خوف وجوع في بانغي عاصمة أفريقيا الوسطى مع اقتراب حركة التمرد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بانغي: قالت البائعة انجيل بوديرو "نحن غير قادرين على سد جوعنا، كل شيء اصبح غاليا" في سامبو، وهي اكبر سوق في بانغي التي ترتفع فيها اسعار المواد الغذائية امام زحف المتمردين.
وتمكن ائتلاف سيليكا المتمرد الذي يهدد بالاطاحة بنظام الرئيس فرنسوا بوزيزي، في ظرف اسبوعين منذ بدء هجومه في الشمال، من السيطرة على مدن استراتيجية عدة، واقترب كثيرا من العاصمة بانغي. وفاقمت هذه الازمة الصعوبات التي يواجهها سكان افريقيا الوسطى، الذين هم اصلا من افقر سكان العالم.
جلست انجيل وهي ترتدي ثوبا رثا، والعرق يتصبب على جبينها، على كرسي صغير، تبيع توابلها في ثلاثة اوعية، اسود واحمر واخضر، وضعتها مباشرة على الارض. وقالت المراة انها تكسب ما بين 1500 الى 2000 فرنك افريقي في اليوم (اي ما بين 2,2 الى 3 يورو) وانها باتت بهذا المبلغ تشتري مواد اقل، موضحة ان الحياة كانت اصلا صعبة في السابق.
واضافت انه بسبب حركة التمرد اصبح "التنقل (خارج بانغي) محفوفًا بالمخاطر، كما بات من الصعب التزود بالبضاعة، بسبب المبالغة في الاسعار". وعلاوة على غلاء الاسعار حل الخوف. وقالت متسائلة "انني خائفة من الجميع، اين ساذهب اذا جاء المتمردون؟".
يتنقل الاف الاشخاص بين الدكاكين في كل الاتجاهات، بين باعة متنقلين وطاولات وعلب وصناديق وضعت عليها بضائع كالثوم والاحذية وجذور الكسافا النشوية والبيض المصفوف على شكل هرم والصابون بكل اشكاله وزجاجات الزيت. وتتسلل السيارات وبعضها سيارة اجرة صفراء اللون تنقل الزبائن وتجار الجملة والمفرق، بصعوبة في هذه السوق التي تمتد على كيلومترات عدة.
وارتفع سعر الكسافا، وهي الوجبة الرئيسة في افريقيا الوسطى بنحو خمسين في المئة، وارتفع سعر الكيس من 13 الف فرنك افريقي الى 18 الف (19,80 يورو الى 27,40 يورو). ويكفي الكيس الواحد لإعداد الغذاء لعائلة لاسبوعين او اربعة. كما ارتفع سعر زيت النخيل، وهو ايضا من المواد الاساسية من 15 الفا الى 17 الفا (22,8 الى 25,9 يورو)، والغومبو وهو من التوابل التي تبيعها انجيل، من 500 فرنك افريقي الى 750 (76 سنتيم الى 1,15 يورو).
واوضحت امراة اخرى، وهي مزارعة وزوجة عسكري متقاعد لم يتقاض معاشه منذ ستة اشهر، ان "حركة التمرد زادت حياتنا مرارة. الواقع صعب. بالمال الذي نحصل عليه نشتري اقل وناكل اقل. اننا نتدبر امورنا بعون الله". اما كلاريس نافي فزوجها مريض وعاطل عن العمل، وهي تقول انها تعيش بفضل تضامن العائلة ومساعدة الكنيسة.
وقالت ان "الاسعار ترتفع، انها معركة يومية ومعاناة. ابنائي الثلاثة لا يشبعون عندما ياكلون، اذا استمرت الحرب سيصبح الوضع اكثر صعوبة".
وتساءلت "ماذا بامكان المتمردين ان يفعلوا اكثر من بوزيزي؟" وانتخب بوزيزي في 2011 لكن معارضيه شككوا في تلك الانتخابات.
وغير بعيد عنها يجلس جان غيريه عابسا يحاول بيع غرابيله التي يصنعها بيديه مقابل 250 فرنك افريقي (36 سنت يورو) للغربال الواحد. ويقول الرجل انه يتدبر اموره بنحو خمسين الف فرنك افريقي في الشهر تقريبا (اي 75 يورو) لكنه يخشى ان تكون الايام المقبلة اصعب.
وقال "عندما يقل المال عند الناس لا يشترون سوى الطعام، انها الاولوية، ولا يشترون الغرابيل واليوم ازمة، لا بد من احلال السلام كي نتمكن من العمل والخروج من المازق".
وقالت بائعة الخضر اوفرازي نغوتانغا "ارتفع سعر الخضر وخصوصا الطماطم، اصبح الناس يشترون منه اقل، انهم لا ياتون، الازمة طالت الجميع". واضافت "اذا تمكنت من بيع كل شيء بامكاني ان اتكفل بعائلتي لكنني لا ابيع كثيرا، سيكون ذلك صعبا".
وخلصت الى القول "انني خائفة من وصول المتمردين، لن نبيع منتوجاتنا اذا لم يحل السلام. كيف سنطعم ابناءنا حينها؟".