أخبار

المرزوقي يحاول تخفيض تكلفة جمود إتحاد المغرب العربي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أدت الثورات العربية في دول المغرب العربي ووصول الإسلاميين إلى السلطة إلى فتح نافذة، يحاول الرئيس التونسي المنصف المرزوقي النفاذ منها، من أجل إحياء الإتحاد المغربي العربي، إلا أن الخبراء يرون أن الجزائر قد تشكّل حجر عثرة في وجه هذا المسعى.

المرزوقي مجتمعاً بملك المغرب

الرباط: بدأ الرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي في تحريك عجلة "قطار المغرب العربي"، من خلال الجولة التي يقوم بها إلى دول المنطقة.

شملت هذه الجولة كل من موريتانيا، والمغرب والجزائر، حيث أعلن المرزوقي أن تونس ستحتضن في القريب العاجل أعمال القمة المغاربية المقبلة.

وتتطلع شعوب المنطقة إلى عودة الحياة إلى رفات "المرحوم" اتحاد المغرب العربي، الذي رأى النور، في يوم 17 شباط/ فبراير من سنة 1989، بعدما وقّع آنذاك زعماء الدول المغاربية الخمس، في مراكش معاهدة ميلاده.

ويرى مراقبون أن صعود الإسلاميين إلى الحكم في كل من تونس والمغرب، وسقوط نظام القذافي في ليبيا، سيساهم في تعبيد الطريق من أجل عودة الروح إلى الاتحاد.

وصرّح أستاذ العلاقات الدولية في جامعة القاضي عياض في مراكش إدريس لكريني لـ"إيلاف" إن "اقتصار زيارات المرزوقي على المنطقة المغاربية ينطوي على بعد مهم، يتمثل في الاتجاه نحو دعم بناء الاتحاد، وأعتقد أن هذا المطلب يجد مجموعة من المبررات التي تدعمه".

وأوضح إدريس لكريني أن "هناك تكلفة كبيرة تترتب على عدم تفعيل آليات اتحاد المغرب العربي، ومنها التكلفة الاقتصادية، التي تتزايد مع هروب الرساميل المغاربية إلى دول أخرى، إلى جانب عدم دخول حتى الرساميل الأجنبية إلى هذه الدول، نتيجة مجموعة من الاعتبارات المرتبطة بالثقة، وعدم فتح هذه الأسواق وغيرها".

وبيّن أستاذ العلاقات الدولية أن "هناك مجموعة من المعاملات الاقتصادية والتجارية بين الدول المغاربية تتم، في كثير من الأحيان، عن طريق طرف ثالث، وهذا يجعل الدول المغاربية تخسر حوالى 2 في المائة من الدخل العام، نتيجة اعتماد هذه الطريقة".

وأشار إلى أن "تونس بدأت تستفيد من التضحيات، ودخلت المرحلة الثانية من البناء، خصوصاً بعد الانتخابات، وحدوث نقاش مجتمعي متنوع، شاركت فيه مجموعة من القوى".

وأضاف الخبير المغربي "يبدو أن الرئيس التونسي يضع نصب عينيه تفعيل هذا الاتحاد، وتجاوز المعضلات والمشاكل أو الإكراهات التي تقف دون تطويره، حتى لا يكون في مستوى التكتلات الدولية الرائدة".

ورغم الثقة التي تملأ قلوب الإسلاميين من النجاح في مهمة تذويب الخلافات، إلا أن انتباه "الصناع الجدد للقرار" يبقى مشدوداً نحو الجزائر، حيث يمكن أن يؤدي صعود الإسلاميين فيها إلى تسهيل مهمة إخراج الاتحاد من جموده في أقرب فرصة.

في هذا الإطار، أكد سعيد الكحل، الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، لـ"إيلاف" أن "التصريحات التي صدرت من التنظيمات الإسلامية المغاربية، خاصة التي تقود الحكومة في تونس والمغرب وليبيا، تفيد بتشبثها باتحاد المغرب العربي، كإطار سياسي، وسعيها إلى تفعيله بعد الجمود أو الموت السريري، الذي يوجد عليه منذ 1994، تاريخ الاعتداء الإرهابي في مراكش، الذي تورّط فيه جزائريون".

إلا أن تفعيل الاتحاد المغاربي، بنظر سعيد الكحل "ليس رهين نوايا، بل تتحكم في تفعيله عوامل سياسية، ترجع بالأساس إلى الموقف العدائي، الذي تتخذه الجزائر من الوحدة الترابية للمغرب.

واعتبر أنه "طالما لم تغير الجزائر من موقفها العدائي تجاه الوحدة الترابية للمغرب، فإن كل محاولات إحياء الاتحاد وتفعيل دوره ستبوء بالفشل، إذ إن فوز الإسلاميين في المغرب وتونس لن يكون له أي تأثير، طالما أن ظل العسكر في الجزائر هو المتحكم في اللعبة السياسية". وأوضح الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية أنه "لا يمكن للجزائر أن تغير من موقفها العدائي تجاه المغرب إلا في حالتين اثنتين".

