معارضون: الأزمة في سوريا أصبحت أكثر دموية

تتصاعد الأزمة في سوريا وتتجه أكثر نحو العنف مع التحول إلى القصف بالأسلحة الثقيلة وسط الأحياء المدنية،لا سيما في مدينة حمص.

اسطنبول: أكد الدكتور عمار قربي عضو تيار التغيير السوري في تصريح خاص لـ"ايلاف" أن النظام أسفر عن وجهه الحقيقي عشية مناقشة مشروع القرار في مجلس الأمن الدولي.

وقال" انه يوم العار للانسانية عندما يُباد شعب كامل ولا أحد يتحرك لنجدته ، بل يقدّم الغطاء له لمزيد من القتل" .

وأضاف" أن السوريين لم يعولوا على الأمم المتحدة أو الجامعة العربية وخرجوا بثورتهم ثورة الكرامة لذلك تم التنكيل بهم خلال أكثر من 11 شهرا "، ودعا بعض "الصامتين للانتفاضة على هذا النظام الدموي الذي يقصف الآمنين في بيوتهم بحجة وجود عصابات مسلحة" .

وشدد على" أنه رغم القتل وحرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب السوري الا أنه يصر على اقتلاع النظام واجتثاثه من جذوره".

ومن جانبه، أوضح شلال كدو قيادي في لجنة اقليم كردستان للمجلس الوطني الكردي في سوريا في تصريح خاص لـ"إيلاف أن "الازمة في سوريا اتخذت بُعداً اكثر دمويةً واجرامياً، حينما ارتكب النظام مجزرة حقيقية في مدينة حمص الثائرة ليلة امس الجمعة، وقصَفها بمختلف أصناف الاسلحة الثقيلة، كالصواريخ والدبابات والمدفعية الثقيلة، والتي خلّفت المئات من القتلى وآلاف الجرحى، فضلاً عن تدمير عشرات البيوت في ليلة واحدة على رؤوس قاطنيها الآمنين".

وأكد "ان تخبط النظام السوري بين دماء ابناء مدينة حمص البطلة، وتدميرها بهذه الشكل الهمجي والبربري، يُعيد الى الاذهان مجزرة حماة، التي ارتكبتها النظام ذاته العام 1982 ، وقتل حينها عشرات الالوف من الناس، ودمرّ المدينة بشكل شبه كامل، موضحاً ان "التاريخ يُعيد نفسه في سورية من دون ادنى شك، والمشهد الدامي ذاته يتكرر امام اعين الجميع وان كان بوتيرة اكثر هدوءاً من سابقتها".

ورأى أن "تحويل حمص الى مدينة عائمة على بحر من دماء ابناءها الثائرين، ربما يشكل نقطة تحول كبرى في تاريخ الثورة السورية، وجرس انذار مدوي من شأنه ان يؤدي الى اتساع رقعة الثورة لتشمل المحافظات الاخرى المترددة كـ حلب ودمشق والرقة والسويداء والقنيطرة وكذلك الساحل، ولتتخذ طابعاً اكثر شعبياً واكثر زخماً وقوة، مما يفتح الآفاق امام تعاضد السوريين اكثر من ذي قبل" .

واعتبر أن "إصرار النظام على التنكيل بالناس وقمعهم، ادى الى خروج الثورة من دائرة فئات وشرائح عمرية معينة لتتخذ طابعاً شعبياً، ولتصبح ثورة كافة شرائح وطبقات الشعب السوري من الشباب والنساء والاطفال والكهول، مما يعني استحالة القضاء عليها واخمادها بالحديد والنار، مهما بلغ وحشية النظام وجيشه وشبيحته".

وشدد على أنه "في ظل هذه المعمعة والكرّ والفرّ، لابد ان تتحد المعارضة السورية على رؤية سياسية واحدة، من خلال مد جسور الثقة بين اطرها الرئيسية، ولا سيما بين المجلسين الوطني الكردي والوطني السوري، اضافة الى المعارضة الداخلية المتمثلة بهيئة التنسيق الوطنية، وتقديم ضمانات حقيقية من جامعة الدول العربية، وأيضا للمجتمع الدولي للمكونات السورية الاخرى وخاصة للمكون الكردي، الذي يُعد اضطهاده وانكار وجوده على ارضه التاريخية، مثالاً صارخاً على فشل الدولة الامنية العنصرية، وبرهاناً ساطعاً على بؤس الفلسفة القومجية، التي بنيت عليها معظم بلدان المنطقة في اوائل القرن المنصرم".

الى ذلك دان عبد الكريم الريحاوي رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الانسان "بأقوى العبارات هذه الجريمة المروعة بحق الإنسانية التي جاءت قبل ساعات من انعقاد جلسة لمجلس الأمن لمناقشة قرار يتعلق بالوضع في سوريا" ، مطالبا" المجتمع الدولي بتدخل عاجل وحازم لاتخاذ كل مايلزم لوقف الجرائم التي يرتكبها النظام السوري بشكل يومي بحق المدنيين السوريين" .

ورأى أنه "في ظل التدهور الشديد للأوضاع الإنسانية في المدينة نتيجة الحصار الخانق وقطع الكهرباء والاتصالات ومنع نقل الجرحى إلى المشافي لتلقي العلاج والنقص الكبير بالمواد الغذائية الضرورية والمساعدات الطبية الأساسية ، يعتبر حمص مدينة منكوبة ونطالب الجهات الدولية بالتدخل العاجل لحماية المدنيين فيها والعمل بشكل فوري على وقف كافة العمليات العسكرية فيها والسماح للكوادر الطبية والمساعدات الإنسانية بدخول المدينة" .

وكان الرائد ماهر النعيمي الناطق الرسمي باسم "الجيش السوري الحر" قال أمس "الان ترتكب مجزرة في حي الخالدية بحمص على غرار مجزرة حماة وبنفس يوم ذكراها الثلاثين".

وطالب من كافة الوحدات المقاتلة التابعة "للجيش السوري الحر والثوار رفع حالة التاهب واتخاذ مايلزم منهم فورا وفق الظروف الميدانية والاسراعه بتخفيف الضغط عن اهلنا في حمص الذبيحة".

وأهاب "بالمجتمع الدولي التدخل الفوري والسريع لانقاذ المدنيين العزل اللذين ترتكب بحقهم الان افضع الجرائم التي يندى لها جبين الانسانية ".

وقال "اما حان الوقت ان يستفيق الضمير العالمي ويقوم بمايلزم تجاه شعب يذبح امام عيونهم جميعا".