسية حين يطلون على الجسر المحاط بالحواجز الاسمنتية الصماء وبالجنود المدججين بالاسلحة. فهذا الجسر الجميل ليس صالحًا لاستخدام المواطنين، والمرور عليه مقتصر على السياسيين من سكان المنطقة الخضراء.

الأول في الأوسط

الجسر المعلق ببغداد من أجمل جسور المدينة. فهو تحفة فنية، والمكان من حوله يمتاز بالجمال، لكنه الآن عاطل عن العمل ولا يعبره الناس. ولا تختزن ذاكرته سوى المجنزرات والآليات العسكرية وسيارات الدفع الرباعي، فيما الناس غائبون عنه، لا يعرفهم ولا يعرفونه، ولغة الحوار بينه وبينهم يحكمها الشعور بالغبن، اذا أن النظرات لم تعد قادرة على تخطي الحواجز.

وجسر 14 تموز المعلق في تسميته الرسمية، أو الجسر المعلق كما هو متعارف عليه بين سكان بغداد، وهو أول جسر معلق في الشرق الأوسط، يربط منطقة كرادة مريم بمنطقة الكرادة الشرقية، وبالتحديد عند محلة الزاوية بمنطقة الرصافة، على جانبي نهر دجلة في بغداد، أنشأته شركة بلجيكية في اوائل الستينيات، وتم افتتاحه في العام 1964.

واكتسب الجسر أهمية أكبر بعد أن شيدت بجانبه مبانٍ رسمية للدولة العراقية، كالقصر الجمهوري وقاعة الخلد وغيرهما. وقد تعرض للتدمير الشامل في حرب الخليج الثانية في العام 1991 م، وأعيد بناؤه في العام 1995.

فقدوا الأمل

أكد مواطنون أن جسر 14 تموز المعلق وسط بغداد مغلق للسنة العاشرة، على الرغم من الحاجة الفعلية إليه، إذ يصل بين مراكز العاصمة، ما بين الكرخ والرصافة، ويؤدي إلى اتجاهات مختلفة تخفف من حدة الازدحام المروري، الذي يهيمن على صباحات بغداد ومساءاتها.

قالوا: "السير ممنوع تحت الجسر من ناحية شارع ابو نؤاس، حيث تضطر السيارات للنزول إلى شارع الكرادة، ومن ثم الصعود إلى شارع ابو نؤاس".

فقد المواطن شاكر حسن أمله بعبور هذا الجسر قبل أن يلاقي وجه ربه، "إلا اذا اصبح برلمانيًا أو شخصية سياسية كبيرة، وهذا مستبعد فلا عندي مؤهلات ولا أَهوَى السياسة".

أضاف: "هذا ليس حلمي وحدي، بل حلم يراود الكثيرين من أترابي".
أما الستيني ابو عباس فينظر إلى الازدحام قرب جسر الطابقين وعلى جسر الجادرية، "والناس تتأخر ساعات وتتعطل مصالحها، لكن لو كان الجسر المعلق مفتوحًا لكان الوضع أسهل".

محرّم على الشعب

شرطي مرور تحت الجسر، رفض الكشف عن اسمه، قال لـ"إيلاف" بعفوية: "الجسر المعلق مغلق لأن الأميركيين اغلقوه بعد أن دخلوا بغداد، وما زال مغلقًا يسبب الازدحام".

الطريق إلى الجسر المعلق لا يوحي بشيء من الامان، لا سيما للقادم من جسر الطابقين. فالحواجز الاسمنتية والجنود المسلحون يشيعون في النفس رهبة تمنع من التفكير بالعبور حتى مشيًا على الأقدام، فيما يتدحرج الخوف على الاسفلت الراكض إلى منطقة كرادة مريم. إنه غائب عن الوعي تمامًا، اذ لا خطى تمشي عليه ولا عجلات عادية تدوس أرضيته، وكأنه ليس جسرًا حقيقيًا مهمته أن ينقل الناس من هذا الصوب إلى الصوب الآخر.

يخاف علي عبد الكريم من النظر اليه حتى. يقول: "عشر سنوات اليوم، وهو مقطوع، فأصبح شكله مخيفًا بحواجزه وأسلحته وعسكره، فلا نرى عليه الا السيارات المظللة المسرعة باتجاه المنطقة الرئاسية والحكومية".

وإلى خوفه، يتألم عبد الكريم لأن عبد الكريم قاسم، رئيس وزراء العراق بين العامين 1958 و1963، بنى هذا الجسر للفقراء، فمنعوا من المرور عليه والتمتع بمشاهدة دجلة والبساتين.

اما محمد عباس الكرادي يشير إلى أن هناك "من يخيفنا من أمور مخيفة تحدث في القاطع الثاني من الجسر، ومرة سمعت أبي يقول إن هذا الجسر محرم على الشعب، وأمنيتي أن أمشي عليه، لكنها أمنية لن تتحقق!".

الممنوع سيد الموقف

من غير الممكن مشاهدة اي جزء من الجسر، ومن غير الممكن اشهار كاميرا للتصوير، لأن الممنوع هو سيد الموقف، والتقاط أية صورة يعرض صاحبها للأذى.

وعلى الرغم من جمال الشارع، الا أن الخوف قرين النظر بسبب الوحشة والسيارات المظللة.

يقول الفنان التشكيلي الدكتور جواد الزيدي: "إنه واحد من الجسور والامكنة التي كنا نرتادها، وفيه اعمال فنية، وقبل ايام خرجنا لفحص الاعمال في الجسر فوجدنا جدارية جميلة معدومة تمامًا، وهي قريبة من رأس الجسر من جانب كرادة مريم، وهناك العديد من المعالم الفنية الاخرى التي فيها ذكريات وتنقلك من صوب الكرخ إلى الرصافة وبالعكس".

أضاف: "كل هذا انقطع، فالجسر شريان حقيقي للحياة في بغداد وربما هو رابط توصيلي بين ثقافتين ومعلمين لهما تاريخهما في بغداد، ومن المفروض أن يفتح مثلما فتحت الطريق بين جسر الجمهورية وشارع الزيتون عبر نفق فندق الرشيد".

في ذاكرة العراقيين

أما الاديبة سافرة جميل حافظ، فمستاءة من الاستمرار في إغلاق الجسر المعلق، "فهو شريان عام وإن كان يمر في المنطقة الخضراء، لأن هذه المنطقة الخضراء ليست (تابو) محرمة".

أضافت: "ذكريات كثيرة تربطنا بالجسر المعلق هذا، ذكريات جميلة وتاريخ حافل من المشاعر، حتى عندما كنا نعبره مشيًا على القدمين"، متمنية الاستجابة لطلب الناس فتح الجسر من جديد للناس، "وسأكون أول العابرين عليه".

ويقول الكاتب علي المالكي إن الجسر المعلق "من الجسور التي ترتبط بذاكرة العراقيين جميعًا والبغداديين خصوصًا، والتطورات التي حصلت وتسببت في إغلاقه تحزّ في نفوس الناس، وعلى القادة السياسيين والامنيين أن ينتبهوا إلى أن هذا الاغلاق فيه مضرة للناس، فله تأثير كبير على انسيابية وتدفق وسائط النقل وحركة المواطنين داخل العاصمة التي تشهد تزايدًا كبيرًا في اعداد السكان والمركبات، ومن المؤسف أن يكون هذا الجسر الجميل خاصًا بالساسة الذين يذهبون إلى المنطقة الخضراء فقط".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
القمر أهون الشرين
رامي ريام -

في الحقيقة تذهب الى القمر اسهل من العبور على هذا الجسر الحرامية حيث تم تبديل اسمه من المعلق الى جسر الحرامية ةهذه الكلمة هي متداولة بينهم لا يعرفها اي انسان عندما تكون وجهة طريقهم يخاطبون فيما بينهم / اعبر جسر الحرامية / اي جسر المعلق هذا للعلم لان الشعب لا يعرف ذلك فقط السواق والمرافقين يعرفون جسر الحرامية - طبعا لهم غايات عديدة في اغلاق جسر الحرامية لاجل مأربهم ومصالحهم

جلال الدين الصغير
Rizgar -

جلال الدين الصغير : لقد قمنا باغلاق الجسر المعلق لحاجة الامام المهدي لهذا الجسر في القضايا اللوجستيكية في حالة ارسال جيش المهدي الى الكورد المارقة .

