أخبار

الأزمة اليمنيّة تخلق فرصاً وتحديات للحركات الإسلاميّة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بيروت: كما هو الحال في كثير من أنحاء العالم العربي، قدمت الثورة اليمنية فرصاً وتحديات على حد سواء للحركات الإسلامية. وقد لعبت ما لا يقل عن خمسة اتجاهات اسلامية مختلفة أدوارا مهمة في الأحداث الجارية، بعضها أفضل حالاً من غيرها.

في هذا السياق، اعتبرت صحيفة الـ "فورين بوليسي" ان التيار الإسلامي الذي شارك في الثورة الشعبية اليمنية بشكل مباشر هو حزب التجمع اليمني للإصلاح، الذي يمكن اعتباره بمثابة "الفرع اليمني" للإخوان المسلمين، على الرغم من أنه تحالف يضم زعماء القبائل المحافظة ورجال الأعمال البارزين.

وبدأ التجمع اليمني للإصلاح باعتباره مؤيداً لـ "شباب الثورة" الذين كانوا يدعون لرحيل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في الأيام الأولى من عام 2011.

وعندما بدأ صالح يفقد السيطرة في أواخر الربيع، انتقل التجمع اليمني للإصلاح لاستغلال الموقف وإبراز نفسه كعنصر فاعل ورئيسي في الثورة، وذلك عن طريق حشد الدعم من خلال التجمعات في المساجد والمنظمات غير الحكومية لإعادة هيكلة الثورة، سواء من الناحية البدنية في ساحة التغيير في صنعاء، وكذلك من حيث جدول الأعمال.

ولم يكن باستطاعة أي من الاحزاب اليمنية الأخرى التنافس مع حزب الإصلاح، الأمر الذي جعله وسيط رئيسي في العملية السياسية التي بدأت تتكشف خلال المرحلة الانتقالية، حتى أن "شبيبة الثورة" يشتكون من ان التجمع اليمني للإصلاح قام بـ "اختطاف" الثورة.

إدراكاً منها لحساسية هذه الانتقادات، ابدت قيادة التجمع اليمني للإصلاح استعداداً لترك لاعبين آخرين في الصف الأمامي، فلم تطالب بمنصب رئيس الوزراء في حكومة الوحدة الوطنية التي تم الإعلان عنها في نوفمبر/تشرين الثاني 2011.

وعلى الرغم من ذلك، فمن المؤكد أن لحزب الإصلاح قدرة هائلة على تعبئة الناخبين على نطاق واسع عندما يتم تنظيم انتخابات عامة، فالحركة تملك شعبية واسعة، لا سيما مع حلفائها من زعماء القبائل، كما انها تحاول الطعن في الرواية التي تنص على عدم وجود بدائل لصالح.

واشارت الـ "فورين بوليسي" إلى اتجاه اسلامي آخر وهو "السلفية الهادئة" برئاسة المتحدث الرسمي باسم مدرسة دار الحديث الشيخ يحيى الحجوري، والذين جددوا موقفهم من الولاء للنظام من أجل محاربة ما وصف بأنه "حال من الفوضى".

ولعب هذا الفرع دوراً كبيراً من أجل نزع الشرعية عن الانتفاضة الشعبية، وذلك عن طريق انتقاد الإخوان الملسمين وشباب الثورة باتهامهم بتنفيذ عملية يستفيد منها "أعداء الاسلام".

هذا الفرع من الحركات الاسلامية في اليمن، بدأ الانخراط بشكل متزايد في الأنشطة السياسية على مدى السنوات القليلة الماضية، وإهمال قضايا الولاء وانتقاد السياسات الحزبية. وتعتقد هذه المجموعة السلفية بأن الثورة اليمنية بمثابة فرصة جديدة للانخراط العلني في المجال السياسي.

ومع بداية الثورة، أعلن أعضاء في جمعيات الحكمة والإحسان، مستندين على الأرجح إلى نجاح حزب النور في مصر، انهم سيقومون بتشكيل الأحزاب والمشاركة في الانتخابات المقبلة. وعلى الرغم من كونها مجزأة على طول خطوط إقليمية، هذه المبادرات الهامة من قبل السلفيين ترجح ظهور قوة سياسية جديدة في المنطقة.

أما الاتجاه الآخر للحركات الإسلامية في اليمن، فهو الحركات الجهادية، التي هي أكثر أو أقل ارتباطاً بالقاعدة في جزيرة العرب. انخرطت هذه الحركات في مجموعة متنوعة من العمليات السياسية التي ساهمت في تطبيعها إلى حد ما، فباتت هذه الجهات فاعلة في السياق اليمني وفي ما يمكن وصفه بسلسلة متصلة من العنف، خاصة في المحافظات الجنوبية.

المجموعتان الأخيرتان من الطيف الإسلامي اليمني، فهما الزيدية (المجموعة ذات الجذور الشيعية) و"الحركة الحوثية" التي تأثرت بشكل مباشر من أحداث الثورة الشعبية. فعلى مدار عام 2011، أجبر تضاؤل القدرة العسكرية للنظام على تحويل تركيزه إلى العاصمة صنعاء، وبالتالي تركت جزء كبير من محافظة صعدة والمناطق المحيطة بها إلى الحوثيين الذي يخوضون معارك مع النظام منذ العام 2004.

وعلى المدى الطويل، تؤدي الأزمة اليمنية إلى عملية إعادة تشكيل جذرية في الفرص والتحديات التي تواجهها كل الاتجاهات الإسلامية. ومن المرجح أن تظل هذه المجموعات في المحور المركزي على المستوى الوطني، وتظهر بصفتها عناصر مهمة من الحوار على الصعيد الدولي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف