الكويتي عبدالله محارب مُديرا عامًا جديدا لـ(الالكسو)

نال الباحث والمفكّر الكويتي عبدالله محاربثقة المؤتمر العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)، ليكون رئيسا جديدا للمنظمة خلفا للمدير العام السابق التونسي محمد العزيز ابن عاشور٬ الذي انتهت فترة ولايته.

إسماعيل دبارة من تونس: أعلن في تونس رسميا الاثنين انتخاب الكويتي عبدالله محارب مديرا عاما جديدا للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم التي تعرف اختصارا بـ(الكسو).

تمّ ذلك خلال مؤتمر لهذه الوكالة التابعة للجامعة العربية عقد في تونس.

وفاز الكويتي عبدالله محارب بالمنصب في الدورة الثانية من الانتخاب بعد فوزه على المرشح التونسي عبداللطيف عبيد وزير التربية في الحكومة الانتقالية التي تقود تونس حاليا بزعامة حركة النهضة الاسلامية.

وينتمي المرشح التونسي الى حزب "التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات" (علماني)، وكان كلّ من مرشّحي موريتانيا والعراق قد سحبا ترشّحاتهما في نهاية الدورة الاولى.

وكان محارب يشغل في السابق منصب مستشار في مركز البحوث والدراسات في الكويت كما زاول مهنة التعليم في الكويت.

ويخلف محارب التونسي محمد عزيز بن عاشور الذي كان وزير التربية في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الذي أطاحت به ثورة شعبية في العام 2011.

والقى محارب كلمة بعد انتخابه دعا فيها الى "ضرورة القيام بتقييم شامل لبرامج المنظمة وآلياتها وهياكلها للارتقاء بها وفق مفاهيم وتصورات وبرامج عمل جديدة".

وأكد المدير العام الجديد للمنظمة العربية٬ في تصريحات للصحفيين إثر فوزه بهذا المنصب٬ على أهمية القيام بتقييم شامل لبرامج المنظمة وآلياتها وهياكلها من أجل "الارتقاء والسير بها على وقع القرن الحادي والعشرين بمفاهيم وتصورات وبرامج عمل جديدة"٬ مشددا على ضرورة تطوير أداء الألكسو وإصلاحها.

واعتبر محارب أن الفلسفة التي قامت على أساسها المنظمة لدى إنشائها سنة 1970 "لم تعد قادرة" على مواكبة التحولات العالمية السريعة"٬ مؤكدا أنه "أصبح من الضروري أن تشكل هذه المنظمة الخط الأمامي لنهضة الشعوب العربية الحضارية وبناء الإنسان العربي المتسامح والمتفتح على ثقافات الغير وعلى قيم الاعتدال والوسطية".

يذكر أن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم هي إحدى المنظمات المتخصصة التابعة لجامعة الدول العربية.

ومن أبرز مهامها، النهوض بالموارد البشرية في البلدان العربية والعمل على تطوير المجال التربوي والثقافي والعلمي والبيئي والاتصالي في الوطن العربي وتنمية اللغة العربية وثقافتها٬ إضافة إلى مد جسور الحوار والتعاون بين الثقافة العربية والثقافات الأخرى في العالم.

وكان الرئيس التونسي المؤقت محمد المنصف المرزوقي افتتح أعمال الدورة ال21 للمؤتمر العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، بحضور وزراء ورؤساء وفود الدول الاعضاء.

ودعا المرزوقي الى العمل على التأسيس لاتحاد فيدرالي عربي قبل نهاية العقدين المقبلين على غرار الاتحاد الاوروبي موضحا ان الاتحاد المغاربي الذي تعمل تونس باصرار متزايد على بنائه "ما هو الا اللبنة لهذا الاتحاد العربي الاوسع".

وشدد المرزوقي على أن اللغة العربية تمثل "العمود الفقري والقاسم المشترك الاول" بين العرب كاشفا ان بلاده ستتقدم للقمة العربية المقبلة بمشروع برنامج طموح في هذا الشأن.

واوضح ان هذا المشروع الذي أطلق عليه اسم (محراب اللغة العربية) يهدف على وجه خاص الى تشخيص كل ما تقوم به الدول على حدة في مجال التعريب وتطوير اللغة الام.

كما يهدف هذا المشروع الذي ينوي الرئيس التونسي تقديمه الى القمة العربية المقبلة الى التعرف على أكثر المراكز تقدما في الوطن العربي وربطها ببعضها البعض لوضع المعاجم والمراجع العلمية الاكثر تقدما وترجمة أحدث الاكتشافات ومراقبة تطور العلوم الحديثة وتدريب الخبراء العرب في العلوم التي ستغير وجه العالم.

كما أكد المرزوقي أن مشروع (محراب اللغة العربية) يهدف ايضا الى احداث ما أسماه (جائزة نوبل عربية) تخصص للباحثين العرب القادرين على تقديم أرقى البحوث على المستوى الدولي باللغة العربية اضافة الى بعث مؤسسة موحدة يمكن تسميتها (معهد ابن خلدون) لنشر اللغة العربية في العالم لاسيما في افريقيا واسيا والبلدان الغربية.
كما اقترح المرزوقي ضمن هذا المشروع انشاء مؤسسة جامعة لدراسة اللهجات المحلية العربية وتراثها الزاخر.