الحالة الأولى تتمثل في "فوز الإسلاميين في الانتخابات التشريعية والرئاسية في الجزائر، بما يمكنهم من الوصول إلى رئاسة الدولة ورئاسة الحكومة، وفي هذه الحالة لن يتمكن العسكر من فرض خياراته على الإسلاميين".

إلا أنه رأى أن هذا الاحتمال تبقى فرص نجاحه "ضئيلة"، مضيفًا أنه "قد يفوز الإسلاميون في الانتخابات التشريعية، لكنهم لن يفوزوا برئاسة الجمهورية لسبب بسيط، هو أن الجيش الذي يعطيه الدستور الجزائري حق التصويت في الانتخابات الرئاسية، يشكل كتلة ناخبة مهمة، ومتحكم فيها، تحسم مسبقًا الفائز في الانتخابات الرئاسية".

أما الحالة الثانية، فـ"تكمن في تدخل المجتمع الدولي للضغط على الجزائر من أجل قبول المقترح المغربي المتمثل في الحكم الذاتي للأقاليم الصحراوية، نظرًا إلى المخاطر التي باتت تشكلها مخيمات تندوف على الأمن الإقليمي، بسبب تزايد مخاطر الإرهاب والجريمة المنظمة، بعدما تأكد الجانب الدولي من تورّط عناصر البوليساريو في أعمال إرهابية بتنسيق مع فرع القاعدة في المغرب الإسلامي".

وشدد سعيد الكحلعلى أن دون هذين الاحتمالين "لن تعرف حالة الاتحاد المغاربي أي تغير، بسبب تشدد موقف الجزائر، وقد أدرك الرئيس التونسي المرزوقي هذه الحقيقة، وأعلن أن الجزائر هي العائق في وجه إحياء اتحاد المغرب العربي".

يشار إلى أن الخلاف بين المغرب والجزائر حول قضية الصحراء يشكل حجر عثرة في وجه بناء اتحاد المغربي العربي، علمًا أن الرباط وجّهت في أكثر من مناسبة دعوة إلى الجزائر من أجل فتح الحدود البرية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
المرزوقي يحاول تخفيض تكلف
zebab -

مخالف لشروط النشر

إحلم ياسعيد لكحل
ياسين -

أريد أن أعرف ماعلاقة وصول الإسلاميين للحكم في الجزائر بالقضية الصحراوية؟!!..القضية موجودة في هيئةالأمم المتحدة منذ الستينات، فلا الجزائر ولاالمغرب باستطاعتهم فرض رأيهم على الشعب الصحراوي الذي سيقرر مصيره بنفسه..ثم أن هؤلاء الإسلاميين الذين سيخوضون الإنتخابات القادمة ليسوا إسلاميين حقيقيين كما يعتقد بل هم متواطئون مع السلطة الإنقلابية ومشاركين معها في مصادرة حق الشعب الذي إختار ممثليه من الإسلاميين الحقيقيين في إنتخابات 1991...فالشعب ينتظر التغيير عن طريق ثورة إسلامية غير مسبوقة عبارة عن ملحمة عظيمة تعيد له حقه الشرعي الذي سلب منه من طرف جنرالات فرنسا الحركى خدام الإستعمار والغرب الصليبي وإسرائيل الصهيونية.

takhaluf
hamza -

ma kan la sahra la walou et on veut pas des islamistes en algerie ni les militaires, tu peux aller en arabie saoudite

لماذا لا يتحدو
mohemed -

انا لا افهم لماذا لا يتحدو المغرب وتونس وليبيا وموريتنيا ويتركوننافي حالنا اليس نحن دولة الارهاب و ابناء فرنسا اذن حلو عنا والله لو كنت الرئيس لبنيت صور تحت وفوق الارض

الكاتب مغربي ادا ؟
mouh -

عن اجتماعات الاسلاميين المغربين لم نسمع بها الا من خلال هدا الكاتب . والكاتب يحاول ان يضع الجزائر في الزاوية . يا هدا وداك .لمادا يا مغاربة لا تطالبون بتحرير بلادكم من الاسبان كمليلية وسبتة وجزر ليلى و... على الاقل الصحراء الغربية لن تدهب الى النصارى فمن يحكمها هم اهلها الصحراويون وليس كمليلية وسبتة

صور السور
abd da3if -

الىMohemed :السور قد تم بناؤه و هو في عقلك و تفكيرك و هذا الأخطر قبل أن يكون حقيقيا .فكيف يعقل أن تتمنى إتحاد الدول المغاربية دون الجزائر خاصة أن العالم يشهد تكثلات وآندماجات في كل الميادين.وإذا ما تم هذا الإتحاد و تزورهذه الدول دون الحاجة لجواز سفر فكن على يقن أنه لن يناديك أحد ب:"آبن فرنسا"لسبب بسيط : لم يكن يناديك أحد من قبل بذلك ؛فقط من رسم لك ذاك السور في تفكيرك هو من أوهمك بذلك.

....................
Abdelhak -

je comprend pas les algeriens aiment pas voir les realités tous ils sont un pays riche plus que qatar en gaz et dommage l''argent du peuple va pour les poliszario et le reste ds les mais des generaux melitaire ...