بعثة الأمم المتحدة تنسحب من تيمور الشرقية بعد إحلال السلام فيها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ديلي: تنسحب بعثة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة اليوم الاثنين رسميا من تيمور الشرقية بعد 13 عاما قضتها في هذا البلد الصغير والفقير في جنوب شرق آسيا والذي مر بمحطات دامية على طريقه نحو الاستقلال والديموقراطية.
وبعد رحيل جنود القبعات الزرق لن يبقى في البلاد الا "فريق للتصفية" مؤلف من 79 شخصا مهمته "توضيب الحاجيات الصغيرة" المتبقية لهذه القوة، كما اعلن مساعد الامين العام للامم المتحدة والقائد السابق لبعثة الأمم المتحدة في تيمور ليشتي (يونميث) الاسم الرسمي لتيمور الشرقية.
والاثنين اكد رئيس وزراء تيمور الشرقية فرناندو لا ساما دي اروخو إن البلاد باسرها "ممتنة عظيم الامتنان" للعمل الذي قامت بها بعثة الامم المتحدة منذ وصولها في 1999. وكانت البلاد تشهد حينذاك موجة من اعمال العنف التي تلت الاستفتاء الذي وافق فيه السكان على الاستقلال عن اندونيسيا.
وهذا الاستفتاء اتهى نزاعا استمر 24 عاما نجم عن غزو القوات الاندونيسية للمنطقة بعد ايام من رحيل البرتغاليين منها في 1975. وقتل اكثر من ربع السكان بين 1975 و1999. ولم تحصل تيمور الشرقية التي تقع الى الشمال من استراليا، على استقلالها الا في 2002.
واستمرت اعمال العنف في هذه الدولة الفتية بعد ذلك. ففي 2006 ادى تمرد في صفوف الجيش الى مواجهات بين العسكريين والشرطة ادت الى سقوط عشرات القتلى وتشريد الآلاف. وفي 2008 تعرض الرئيس جوزيع راموس هورتا حائز نوبل للسلام وبطل النضال من اجل الاستقلال، لمحاولة اغتيال.
لكن هذا البلد الصغير الذي يضم 1,1 مليون نسمة ينعم اليوم بالسلام الى حد كبير كما اثبتت الانتخابات الرئاسية الاخيرة التي جرت في آذار/مارس ونيسان/ابريل 2012 ثم الانتخابات التشريعية في حزيران/يونيو.
وكتب فين ريسكس نيلسن رئيس بعثة الامم المتحدة ان "شعب تيمور الشرقية وقادته برهنوا على شجاعة وتصميم امام التحديات الكبرى التي واجهتهم". وقال انجيلو اولان (25 عاما) سائق سيارة الاجرة لوكالة فرانس برس "اصبحت اتجول ليلا". واضاف "لم اعد اخاف من شيء (...) علينا الآن ان نتحد من اجل تحقيق الرخاء والتنمية".
لكن الامم المتحدة ستبقى موجودة في تيمور الشرقية لان المساعدة الانسانية ما زالت حيوية لهذا البلد الذي يعاني من فقر مزمن. وفي 2011، احتلت تيمور الشرقية المرتبة 147 من اصل 187 في مؤشر الامم المتحدة للتنمية البشرية.
ويعيش نصف السكان تحت عتبة الفقر بينما تطال البطالة 40 اربعين من الشبان، بحسب المنظمة الاسترالية الحكومية للتنمية "اوس ايد". اما مدن الصفيح فتصل الى العاصمة. وهذا الرقم مرشح للارتفاع مع رحيل القبعات الزرق لا سيما وان 850 موظفا محليا في الامم المتحدة سيتم تسريحهم اضافة الى حوالى 1300 عنصر في شركات امنية، بحسب المنظمة الدولية.
لكن رئيس الوزراء التيموري فرناندو لا ساما دي اراوخو قال "نحن متفائلون بقدرتنا في بداية عقد لمواجهة هذه التحديات مع اصدقائنا الكثيرين في العالم بما في ذلك وكالات الامم المتحدة للتنمية". وتقول الامم المتحدة انها تضخ 40 مليون دولار سنويا في الاقتصاد المحلي. لكن تأثير ذلك قد يقتصر على "نسبة صغيرة من الاقتصاد تعتمد على الاجانب مثل المطاعم والفنادق"، بحسب منظمة غير حكومية تعنى بهذا الشأن.
وانعش اكتشف حقل للمحروقات الآمال في التنمية لكنه اثار اطماع القوى الاقتصادية الكبرى التي شجعها الاستقرار السياسي. وكانت هيلاري كلينتون اول وزير خارجية اميركي يزور البلاد في ايلول/سبتمبر.
وقد ادرجت زيارتها في اطار تطويق الطموحات الصينية في المنطقة التي تتجسد بشكل واضح في بناء بكين للقصر الرئاسي الجديد ومقر قيادة الجيش في تيمور الشرقية.
لكن سيلاس ايفيريت الذي يعمل في المنظمة غير الحكومية ايجا فاونديشن قال محذرا "كغيرها من الديموقراطية الفتية والفقيرة والتي تعتمد على استيراد النفط، يحد الفساد وعدم فعالية المؤسسات اكثر فاكثر من احلام تيمور الشرقية في التنمية".