ساركوزي تفهم موقف لبنان من الأزمة السورية

باريس: أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "العلاقات التاريخية بين لبنان وفرنسا"، مبديا تفهمه "لموقف لبنان النأي بالنفس عما يجري في محيطه العربي نظرا لخصوصية موقع لبنان وعلاقاته التاريخية بالدول العربية".

وكان الرئيس الفرنسي استقبل رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي عند الخامسة عصر اليوم بتوقيت فرنسا، واثنى "على الجهود التي يبذلها الأخير للمحافظة على الاستقرار في لبنان".

وبعد الزيارة اعلن ميقاتي انه طلب من الرئيس الفرنسي أن يقوم بالضغط اللازم على اسرائيل لوقف خروقاتها البرية والبحرية والجوية للسيادة اللبنانية، وكذلك وقف أعمال التجسس ضد لبنان.

وأضاف: "تطرقنا الى الواقع العربي والوضع في منطقة الشرق الاوسط عموما، وأكدت للرئيس الفرنسي الموقف اللبناني بعزل لبنان عن كل هذه التطورات، لأن الاساس بالنسبة لي هو الوضع اللبناني والاستقرار في لبنان".

وعبر عن طلبه من الرئيس الفرنسي "دعم هذا الموقف اللبناني حيث بدا متفهما جدا ووعد بدعم هذا الموضوع".

وردا على سؤال عن الموقف الذي عبر عنه الرئيس الفرنسي قال "ان الرئيس ساركوزي أكد في خلال اللقاء دعم لبنان وما اقوم به في سبيل المحافظة على الاستقرار في لبنان، كما أكد حرصه على ان يكون لبنان بعيدا عن أي توتر".

وحول ملف السلام، قال ميقاتي "الأساس أن نتحدث عن غروب الحروب في المنطقة وقيام فجر السلام فيها، وان المطلوب هو حل القضية الفلسطينية على اساس مبادرة السلام العربية التي أطلقت في بيروت عام 2002 والسعي لتحقيق السلام في المنطقة، لأن هذا السلام هو الأساس، وليس كالتحركات التي تحصل اليوم"، مضيفاً "مع احترامي لكل ما يجري اليوم فاذا لم يحصل سلام في المنطقة فلن يكون هناك استقرار".

وفيما يتعلق بدعم الفرنسيين للجيش اللبناني، قال "عرضنا في خلال اللقاء موضوع القرار 1701 الذي يتضمن مساعدة الجيش اللبناني لكي يحل محل القوات الدولية، وقد شكرت للرئيس الفرنسي المساعدة الفرنسية الأخيرة للجيش اللبناني وطلبت المزيد لمساعدة الجيش اللبناني وزيادة امكاناته.

الموقف الفرنسي

وفي سياق متصل بالأزمة السورية، أعلنت فرنسا اليوم انها اجرت اتصالات مع عدد من الاطراف فيما يتعلق بتدهور الازمة في سوريا واعربت عن املها في ان تؤدي التعبئة التي تقوم بها الجامعة العربية وتركيا ومجلس التعاون الخليجي الى زيادة الضغط على روسيا حليف سوريا الموثوق المتبقي.

واشار مسؤولون في وزارة الخارجية الفرنسية الى سلسلة من الاجتماعات المهمة التي ستقوم بها الجامعة العربية ودول الخليج العربية في "الايام المقبلة" اضافة الى الاتصالات المكثفة بين باريس وجميع القوى الفاعلة المعنية بهذه القضية.

وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنارد فاليرو هنا في بيان "ان فرنسا اجرت (اتصالات) مع تركيا ودول اخرى كثيرة" مبينا ان "تركيا قدمت بعض المقترحات خلال الايام الماضية ونحن ندعم جميع المبادرات او المقترحات التي تصب في الاتجاه الصحيح".

واضاف فاليرو "بالنسبة الى سوريا سنرى متى يحين الوقت ولكنني اعتقد انه سيكون من المثير للاهتمام ان نقيم (الوضع ) مع (وزير الخارجية الروسي سيرغي) لافروف حول زيارته الاخيرة الى دمشق".

وكان لافروف قال بعد زيارته الى دمشق انه تلقى تأكيدا من الرئيس السوري بشار الاسد بان العنف قد انخفض في البلاد ولكن العكس يبدو انه الذي يحدث.

واوضح فاليرو "اننا مضطرون لان نلاحظ ان العنف لم ينخفض بل على العكس فقد ازدادت حدته ضد السكان المدنيين".

واوضح ان "وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه سيلتقي نظيره الروسي في مؤتمر دولي في فيينا الاسبوع المقبل وسيسعى لاقناع روسيا بان الواقع لا يمكن قبوله ولابد من ردة فعل".

اضافة الى ذلك فان جوبيه سيضغط على لافروف بشأن موقف الدول العربية ازاء ما يحدث في سوريا.

وقال "علينا اقناع شركائنا الروس الى حجم الحشد الذي تقوم به الدول العربية بشأن القضية السورية التي ينبغي أن يكون سببا يجب اتخاذه بعين الاعتبار".

ومن جهة اخرى أشاد المتحدث الفرنسي "بالعمل الرائع" للجامعة العربية في معالجة الأزمة السورية.

واضاف ان فرنسا تبحث عن سبل لمساعدة المنظمات الانسانية في ضوء تدهور اوضاع المدنيين في بعض المناطق السورية لاسيما في مدينة حمص التي تتعرض لقصف شديد.