الرئاسة الدورية للإتحاد الأوروبي مهمة تزداد تهميشًا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بروكسل: تبقي الرئاسة الدورية للإتحاد الأوروبي شرفا تفخر به دول الاتحاد لكن يبدو أن هذه المهمة أصبحت أكثر تهميشًا وضعفًا منذ تعيين رئيس دائم للاتحاد وتصاعد قوة منطقة اليورو. وفي الاول من كانون الثاني (يناير) تنقل قبرص الى ايرلندا شعلة الرئاسة الدورية التي تولتها في النصف الثاني من العام 2012.
والهدف الاساسي من الرئاسة الدورية كان منح كل من دول الاتحاد الاوروبي بالتناوب فرصة رئاسة المناقشات الاوروبية وتحديد الاولويات وابراز صورتها من خلال استضافتها للقمم الاوروبية. لكن ومنذ نهاية 2004 باتت جميع القمم تعقد في بروكسل وهو التنازل الذي قدم لبلجيكا خلال مفاوضات معاهدة نيس الصعبة.
لكن معاهدة لشبونة في نهاية 2009 هي التي "قضت فعلا على مكانة الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي" كما يقول يان سفين راتيلماير الباحث في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية. فقد اعتمدت المعاهدة رئاسة دائمة لمجلس الاتحاد الاوروبي تكلف تنظيم القمم الاوروبية وحسن سيرها. وعهد بهذا المنصب الى البلجيكي هرمان فان رومبوي.
وقال دبلوماسي اوروبي ان "الرئاسة الدورية تتكفل باجراء كل الاستعدادات في مجموعات العمل لكن بمجرد ان يصبح الامر جديا وحساسا فان فان رومبوي هو الذي يتولى تسويته مع القادة الاوروبيين".
وخلال القمم يكون لصاحب الرئاسة الدورية الحق في الجلوس الى جانب فان رومبوي "لكن عمليا لا يكون الحديث سوى لاربعة او خمسة قادة وعادة يكونون الاكثر اهمية مثل انغيلا ميركل وفرنسوا هولاند وماريو مونتي او ديفيد كاميرون (...) اما ال23 الاخرون فهم يلتزمون الصمت وياملون في الا يتاخر الاجتماع كثيرا".
كما استحدثت معاهدة لشبونة منصب الممثل الاعلى لشؤون الاتحاد الاوروبي الخارجية. وترأس صاحبة المنصب الحالية البريطانية كاثرين آشتون اجتماعات وزراء الخارجية وتمثل الدبلوماسية الاوروبية امام البرلمان الاوروبي وخارج الاتحاد ايضا. ولعدم قدرتها على التواجد في كل الاجتماعات تعهد آشتون كثيرا ببعض اللقاءات الى الدولة الرئيسة.
وقال احد الدبلوماسيين معلقا "يحدث احيانا ان تطلب من وزير التوجه الى بروكسل لحضور اجتماع للجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الاوروبي ليتحدث لمدة 25 دقيقة امام النواب. انه شيء مهين". ويبقى للرئاسة الدورية كل المواضيع الاخرى مثل الاقتصاد والمالية والشؤون الداخلية والقضاء والزراعة او ايضا البيئة.
لكن هنا ايضا ضعف دورها بسبب اصلاحات منطقة اليورو وتعاظم قوة اليورو غروب داخل الاتحاد الاوروبي كما يشير راتيلماير. وزاد تولي الرئاسة الدورية دول غير اعضاء في منطقة اليورو، مثل المجر او بولندا، من تهميش هذه المهمة.
واذا كانت الرئاسة الدورية ما زالت تشكل عبئا ثقيلا وخاصة على الدول الصغيرة الا ان هذه الدول تنجح غالبا في القيام بدور الوسيط المحايد كما يشير راتيلماير.
وهكذا يمكن لقبرص ان تزهو بنجاحها في وضع حد لثلاثين عاما من النزاع حول شهادة البراءة الاوروبية وفي انتزاع اتفاق على الاشراف المصرفي رغم الفشل الذريع للمفاوضات على ميزانية 2014-2020.
كما تمكنت بلجيكا التي كانت في خضم ازمة سياسية، من انجاح مهمتها عام 2010 بفضل حنكة دبلوماسييها كما يقول الباحث.
لكن رغم ضعف الرئاسة الدورية فان دول الاتحاد لا تريد ابدا التخلي عنها وفقا لدبلوماسي اشار الى انها تشكل "افضل وسيلة لفهم علاقات القوى في الكواليس" بشان الملفات الاوروبية الكبرى. وهي معرفة تكون بعد ذلك "مفيدة جدا في خدمة مصالحها الوطنية".