دول وسط أفريقيا تبدأ وساطة لتسوية الأزمة في جمهورية أفريقيا الوسطى
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بانغي: بدأت المجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا اليوم الجمعة وساطة في جمهورية افريقيا الوسطى لمحاولة التوصل الى وقف لاطلاق النار واجراء مفاوضات بين نظام الرئيس فرنسوا بوزيزي والمتمردين الذين باتت قواتهم على اعتاب العاصمة.
وقال مصدر في القوة المتعددة الجنسيات التابعة للمجموعة لوكالة فرانس برس ان المجموعة تريد جمع المتحاربين على طاولة مفاوضات في مطلع كانون الثاني/يناير. وتنشر القوة المتعددة الجنسيات وحدة لإحلال السلام في افريقيا الوسطى منذ 2008 وتضم مئات الرجال.
واضاف المصدر ان "الهدف هو التوصل الى بدء مفاوضات في العاشر من كانون الثاني/يناير"، موضحًا ان "البعثة وصلت مساء امس (الخميس) الى بانغي، وبدأت محادثات مع السلطة هنا في بانغي، وارسلت وفدا الى نديلي للقاء المتمردين".
يقود هذه البعثة، التي تضم ستة اشخاص الجنرال غي بيار غارسيا (الكونغو برازافيل) الامين العام المساعد للمجموعة الاقتصادية. وفي الوقت نفسه يعقد وزراء خارجية دول المجموعة اجتماعا الجمعة في ليبرفيل لمناقشة الازمة في افريقيا الوسطى، كما قال مصدر في وزارة الخارجية الغابونية.
خلال الاجتماع، دان وزير خارجية الغابون ايمانويل ايسوزي نغونديه تقدم متمردي سيليكا باتجاه العاصمة، وطلب منهم الانسحاب فورًا من المدن التي قاموا باحتلالها. وفي بانغي ساد الهدوء اليوم الجمعة، لكن الأميركيين قرروا إخلاء كل سفارتهم.
فقد اعلنت الولايات المتحدة مساء الخميس انها اغلقت سفارتها في جمهورية افريقيا الوسطى، وأجلت سفيرها وطاقمه الدبلوماسي بسبب الاضطرابات الأمنية التي يشهدها هذا البلد.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية باتريك فنتريل في بيان ان "سفارة الولايات المتحدة في بانغي علقت موقتًا عملها اعتبارا من 28 كانون الاول/ديسمبر بسبب الوضع الامني في جمهورية افريقيا الوسطى. (...) لقد غادر السفير ووليرز وافراد طاقمه الدبلوماسي بانغي اليوم مع رعايا اميركيين آخرين".
من ناحيته قال المتحدث باسم البنتاغون تود بريسيل ان "القيادة الاميركية في افريقيا آزرت عملية اخلاء سفارة الولايات المتحدة في بانغي"، ولا سيما عبر "تأمين نقل رعايا اميركيين واجانب الى اماكن آمنة في المنطقة". واشار مسؤول اميركي آخر الى ان طائرة عسكرية اقلعت من بانغي قرابة الساعة صفر بتوقيت غرينيتش.
اما السفارة الفرنسية، التي هاجمها شبان بالحجارة قبل يومين، فيتولى الجيش الفرنسي حمايتها، بينما يقوم موظفون بجمع الحجارة التي رشق بها المبنى في 26 كانون الاول/ديسمبر.
والخميس دعا رئيس افريقيا الوسطى فرنسوا بوزيزي كلاً من واشنطن وباريس إلى مساعدته، لكن عزلته تزداد على ما يبدو، لأن فرنسا اكدت انها لن تتدخل ولم يهبّ اي بلد مجاور لنجدته.
لكن فرنسا اعلنت صراحة انها لن تتدخل عسكريا لدعم بوزيزي، ودانت في الوقت نفسه "استمرار الاعمال العدائية التي تقوم بها حركات التمرد" في افريقيا الوسطى، مشددة على ضرورة تسوية الأزمة "بالحوار".
وقد عبّر عدد من سكان بانغي عن بعض العداء لفرنسا. وقال موظف في الجمارك لصحافي من وكالة فرانس برس "انتم الفرنسيين تريدون نفطنا وثرواتنا الباطنية، لكن يوما ما سنهاجمكم، وسنقتل احدكم ونجبرك على الرحيل". وكرر عدد من سكان العاصمة الموقف نفسه للصحافي ولفرنسيين آخرين.
وفي الصباح، شاركت حوالى 300 امرأة في تظاهرة تدعو الى السلام بدعوة من منظمات قريبة من النظام الحاكم الذي يحاول الضغط على الاسرة الدولية لتتدخل. وقالت ايستيل لوكا وهي ربة منزل وام لثلاثة اولاد "بلدنا في خطر. نريد السلام. انهم يقتلون اخوتنا في عمق البلاد. يجب ان توقف سيليكا المعارك".
واضافت "يجب على فرنسا ان تدافع عنا. بعضهم مستاؤون من فرنسا لأنها لا تدافع عنا. يجب ان تأتي فرنسا لنجدة جمهورية افريقيا الوسطى". ويطالب ائتلاف سيليكا المتمرد (التحالف بلغة السانغو، اللغة الوطنية) الذي حمل السلاح في وجه السلطات في 10 كانون الاول/ديسمبر "باحترام" اتفاقات السلام المبرمة في 2007 و2011 التي قال ان السلطات لم تتقيد بها.
وقد سيطر خلال اسبوعين على مدن استراتيجية عدة، بريا (الغنية بمناجم الالماس في وسط البلاد) وبمباري (الغنية بمناجم الذهب في جنوب الوسط) ثم كاغا بندورو (شمال الوسط) واقترب بشكل خطر من بانغي من الشمال والشرق.
ولم يبد الجيش النظامي في افريقيا الوسطى، وهو يفتقر الى التجهيزات والتنظيم ومعنوياته محبطة، الا قليلا من المقاومة، ويبدو انه لا يستطيع وقف زحف حركة التمرد.