الامس مثل اليوم
سامي -

كان الشيعة في العراق يعيبون على صدام اغلاق الطرق والجسور وهاهم اليوم حرامية بغداد والعراق حكيم صدر مالكي بعد ان استولوا على السلطة والمال والارض واشترى هدا المدعو حكيم اراضى الجادرية صار هدا المتجنس ليس مليارديرا فقط بل هو حاكم يامر بفتح الجسور والطرق واغلاقها يجيلكم يوم يا ________________________________

حيل بيكم العراق يلد مو ما
حسن -

الرد غير مفهوم

يروحون فدوة لصدام
شيعى -

الحياة لاتطاق وتعسا لهم حولو بغداد لسجن كبير دولة فاشلة ودولة لصوص وقتلة بمعنى الكلمة

البادئ الاول البعث وصدام
علي سعيد -

كان جسرا يمر عليه الجميع والحافلة تمر بجانب القصر الجمهوري حتى اتى البعث وصدام وبدا الاحتلال الصدامي البعثي لبغداد والعراق فاخذ يقتطع اجمل الاراضي والجسور والمياه ومنها اولا كرادة مريم التي فيها القصر الجمهوري واجمل مناطق بغداد وكورنيشاتها وليس في بغداد بل في العراق كله واصبحت كل هذه الاماكن الرائعة محرمة على الشعب العراقي. فلا ضير ان فعل الاخرين بعده فالبادئ البعث وصدامه اولا فلماذا صمتم قبلها ؟

تصحيح ة حقائق !!!
بوتان -

الكاتب هو عراقي ويعمل بالصحافة العراقية ومنذ عقود ولكنه يجهل ان الحسر المعلق تم افتتاحه ضمن احتفالات 14 تموز ومن قبل الزعيم عبد الكريم ثاسم شخصيا عام 1962 وليس كما قال الكاتب عام 1964 ثم لم يتطرق الكاتب الى المعاناة والممنوعات الذي كان يعانيه الناس وهم يعبرون الجسر بمركباتهم في عهد صدام وكذلك لم يتحدث عن تهجير سكان كرادة مريم واحتلال اماكنهم من قبل حمايات صدام حسين وحتى مستشفى الطفل العربي لم يسلم منهم وكذلك قاعة تاسينما وملحقاتها التي كانت تابعة لدائرة السينما والمسرح ولو يشر الى قطع خط باص رقم 15 التي كانت تمر امام القصر الجمهوري في عهد الرئيسين الاخوين عارف ..كل ذلك يتناساه ويقول انا كاتب عراقي اكتب عن هموم ومعاناة العراقيين ؟!! !!!

لي ذكرى على هذا الجسر
مسلم لاسني ولا شيعي -

في الثمانينات كنت في جبهة القتال حيث الحرب مع الجارة ايران وبعد ان تاخرنا في النزول بسبب معركة كانت في منطقة بنجوين شمال العراق الحبيب كانت نهاية الشتاء حيث الثلوج تغطي الجبال وبعد 45 يوما انتصر الجيش العراقي في تلك المعركة ومنحنا اجازة لمدة سبعة ايام وعندوصولي الى بغداد الحبيبة اجرت سيارة تكسي ومررناعند جسر المعلق المذكور وحينها تم ايقاف السير حيث مر امامنا موكب من 5 سيارات واحدة في الامام والاخرى في الخلف واثنان على جنب سيارة في الوسط كانت بدون غطاء(كشفة) كما يقولون فانتبهت الى السائق كان قصي ابن الرئيس صدام حسين وزوجته الى جانبه وابنه واقف الى الخلف منهم كانوا يسيرون ببطئ وكان يسمح لنا السير خلفهم كان الصباح جميل في بغداد حينها نظرت الى حالي والى حال ابن الرئيس !! بعدها دخل الموكب الى القصر وسمح لنا بالسير لنصل الى عوائلنا بعد غياب 45 يوما.كانت هذه اخر مرة مررت فيها على جسر المعلق ولم اراه لحد اليوم الا في الصورة اعلاه