زيارة الوكالة الذرية لايران لم تكن مثمرة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
فيما تتعرّض طهران للضغط اكثر من اي وقت مضى للتعاون فعليا مع الوكالة الذرية، تبدو الزيارةالأخيرة لوفد الوكالة إلى إيران غير مثمرة.
فيينا: راى دبلوماسيون ان زيارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لايران لم تكن مثمرة معتبرين ان طهران تتعرض للضغط اكثر من اي وقت مضى للتعاون فعليا مع الوكالة في ملف برنامجها النووي المثير للجدل.
ووصف كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية هيرمن ناكايرتس زيارته الاخيرة التي استغرقت ثلاثة ايام لايران بانها "جيدة" لكن دبلوماسيين وخبراء تحدثوا الى فرانس برس في فيينا مقر الوكالة، حذروا من المبالغة في تفسير اقواله.
وقال دبلوماسي غربي رفض كشف اسمه "لم يكن الامر تعليقا فعليا" بل بالاحرى "ملاحظة عفوية" في المطار عند عودته من المهمة.
وقال دبلوماسي آخر "لا شيء يدل على ان ايران اقترحت التعاون الفاعل في الرد على اسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وتابع ان ايران "بدت كانها تركز على الشكليات اكثر من المضمون".
وتعذر على فريق الوكالة مقابلة جميع المسؤولين الايرانيين الذين اراد محادثتهم، بحسب الدبلوماسي الاول. ويبدو ان المفتشين لم يتلقوا اذنا بزيارة المواقع التي يشكون في ان ايران تمارس فيها نشاطات قد تساهم في تطوير سلاح نووي.
واستندت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ملحق تقريرها الشديد الانتقاد لايران الصادر في تشرين الثاني/نوفمبر الى وثائق قدمتها الدول الاعضاء فيها لتشير الى وجود مستوعب قد يكون مخصصا لاختبار الانفجارات في موقع بارشين العسكري على بعد كيلومترات من طهران.
ولم يزر فريق الوكالة اي موقع نووي لكن ايران كانت مستعدة "لتسهيل هذا النوع من الزيارات" على ما اكد وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي. غير ان موقع بارشين لا يرد بانه منشأة نووية.
ويقر الخبراء والدبلوماسيون بان زيارة ناكايرتس خطوة اولى في الاتجاه الصحيح في ضوء التوتر الذي احدثه نشر تقرير الوكالة.
لكن التوقعات المنتظرة من الزيارة المقبلة للبعثة المقررة في 21 و22 شباط/فبراير ستكون اهم. فهذه البعثة ستكون تجربة لتقييم نية ايران التحاور مع المجتمع الدولي فيما بدأت الدول الغربية تشدد عقوباتها ضد هذا البلد.
وراى بيتر كريل الخبير في منع الانتشار النووي في جمعية الحد من التسلح في واشنطن ان "ايران يمكن ان تزود الوكالة معلومات اضافية في اللقاء المقبل".
"لكنه ليس مرجحا انجاز تقدم ملحوظ قبل ان تبدأ ايران الاعتراف بعملها على قنبلة نووية" الامر الذي يلمح اليه التقرير، بحسب كريل.
وفي حال عدم احراز اي تقدم "فلن يكون الامر في مصلحة ايران" بحسب الدبلوماسي الاول وخصوصا ان الوكالة ستعد تقريرا جديدا حول الجمهورية الاسلامية لطرحه في اجتماع مجلس حكامها المقبل في فيينا في 5 اذار/مارس.
واضاف الدبلوماسي ان "الوكالة ليست واهمة وتدرك جيدا ان الدول الاعضاء والمجتمع الدولي سيولون اهمية كبرى لهذه الزيارة" على خلفية التوتر الحاد بين طهران والغرب.
ورأى مارك هيبس المحلل في معهد "كارنغي انداومنت فور انترناشنال بيس" في لندن ان الوكالة الدولية "تحتاج الى تحقيق اختراق كبير مع ايران لمنع تصعيد النزاع في مجلس الحكام في اذار".
وتحقق الوكالة منذ ثمانية اعوام من دون التمكن من التاكد من طبيعة البرنامج النووي الايراني والذي تؤكد الجمهورية الاسلامية انه مدني فيما يشتبه الغرب بانه عسكري.
وقال هيبس ان الوكالة "ستحتاج الى الحصول على تعهد ايراني حازم بالتعاون. (...) الحصول على مجرد احتمالات لن يكون كافيا".