انطلاق اعمال منتدى المرأة العربية والمستقبل في بيروت
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
افتتح وزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور الدورة الخامسة لمنتدى المراة العربية والمستقبل (NAWF) الذي انعقد تحت عنوان "المرأة والربيع العربي"، بحضور اكثر من 500 مشارك من 21 بلدا. وحضر حفل الافتتاح الرئيسة الفخرية للمنتدى النائبة اللبنانية بهية الحريري، وعدد كبير من الوزراء والنواب والدبلوماسيين والشخصيات الرسمية والخاصة من لبنان والخارج. وحسب بيان وصل "إيلاف" فقد تحدث في حفل الافتتاح كل من الوزير اللبناني، وائل ابو فاعور، والنائبة بهية الحريري، والسفير الفرنسي دنيس بييتون، ممثل مجموعة MBC مازن حايك، ونادين أبو زكي، رئيسة تحرير مجلة الحسناء.
ابو فاعور: المقصلة والفكرة
وفي بداية المنتدى، وجه الوزير وائل ابو فاعور تحيتين استثنائيتين الى بيروت والى المراة الفلسطينية واستذكر مقولة للشهيد المفكر كمال جنبلاط. وعبر عن أمنياته بأن لا يكون الربيع العربي خريفا للمراة العربية. قائلاً: "فالثورات التي قامت ضد التعسف والظلم، لا يمكن ان تستبدل الحكام الالهة بالرجال الالهة. الثورات التي قامت ضد الظلم ومن اجل المساواة لا يجوز ان تقتصر على المكاسب السياسية وانما ان تكون هناك مساواة فعلية بين الرجل المراة . وليس من ثائر يريد ان يستبدل ظلما بظلم فربيع العرب يبقى ناقصا اذا اهمل شجرة فلسطين . تحية الى المرأة الفلسطينية التي عانت وقاست ولا تزال صامدة على حقها في تحرير وطنها من الاحتلال الإسرائيلي".
وامل الوزير ابو فاعور ان تستطيع النخب والأنظمة العربية الناشئة الجديدة الإجابة على سؤال واحد وهو انتفاء التمييز بين حقوق الجميع من اثنيات واقليات والوصول الى مساواة في المواطنة الكاملة. فالمراة كانت شريكة اساسية في صنع الثورات ونأمل ان تكون شريكة في المكاسب. وختم باستذكار انتمائه ومرافقته الى رجل قول وفكر استبق الربيع العربي، فذهب ضحية الربيع. هو كمال جنبلاط الذي انتصر بالفكرة على المقصلة وهو صاحب المقولة: ان على الذين يسبقون التاريخ ان يتوقعوا المقصلة.
الحريري: المراة تصنع المستقبل
ومن ناحيتها، اوضحت النائبة بهية الحريري أن الحديث عن الربيع العربي هو مسالة بالغة الدقة والخطورة فلا نستطيع ان نسهب او نختصر او ننتقد، لكن الامر الوحيد الذي نستطيع قوله هو ان قلوبنا مع هذا الربيع واحلامنا مع فتياته وشبابه.نريد لمجتمعاتنا ودولنا زمنا مستقرا ودولا عادلة وحاضنة، وعدالة وحرية. نريد لهذا الربيع ان يلم الشمل في اطار هوية عربية حديثة. ونريد خلاصا لأعدل قضية في التاريخ الحديث، نريد لأخواتنا الفلسطينيات وإخواننا الفلسطينيين ان تكون لهم دولتهم وعاصمتها القدس الشريف، لان هذا الشعب وتلك الأرض المقدسة تستحق ان تنعم بشيء من السلام بعد عقود من القهر والاحتلال. وختمت بالقول ان ما نقوم به الآن كنساء عربيا وكمجتمعات عربية هو بحد ذاته ما كنا نسميه قبل اعوام المستقبل. وإنّكنّ الان قادرات على صناعة المستقبل.
بييتون: دعم فرنسي
وبدوره أعرب السفير دنيس بييتون عن سعادته بمشاركة السفارة الفرنسية والمعهد الفرنسي في لبنان بتنظيم هذا المنتدى، مؤكدا بذلك دعم فرنسا للمرأة اللبنانية والمرأة في العالم العربي. واكد أيضا ان سياسة فرنسا تركز على دعم وحدة لبنان واستقراره وسيادته لافتا الى انه لا يمكن إتمام هذه المهمة بنجاح ما لم تحترم الحقوق الأساسية، وما لم يتم الاعتراف بشكل كلي بالمساواة القانونية والاجتماعية والاقتصادية بين المراة والرجل. واشار السفير بييتون الى دعم فرنسا لعدد من الجمعيات اللبنانية الناشطة في مجال حقوق المراة خاصة على الصعد الاقتصادية والزراعية والاجتماعية والتربوية والصحية.
مازن حايك: اجابات حاسمة
بدا مازن حايك كلمته بالاشارة الى ما ورد في تقرير دولي صدر حديثاً، أن "الربيع العربي" الذي أزهر في منطقة الشرق الأوسط العام 2011، كلّف البلدان المعنية أكثر من 55 مليار دولار، إذ كبّدها خسائر بقيمة 20.6 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي، وقضَم من ماليتها العامة 35.3 مليار دولار، في موازاة تراجع النمو والإيرادات، وارتفاع التكاليف... وذلك قبل احتساب قيمة التعويضات وإعادة الإعمار والنهوض. لكن، ما لم يَهدُف إليه التقرير أصلاً، هو المقارنة ما بين تكلفة "الربيع" الناشئ من جهة، وثمن الخيارات "الشتائية" البديلة على مرّ السنين، من جهة أخرى، لتبيان أي منهما كان أغلى على المنطقة وأشدّ وطأة على أهلها... علماً أن النتيجةَ قد تكون محسومة سلفاً!
واضاف: بما أن الحديث هو عن التكلفة والأثمان، لا بدّ للمرأة العربية - والرجل معها - من طرح بعض الأسئلة، عن ماهية المكاسب الفعلية التي حقّقتها المرأة من ثوراتٍ كان لها الدور في صناعتها، ومن "ربيعٍ" شاركت بفاعلية في إنضاجِه، جنباً إلى جنب مع الرجل؟ وهل يُمكن أن تشهد حقوق المرأة - غير المكتملة أصلاً - تراجعاً في عهد الثورات والثوار، ما قد يُعيدنا جميعاً إلى الوراء بالمقارنة مع ما كان عليه الوضع سابقاً؟ وما هي الأَدوار التي يُنتَظر من المرأة العربية أن تلعَبَها اليوم وغداً، وكيف ستوجِد لنفسها مكاناً مرموقاً في مرحلة بناء الدول والمؤسسات وتعزيز مَفهوم المواطَنة والمُساواة؟ واخيرا هل ستتمكنُ المرأة من الحفاظِ على دَورها الرياديّ في مرحلة ما بَعد الثورات، أم أنها ستخسَرُه لصالح قوىً ولاعبين جُدد؟!.
وقال: "إن نتيجة "الربيع العربي"، وإن أتت متباينة في وجه عام، فهي تبدو إيجابية نسبياً من حيث المحصّلة الأوّلية. لكن الجميع يُتابع باهتمامٍ وقلق متزايديْن بروز بعض اللاعبين الجُدد ممن لم يُعرَفوا سابقاً بتبنّيهم لفِكرة "تمكين المرأة"، ولا بحرصهم على الشراكةِ الكاملةِ بين المرأة والرجل، ولا بإيمانهم الراسخ بالمساواة بينهما في الحقوق والواجبات".
ابو زكي: لنكمل المسيرة نحو المستقبل
وتابعت: "في تونس وفي مصر، تُقاوِمُ النّساء. في ليبيا وفي اليمن تُقاوِمُ النّساء. يُقاوِمْنَ في كلِّ مكان. وقاوَمْنَ دائمَا. منذ أكثرَ من خمسِ سنوات، يَنْطُقُ NAWF باسمِهِنَّ. منذ أكثرَ من خمسِ سنوات، يُعبِّرُ NAWF عن رغبتِهنَ في التغيير. ويمشي NAWF على وَقْعِ خَطَواتِهِنَّ. ألم يبشّرْ مسارُهُنَّ سلفًا بالربيع؟ ربيعِ من أجلِ امرأةٍ عربيّةٍ جديدة؟ فكَيْفَ نُديمُ الربيع، ربيعًا للمرأة؟ أيّةَ حريّة؟ أيّةَ مساواة؟ أيّةَ مواطنيّة تُريدها؟
وأضافت: "منذُ بِضْعةِ أشهُر، حذّرتْنا شيرين عبادي، إيرانيةٌ ونصيرةٌ للمرأة وحائزةُ جائزة نوبل، قالت: "لا تُكرِّروا أخطاءَ النساءِ الإيرانيّات نفسَها. اتفق الجميع على ما كانوا يرفضون، لكن لم يتفق الجميع على ما يريدون. كلُّ الشعارات كانت تقول: "ارحل" ولم يقل احد: "أنا ضدّ تعدّدِ الزوجات. نُريدُ مساواةً في الحقوق؟"
غدًا، نمشي سوا سوا لنقول ما لا نريد. لنقول :حقوقي ليست مكرمة يعطف بها علي. نمشي سوا سوا لنقول :حقوقي تنبع من شخصي لأنّي كائنٌ غيرَ منقوص. غداً، نمشي لنقول: نحن هنا سوا سوا. لنكمل المسيرة نحو المستقبل سوا سوا.
والمنتدى يتابع أعماله اليوم وغداً، وسيضم العديد من الندوات، والتي ابرز عناوينها هو:" الآن إلى أين؟" و"شرق غرب . تقاطع النظرتين" و"الإعلام الاجتماعي في المعترك" و"المرأة في الأعمال، فرص ما بعد الربيع العربي". و"وسائل الاعلام والمجتمع المدني: أي شراكة". و"لربيع العربي والتفتح الثقافي". و"السينما: المرأة والثورة".
ويشار إلى أن المنتدى يمنح جائزة WOW التي بدا التصويت لها منذ بضعة اشهر ويستمر حتى الآن. كما يختتم المنتدى اعماله بمسيرة حاشدة تنطلق باتجاه القصر الحكومي في وسط بيروت تحت شعار سوا سوا. وسيتولى وفد المسيرة تسليم رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي مذكرة تتضمن مطالب المشاركين في المسيرة. ومن المنتظر أن يشارك في المسيرة ممثلون عن الجمعيّات النسائية والمنظمات الشبابية وطلاب الجامعات، بالإضافة إلى المشاركين في المنتدى من نخب عربية وعالمية وفنّانات وكاتبات وناشطات في الحقل النسائي. ويُذكر أن معهد العالم العربي في باريس قرّر الدعوة إلى تجمع أمام مقرّه بالشعارات نفسها التي سترفع في بيروت وفي الوقت عينه، الخميس 2 شباط/فبراير، الساعة 13:30 بتوقيت باريس.