استفتاء إيلاف: إرسال قاعدة أميركيّة عائمة للخليج ينذر بحرب إقليمية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
رأت غالبية قراء "إيلاف" أن إرسال قاعدة عسكرية أميركية عائمة لترسو في الخليج العربي يؤشر إلى قرب اندلاع حرب إقليمية، فيما اعتبرت نسبة أقل أن الإجراء يمكن أن يكون خطوة احترازية، وقالت مجموعة ثالثة "أن لا أهمية لهذه الخطوة".
تشهد منطقة الشرق الأوسط توترات شديدة، ويتوقع المراقبون استمرار هذا التوتر إلى أمد غير معلوم. وفي محاولة منها لتأمين مصالحها في المنطقة، قررت الولايات المتحدة الأميركية إرسال قاعدة عسكرية عائمة لترسو في الخليج العربي، حسبما نشرت صحف أميركية منذ عدة أيام. ورغم نفي وزارة الدفاع الأميركية النبأ لاحقاً، إلا أن ردود الفعل الغاضبة والساخطة ما زالت تتوالى، لاسيما في ظل التوتر الحادث بين الغرب وإيران، على خلفية الإستمرار في برنامجها النووي، وتهديداتها بإغلاق مضيق هرمز في وجه الملاحة الدولية، أو بسبب الأزمة السورية.
حرب إقليمية
وفي إطار تفاعلها الدائم مع كل القضايا التي تهم المواطن العربي، وبطريقتها المعهودة في إشراكه في النقاشات حول تلك القضايا، خصصت "إيلاف" سؤال استفتائها حول تلك القضية، وجاء السؤال كالتالي: "قرار البنتاغون إرسال قاعدة عائمة إلى الشرق الأوسط مؤشر إلى: قرب اندلاع حرب إقليمية.. إجراء احترازي.. لا أهمية للقرار".
وجاءت نتيجة التصويت لتصب في صالح الخيار الأول بأغلبية كبيرة. وشارك 2521 قارئاً في التصويت، وانحازت الأغلبية إلى الخيار الأول القائل إن إرسال القاعدة العائمة الأميركية يؤشر إلى قرب اندلاع حرب إقليمية، وبلغ عدد المصوتين لهذا الخيار 1127 قارئاً، أي ما يعادل 44.70% من إجمالي المشاركين. وجاء الخيار الثاني "إجراء إحترازيا" في المرتبة الثانية ب977 صوتاً، أي ما يعادل 38.75%، بينما كانت الأقلية حسنة الظن، واختارت الإنضمام إلى الخيار الثالث "لا أهمية للقرار" ب417 صوتاً، أي ما يعادل 16.54% من إجمالي المشاركين في التصويت.
مواجهة إيران والقاعدة والصومال
ووفقاً للنبأ الذي تداولته العديد من وكالات الأنباء في 29 يناير الماضي، لكنه نسب بالأساس إلى صحيفة "واشنطن بوست" فإن: البنتاغون قرر إرسال قاعدة عائمة ضخمة لفرق الكوماندوز إلى الشرق الأوسط، ترسو في مياه الخليج العربي بالتزامن مع تصاعد التوترات مع إيران وتنظيم القاعدة في اليمن والقراصنة الصوماليين، جنبا إلى جنب مع تهديدات أخرى." وورد في سياقه أن الإجراء يأتي "استجابة لمطالب من القيادة المركزية الأميركية، التي تشرف على العمليات العسكرية في الشرق الأوسط، وتعمل البحرية على تحويل سفينة حربية عتيقة تسمى "السفينة الأم" كانت قد خططت لوقفها عن الخدمة إلى قاعدة عائمة لقوات الكوماندوز. ويمكن أن تضم القاعدة العائمة قوارب فائقة السرعة صغيرة الحجم ومروحيات.
و أشار النبأ إلى أن "قوات العمليات الخاصة جزء أساسي من استراتيجية إدارة أوباما لزيادة سرعة استجابة الجيش في ظل مواجهة البنتاغون تخفيضات في الإنفاق تقدر على الأقل بـ487 مليار دولار خلال العقد المقبل".
نفي أقرب للتأكيد
ومن جانبها، نفت البحرية الأميركية على لسان الأميرال جون هارفي قائد الأسطول الأميركي الثلاثاء 31 كانون الثاني (يناير) الماضي النبأ، لكنه نفي أقرب إلى التأكيد. وقال هارفي في تصريحات صحافية: إن السفينة "يو إس إس بونس"، وهي سفينة نقل برمائية تعود إلى السبعينات، تخضع لعملية تجديد بحيث تدعم القوات البحرية في الشرق الأوسط، إلا أن مهمتها الأساسية ليست العمل "كسفينة أم" للقوات الخاصة. وأشار إلى أن "تجديد السفينة جاء بناء على طلب من القيادة الأميركية الوسطى التي تشرف على القوات الأميركية فى الشرق الأوسط لمساعدتها فى جهودها لإزالة أية ألغام محتملة في مياه الخليج".
زيادة القلق
ويأتي النفي ليؤكد أن السفينة سوف ترسو في الخليج العربي لدعم الكوماندوز، وإزالة الألغام المائية. ويزيد من القلق في المنطقة، لاسيما مع التهديدات التي تطلقها إيران من حين لآخر بشأن إغلاق مضيق هرمز في وجه الملاحة الدولية، و ما يتبع ذلك من إيقاف تدفق نفط الخليج العربي إلى الدول الغربية، ما يعتبر تهديداً مباشراً لمصالحها. لكن الخبراء إختلفوا بشأن مستقبل المنطقة في ظل إرسال السفينة الأم إلى الخليج العربي، فبينما قرأ خبير سياسي النبأ في سياق استمرار الضغط السياسي على إيران بشأن ملفها النووي ورداً على تهديداتها بإغلاق مضيق هرمز، إعتبرها خبير عسكري نذر حرب تلوح في الأفق بين الغرب وإيران على أرض ومياه الخليج العربي.
ضغوط سياسية
سياسياً، قال الدكتور رفعت سيد أحمد رئيس مركز يافا للدراسات الابحاث لـ"إيلاف" إن القرار الأميركي بإرسال سفينة عسكرية جديدة إلى مياه الخليج العربي يدخل في إطار الضغوط السياسية المتصاعدة في ضد إيران.
وأضاف أنه حلقة في سلسلة الضغوط التي تمارس من قبل الغرب وإسرائيل ضدها، بدءاً من التهديدات الإسرائيلية بضرب المفاعلات النووية، ثم تعرض عالم نووي إيراني للإغتيال الشهر الماضي، وانتهاء بهذه السفينة العسكرية، مشيراً إلى أنه لا يمكن قراءته إلا في هذا السياق، لاسيما في ظل وجود سبع قواعد أميركية في الخليج، وبالتالي فإن أميركا ليست في حاجة إلى إقامة قواعد عائمة أو أرضية أو إرسال أسلحة جديدة إلى هناك. واستطرد: ولكن القول إنها "قاعدة عائمة" له علاقة بتهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز، رغم أن تلك التهديدات لن تخرج عن حيز الكلام، لأن الإغلاق يضر إيران في المقام الأول وليس المصالح الأميركية في المنطقة فقط.
نذر حرب
عسكرياً، يرى اللواء محمود سعيد الخبير الإستراتيجي أن قرار إرسال سفينة أميركية إلى مياه الخليج في هذا التوقيت يؤشر إلى أن نذر الحرب بين إيران والغرب تلوح في الأفق، وأضاف ل"إيلاف" أن هناك حربا بدأت بالفعل بين الجانبين منذ نحو العام كان أحد مظاهرها إغتيال العلماء الإيرانيين العاملين في برنامجها النووي، لافتاً إلى أن أميركا والغرب وحلفاءهم في الخليج يتعاملون بجدية شديدة مع التهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز، لما يمثله من تهديد مباشر لمصالح وأمن هذه الدول جميعاً. وتوقع سعيد إستمرار حالة القلق في المنطقة، لاسيما في ظل التفوق الإيراني عسكرياً على دول الخليج، بالإضافة إلى ما تراه إسرائيل والغرب من خطورة إمتلاك إيران السلاح النووي على تل أبيب.
التعليقات
اتباع صاحب السرداب
عج عج -غالبية المعلقين من اتباع الولي الفقيه من كوادر حزب الدعوة ومقتدى المرابطين في ايلاف ؟!! وقد عضدوا النتيجة لصالح صاحب السرداب !!!
المخابرات و الإستفتاءات
عـــزت -لم أعد أصدّق نتيجة أي استفتاء بعد أن تأكد لي أن الأجهزة وشبّيحتها هي الي تدلي بمعظم الأصوات . تقتل نهارا وتتفرّغ للتصويت ليلا .أما بالنسبة لهذه النتيجة فأكتفي بالقول لأذناب الأجهزة : ألا يكفيكم تجربة السنوات الثلاثين الماضية من التهديدات الأميركية ـ الإسرائيلية لإيران بالضرب ، والإعلان عن تدريبات ومناورات ، وحتى تحديد أسلوب الضربة وعن أي طريق .. الخ ، دون أن يوجّهوا للملالي ونظامهم ضربة كف واحدة طوال هذه العقود الثلاثة . يا لبلاهة البعض وسخفهم وعماهم عن الحقائق . من أتى وهو أن خلق نظام الملالي العنصري المتعصّب يُراد من ورائه أساسا أن يكون نموذجا آخر من النظام الصهيوني العنصري المتعصّب . لذلك لو انحشر الغرب في وجه مطالبة نصف العالم بضرورة اتخاذ موقف عقلاني عادل إزاء العنصرية الصهيونية المتفرّدة وحدها بالعدوانية والتعصب الديني ، فسوف يردّ على الفور أن "إسرائيل" ليست الدولة الوحيدة العنصرية والمتعصبة في هذه الدنيا ، ولا في منطقة الشرق الأوسط نفسها ، وسيُعطي مثلا على ذلك نظام الملالي المتعصّبين .